التغطية الإعلامية تركز على "خطر" النازحين وتهمل أوضاعهم الإنسانية !

طريق الشعب
أصدرت منظمة "بيت الإعلام العراقي"، تقريراً رصدت فيه تغطية وسائل الإعلام العراقية لحالة نزوح آلاف العائلات من محافظة الانبار على خلفية العمليات العسكرية الجارية في المحافظة.
مؤشراً أن غالبية التغطيات الإعلامية في هذا الشأن، ركزت على التحذير من خطر النازحين، وأهملت الأوضاع الإنسانية التي يواجهونها.
وقال التقرير الذي تلقت "طريق الشعب" نسخة منه: حازت حركة النزوح على اهتمام وسائل الإعلام العراقية منذ بدء العملية، وتباينت طرق التعاطي الخبري مع أسباب النزوح، وظروف النازحين الإنسانية، وأيضاً المخاطر الأمنية التي قد تتعرض لها المدن التي استقبلت السكان الفارين من المعارك.
وأوضح التقرير أن "غالبية وسائل الإعلام لم تركز على أعداد النازحين، واكتفت بتقديرات غير دقيقة كانت غالبة في التغطية الإعلامية والصحافية في البلاد مثل "مئات النازحين، آلاف النازحين"، وهي مصطلحات تّعرف في المعايير الصحافية بانها صحيحة، لكنها ليست دقيقة، وهذا من المآخذ على الصحافة التي غالبا ما تتجنب البحث في تفصيلات الخبر وتكتفي بالإشارة اليه والتركيز على ردود الأفعال. ومع غياب الإحصاء، أبرزت التغطية كماً هائلاً من الآراء على حساب المعلومات.
واضاف أن غالبية وسائل الإعلام لم تركز في التقارير والاخبار التي نشرتها بخصوص موجة النزوح من الانبار إلى بغداد، على خلفيات اسباب النزوح وكيف جرت وما الطريق التي سلكها النازحون، ومن أي مناطق نزحوا.
كما استند عدد من وسائل الاعلام، بحسب التقرير، الى تصريحات لمسؤولين حكوميين ونواب تضمنت تحذيرات من حصول كارثة انسانية وازمات يتعرض لها النازحون من دون ذكر أعدادهم.
وأشار التقرير إلى إهمال التغطية الاعلامية للنزوح أية إشارة عن شائعات اطلقتها خلايا نائمة بين الاهالي وراء موجة النزوح، كشفت عنها وسائل إعلام غربية وعربية واكدها في ما بعد رئيس الحكومة حيدر العبادي.
وذكر التقرير أن بعض وسائل الإعلام أستندت الى تصريحات الجهات الحكومية والدولية بشان المساعدات التي قدمت الى النازحين، ولوحظ أن وسائل الاعلام تناولتها ارقاما واحصاءات فقط من دون تحليلها وقياسها مع أعداد النازحين.
وقال تقرير بيت الإعلام العراقي: أن الوسائل الإعلامية نقلت عن مسؤولين حكوميين وأمنيين تأكيدات اعتقال عدد من "الإرهابيين" تسللوا مع النازحين الذين خرجوا من محافظة الأنبار باتجاه المحافظات العراقية. وبعد تدقيق "بيت الاعلام العراقي" وجد ان الاشارة الى تسلل الارهابيين اعلنت في اليوم الاول للنزوح عبر وسائل التواصل الاجتماعي من قبل بعض الناشطين، وكان الاعلان الاول هو "اعتقال خمسة ارهابيين متخفين بزي نساء" وهذا الخبر الذي لم يتم تأكيده رسمياً واصبح نمطاً سائداً في وسائل الاعلام خلال الايام اللاحقة نقلاً عن مصادر مجهولة.
"كما وجد "بيت الاعلام العراقي" ان كل الاعلانات اللاحقة من هذا النوع وردت على لسان "سياسيين" و "نواب برلمان" واعضاء مجالس محلية، ولم تصدر وزارتا الداخلية والدفاع اية احصاءات او معلومات قيمة بهذا الشأن"، كما يذكر التقرير أن التغطية قدمت صياغة اعلامية تتضمن لغة تحريضية في أخبار إلقاء القبض على ارهابيين متخفين مع النازحين.
كما أشار التقرير إلى أن اغلب الوسائل الاعلامية نقلت وجهة نظر واحدة تجاه قضية النازحين تتعلق بالمخاوف من تهديد بغداد، وغابت إلى حد ما معاناتهم الإنسانية. وربطت وسائل إعلام تردي الاوضاع الامنية في بغداد بدخول أعداد كبيرة من نازحي الأنبار.
وبحسب التقرير، فأنه لم يلاحظ وجود جهد إعلامي حقيقي لمتابعة وتقصي مصير الأسر النازحة التي لم تجد من يكفلها لدخول مدينة بغداد وبقية المحافظات التي طبقت الإجراء نفسه.
وأورد تقرير بيت الاعلام العراقي جملة من الملاحظات الاخرى، مع أمثلتها، على التغطيات الإعلامية بشأن موجة النزوح، منها إخفاق وسائل الإعلام في التوصل إلى معلومات دقيقة عن النازحين وعددهم والمناطق التي شهدت حركة نزوح من مناطق التوتر إلى مناطق آمنة نسبياً.
وأيضاً "تعامل وسائل إعلام تمولها جهات سياسية مع حركة النزوح بازدواجية في المعايير، بسبب مواقف مضادة استباقية".
وأكد التقرير أن تغطيات تحريضية لعملية النزوح أدت إلى خلق رأي عام مضاد ضد النازحين الذي لجؤوا إلى بغداد، ما وضع المئات منهم تحت الخطر.