دور الحزب الشيوعي العراقي في انتفاضة الشامية / عادل هادي

كان للحزب الشيوعي العراقي دور كبير في انتفاضة الشامية، وبالذات دور الرفيق ذياب عبد شلتاغ والرفيق كاظم سلمان اللذين تم من خلالهما ايصال التوجيه للتهيؤ للانتفاضة وتهيئة كافة المستلزمات، خاصة ما يتعلق بمن يتولى قيادة الانتفاضة، وقد تم اختيار رفاق منهم كريم مجيلد الشباني وكاظم خضير ويحيى محمد علي وفيصل كاظم وقاسم عثمان وجواد خلف وسعيد مجيد معيط واسود صالح، ليتولوا قيادة الجماهير الفلاحية المنتفضة ضد الاقطاع واعوانه الرجعيين.
وفعلا تم ذلك حتى اضطرت السلطات الى تلبية مطالب الفلاحين مرغمة، وجرت من ثم قسمة الحاصلات مناصفة .
وكان من المواقف الشجاعة للفلاحين المتظاهرين قيام الفقيد صادق عبد الكاظم بصفع احد افراد الشرطة، ردا على صعوده الى سيارته المسلحة ومحاولته اطلاق النار على المتظاهرين. كذلك قيام الفقيد حمزة محمد بوضع يده على فوهة الرشاشة ( الفيكرس ) وصراخه بوجه الشرطي متحديا ( اضرب ايها الجبان ) ... حتى قام في النهاية بالقاء خطبة على المتظاهرين شاكرا مشاركتهم ومباركا لهم انتفاضتهم ضد الاقطاعيين، وطالبا منهم الانسحاب والتفرق بعد الحصول على الحقوق وتحقيق المطلب الاساسي، بعد احبار الاقطاعيين والملاكين على القبول بقسمة الحاصل مناصفة مع الفلاحين .
وقد شاركت جماهير الشعب في الشامية اخوانهم الفلاحين في انتفاضتهم، حيث انضم اليها اهل المدينة وعلى رأسهم المرحوم الرفيق جليل عزاوي والمرحوم الرفيق ذياب عبد شلتاغ والسيد جابر السيد عبود العذاري. كما شاركت جماهير الطلبة من ثانوية الشامية حيث انضموا الى الانتفاضة يتقدمهم الفقيد الرفيق جميل محمد جياد الميالي الذي ساهم في الاعداد لنجاح الانتفاضة في الريف، بوصفه احد الكوادر الفلاحية في ريف الشامية.
واستمرت الانتفاضة تتمسك ببناية قائممقامية الشامية ومعاونية شرطتها واغلب مفاصل المدينة حتى غروب اليوم نفسه، عندما تفرقت بارادة المتظاهرين وليس بارادة السلطة.
الا ان المدينة غصت في صباح اليوم الثاني بالقوات الحكومية من الامن والشرطة، والتي قامت بحملة مداهمات عنيفة في المدينة والارياف التابعة لها، تمخضت عن اعتقال اكثر من 30 شخصا من المشاركين بالانتفاضة، وهم من عناصر الحركة الوطنية.
واضافة الى ما حققته الانتفاضة من اهدافها، لم تستطع الحكومة قمعها بفضل سعتها وعمقها والتأييد الشعبي الذي اكتسبته، وبالتالي حققت امرا مهما حيث كسرت حاجز الخوف من السلطة والاقطاعيين، ووحدت صفوف الفلاحين اكثر من السابق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: الانتفاضات الفلاحية بوجه الاقطاع في محافظة القادسية للمؤلف السيد فيصل غازي الميالي