ناشطون زاروا "بزيبز": الجنود يتقاسمون طعامهم مع النازحين ولم نر جهة حكومية تتابع شؤونهم!

طريق الشعب
وصفت الناشطة المدنية ريا عاصي أوضاع النازحين من الرمادي قرب معبر بزيبز، بـ"المأساوي"، وفيما نبهت الى ان الجنود المرابطين عند المعبر المذكور، يتقاسمون طعامهم وشرابهم مع الأهالي، أكدت عدم تواجد أي جهة حكومية، عند معبر بزيبز، لمتابعة شؤون النازحين.
وزار أمس الأول الجمعة، مجموعة من الناشطين المدنيين، بينهم ريا عاصي، معبر بزيبز لتقديم مساعدات للعائلات النازحة المتواجدة عند المعبر، وللإطلاع على أوضاعهم.
وتفاجأ الناشطون بأوضاع النازحين "المأساوية"، حيث وصفتها، أنها "أقسى بكثير مما نطلع عليه في وسائل الإعلام، وما ينقل لنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي".
وتحدثت الناشطة المدنية لـ"طريق الشعب" قائلة أنه: أتصل بنا احد زملائنا الناشطين وابلغنا أن ٣ أطفال توفوا بسبب العطش ودرجات الحرارة المرتفعة عند جسر بزيبز، فما كان منا (مجموعة من الأصدقاء) إلا أن نجمع مبلغا ماليا بسيطا لشراء مساعدات لتقديمها لهؤلاء النازحين.
واضافت، قمنا بشراء كمية من صناديق الماء وحليب الأطفال وبعض الأغذية المعلبة، وفي اليوم الثاني توجهنا بسيارة حمل لنقل المساعدات البسيطة إلى النازحين عند المعبر، حيث لم نواجه متاعب في الوصول إلى المكان.
وتابعت عاصي أنه، قبل وصولنا إلى المعبر، وجدنا ثلاث مخيمات اثنان منها في مزارع أهلية، وهي مخيمات غير نظامية قام الأهالي بإنشائها، وواحد تابع للمنظمة الدولية للهجرة.
وأشارت عاصي، إلى أن "جسر بزيبز مقفل تماماً في وجهة الأهالي النازحين، ولا يسمح لهم بعبوره باتجاه بغداد، ما لم يكن لديهم كفيل، شرط أن يكون هذا الكفيل موظفاً في الدولة"!
وذكرت الناشطة المدنية، أن أوضاع النازحين هناك مأساوية، وهم يعيشون في بيئة قاسية لا يمكن تحملها، وليس هناك مخيمات نظامية لإيوائهم، مضيفة حتى أننا لم نستطع توزيع المواد التي جلبناها لهم، بصوره صحيحة، كون الأهالي يعانون من نقص كبير في الطعام والشراب.
وقالت "تخيل أن الجنود المرابطين عن المعبر يتقاسمون طعامهم وشرابهم مع النازحين"، الذين قدرت عددهم بأكثر من 10 آلاف مواطن، غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن.
وختمت عاصي بالقول، خلال زيارتنا الى معبر بزيبز، لم نجد أي مسؤول أو مؤسسة حكومية متواجدة تشرف على شؤون هؤلاء النازحين.. لا أحد سوى رجال الأمن، وعيادة طبية متنقلة.
إلى ذلك، أفاد مصدر نيابي، أمس، بأن رئاسة البرلمان قررت تشكيل لجنة عاجلة لزيارة معبر بزيبز ومتابعة اوضاع النازحين.
ونقلت وكالات انباء محلية، عن المصدر، قوله، إن "رئاسة البرلمان قررت تشكيل لجنة عاجلة تتكون من لجان الامن والدفاع وحقوق الانسان والهجرة والمهجرين البرلمانية برئاسة نائب رئيس البرلمان آرام الشيخ محمد لزيارة معبر بزيبز".
واضاف المصدر، ان "اللجنة ستتابع اوضاع النازحين وابلاغ البرلمان بذلك".
واعتبرت لجنة حقوق الإنسان البرلمانية، أمس، أن الآلية المعتمدة من قبل قيادة عمليات بغداد في دخول النازحين إلى العاصمة عبر جسر بزيبز "غير صحيحة".
وقال رئيس اللجنة أرشد الصالحي، في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، إن "اللجنة تراقب عن كثب وضع النازحين من محافظة الانبار وخصوصاً ما يتعرضون له عند معبر بزيبز من انتهاكات لحقوق الإنسان ما أدى إلى حدوث حالات وفاة عدة".
وأضاف الصالحي، أن "الآلية المعتمدة من قبل قيادة عمليات بغداد في دخول النازحين إلى العاصمة عبر معبر بزيبز غير صحيحة"، مطالباً الأجهزة الأمنية بـ"فتح المعبر فوراً أمام النازحين وتسهيل دخولهم احتراماً للدستور ومبادئ حقوق الإنسان آخذين بنظر الاهتمام الاعتبارات الأمنية".
واعتبر أن "مجلس النواب أخفق في اتخاذ قرار بشأن معبر بزيبز"، مشيراً إلى أن "اللجان المعنية بوضع النازحين المشكلة من رئاسة المجلس لم تتوصل إلى اتفاق بسبب الخلافات السياسية بين الكتل".
ودعا الصالحي وزارتي الصحة والتجارة والجهات ذات العلاقة إلى "توفير المواد الطبية والأغذية إلى النازحين وتشكيل هيئة عليا للكوارث في البلد".