مسيحيو العراق يحتفلون بعيد القيامة وسط دعوات لاحلال الامن والسلام

طريق الشعب
احتفل المسيحيون في العراق وباقي انحاء العالم، أمس الاحد، بعيد القيامة، وسط دعوات لإحلال الأمن والسلام والمحبة محل العنف والطائفية والتقسيم. وشهدت كنائس في بغداد وباقي المحافظات توافد العديد من المسيحيين لاداء قداس العيد، فيما اتخذت القوات الامنية اجراءاتها قرب الكنائس تحسبا لاي طارئ.
كما شهدت كنيسة مريم العذراء في بغداد حضوراً رسمياً لتقديم التهاني لمسيحيي بغداد الذين قدموا إلى الكنيسة لإقامة قدّاس العيد.
ويوجه مسيحيو العراق في هذا العيد رسالة للعالم ودعوات تتضمن إحلال السلام والمحبة والأمن بدل ثقافة العنف والطائفية والتقسيم التي أرادت النيل من العراق ووحدة أبنائه.
غير أن الكنسية الكلدانية في كركوك والسليمانية، أعلنت الغاء الاحتفالات بعيد القيامة، عازية سبب ذلك الى ما يمر به العراق من ظروف استثنائية.
وقال رئيس الكنيسة يوسف توما لـوكالة "السومرية نيوز"، إن "الكنيسة الكلدانية في كركوك والسليمانية، قررت الغاء مظاهرالاحتفال في العيد والاقتصار على اداء الصلاة في الكنائس، تضامنا مع الآلام التي نعيشها بعد الاحداث الاخيرة والمناطق التي سقطت من بلدنا تحت سلطة داعش، ومع اهلنا الذين شردوا وهجروا من اراضيهم قبل اكثر من تسعة اشهر".
وأضاف ان "المسيحيين يدعون لانفسهم في هذه المناسبة ولاخوانهم المسلمين والايزيديين وجميع الطوائف، بأن تتحسن الاوضاع الامنية في البلد وعودة جميع الاسر النازحة الى مناطقها وزوال شر تنظيم داعش من العراق".
وهنأ رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، أمس الاحد، ابناء الطائفة المسيحية في العراق والعالم بمناسبة الاحتفال بعيد القيامة، فيما اعرب عن سعادته برؤية ابناء الطائفة المسيحية وهم يحتفلون بهذا العيد بالتزامن مع الانتصارات.
وقال العبادي في بيان تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، "أتقدم باحر التهاني والتبريكات لاخواننا ابناء الطائفة المسيحية في العراق والعالم بمناسبة الاحتفال بعيد القيامة".
وأضاف "يسعدنا بأن نرى ابناء الطائفة المسيحية وهم يحتفلون بهذا العيد والذي يتزامن مع انتصارات ابناء العراق على عصابات داعش الارهابية"، معربا عن "امنياته بان ترسم الفرحة على وجوه جميع مكونات وطوائف ابناء الشعب العراقي وهم ينعمون بالامن والامان والاستقرار والازدهار في عراق واحد موحد".
من جهته، اكد رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، أمس، ان المسيحيين العراقيين ليسوا مكونا من مكونات العراق وحسب بل هو شريك اساسي بارساء قواعد حضارته، مشيرا الى ان المسيحيين يحتفلون اليوم بعيد الفصح بعيدا عن بيوتهم ودور عبادتهم، فيما دعا بابا الفاتيكان فرانسيس الاول الى زيارة دار النبي ابراهيم عليه السلام في اور.
وقال الجبوري في كلمة ألقاها في كنيسة مريم العذراء وسط بغداد بمناسبة عيد القيامة، إن "المسيحيين ليسوا مكونا من مكونات العراق فحسب، بل هم شريك أساسي في إرساء قواعد حضارته وبناة أوائل لصرحه العتيد"، مبينا أن "الشعب العراقي يمتد عمره ستة آلاف عام حين كان أول مهد للحضارة الإنسانية وبزغ منه فجر البشرية،
وأشار الجبوري الى أن "العراق بقي مؤثرا في فكر الأجيال لقرون من الزمن، ولأجل ذلك كان هدفا لكل محاولات أعداء الحضارة عبر ممارسات بائسة لإطفاء جذوته المتقدة".
وأضاف الجبوري، أن "العراق كان ساحة صراع دائم تدور رحاه على أرضه ويدفع أبناؤه ضريبة الدم في معركة ليسوا طرفا فيها على أية حال"، مشددا بالقول "حين نتحدث عن العراق، فإننا نعني به عراق المكونات اجمعها، فهو بدون أهله المسلمين والمسيحيين والإيزيديين ليس عراقاً، كما انه بدون أهله العرب والكرد والتركمان والشبك ليس عراقاً أيضا".
ودعا الجبوري؛ قداسة بابا الفاتيكان فرانسيس الأول الى "زيارة دار أبينا إبراهيم عليه السلام في أور، والتي كانت مقررة في وقت سابق، لكن الظروف حالت دون تحقيقها، لما تحمل هذه الزيارة من معاني كثيرة للوحدة والتلاحم الإنساني".