لمحة تارخية عن نشوء الحركة الشيوعية في ناحية بهرز / اكرم قدوري الحاج ابراهيم

قبل ان ابدأ بكتابة هذه السطور عن الحركة الشيوعية في بهرز اريد ان اوضح ان هذه اللمحة من كتابات الرفيق الراحل اكرم قدوري (ابو ظافر) وكان قد كلفني قبل رحيله المفاجىء في 23 شباط 2015 بارسالها الى جريدة حزبنا طريق الشعب بعد تلخيص محتواها. (حكمت خليل عزيز)
في بداية الاربعينات كان هناك رجلان استهواهما الفكر الشيوعي ولهما صلات وعلاقات في بغداد. الرجل الاول هو المرحوم محمد ناجي اسحق البهرزي الذي كان طالبا في كلية دار المعلمين العالية، وفي هذا المعهد التربوي النادر تعرف اكثر فاكثر على افكار الحزب الشيوعي العراقي وعلى الافكار الماركسية التي كانت تعجب الشباب وتنتشر بسرعة ونقلها الى بهرز.
اما الشخص الثاني الذي اسهم في نشر وتوضيح هذه الافكار فهو الفقيد عبد الوهاب محمد.
جرى تنسيق بين الرجلين محمد ناجي وعبد الوهاب محمد وتمكنا من تشكيل تنظيم شيوعي يشرف عليه الرفيق الخالد فهد وبالرغم من محدودية التنظيم استطاع ان يؤثر على بعض العوائل والاشخاص نذكر منهم: ضياء علي حسين، ابراهيم شكر النعيم، سهيل نجم الدليمي والد الكاتبة والاديبة لطفية الدليمي، حميد ناجي، واخاه شكر، وهيب الكروي، عبد اللطيف الخليل، محمد جميل الخليل، عبد الله كاظم الدايني ابو عادل، وكان لهذا التنظيم اثر كبير على عوائل تفتخر بها بهرز ومن هذه العوائل: عائلة بيت دبش، عائلة بيت سنكي، عائلة بيت بندر، عائلة آل صافي، عائلة ملا صالح.
تمكن الحزب من فتح مكتبه في سوق بهرز وكان المرحوم سهيل النجم امينا للمكتبة التي تجري الاستعارة منها بصورة سرية وبعد ان علمت السلطات حاولت كبس المكتبة الا ان التنظيم تمكن من نقلها الى بستان ضياء علي الحسين. في عام 1947 وبعد اعتقال الرفيق فهد ورفاقه تم اعتقال المناضل عبد الوهاب محمد وحكم سبع سنوات وكذلك اعتقل ضياء علي الحسين الا ان اعتقالهم لم يفت بعضد الشيوعيين وتمكنت العناصر المؤيدة والمؤمنة بالافكار من مواصلة العمل. كان الحزب يوزع نشراته على الكادحين من عمال البساتين وكذلك عمال الحياكة. كان تنظيم الحزب ينشط مطالبا ومدافعا عن مصالح الجماهير ولا سيما حقوق المزارعين في ماء نهر خريسان حيث يسقي البساتين، التي كانت مصدر العيش للكثير من اهالي بهرز ولحد الآن.
وقد نشط الحزب الشيوعي في بهرز في تنظيم عرائض تتضمن مطالب الناس وكذلك جمع التواقيع ويساهم في مكافحة الآفات الزراعية والحشرات وكانت تتعاطف مع هذه الحملات وجوه الناحية والاغنياء. وهكذا ظل الحزب مدافعا عنيدا عن مصالح جماهير بهرز وجماهير المحافظة عموما وفي كل العهود وظل وفيا في الخمسينات وبعد ثورة 14 تموز 1958 حيث كان الوعي الوطني والتقدمي اكثر تأثيراً. وفي عام 1963 حيث تمكن انقلابيو شباط الاسود من السيطرة على السلطة وتدمير منجزات ثورة تموز 1958، وتم اعتقال الكثير من رفاق واصدقاء الحزب ومرة ثانية وقف وجهاء المنطقة مدافعين عن ناسهم وبالاخص عن النساء وكان موقف المختار ملا روزي مشرفا مرة اخرى. وهكذا الى ان اوصلتنا هذه التصرفات الى اعتى دكتاتورية، حيث قدم حزبنا الشيوعي العراقي في بهرز كوكبة اخرى من الشهداء الذين اعدمهم النظام وغيب القسم الآخر منهم وبيعت ممتلكاتهم بالمزاد، وقطعت رواتب وموارد عوائلهم بالكامل وكانت محنة لا تطاق لهذه العوائل. ومن هؤلاء الشهداء والمغيبين: قيس عبد الله، ودهش علوان، وفاروق محمد عبد الكريم الدبش، وثامر محمد عبد الكريم الدبش، وفائق مصطفى عبد الكريم الدبش، وحسب الله كريم آل يحيى، والشهيدة كوثر مجيد محمد، والشهيدة رجاء مجيد محمد، وهاشم مطشر فليح، ونجاح مهدي صالح، وداخل عبد حيدر، من بعقوبة. وبعد سقوط الصنم عانت بهرز من مصائب الاحتلال وبقي من بقي من الاحياء ليعيد الدنيا وليكافح مع اجيال جديدة وهي الاجيال التي ابعدها النظام الدكتاتوري عن الحقيقة ولكن رغم الظروف الاستثنائية والمعقدة والشحن الطائفي عانى حزبنا من القتل وكذلك هجرة عوائل رفاقنا من مدينتهم بهرز الى كردستان والى مناطق اخرى من العراق. ورغم كل هذه المصائب ظل حزبنا في بهرز وعموم محافظة ديالى يكافح الشر وكذلك يناضل من اجل الوطن الحر والشعب السعيد. المجد كل المجد لحزبنا الشيوعي العراقي وهو يواصل المسير نحو الشمس والحياة. اكرم قدوري الحاج ابراهيم
- ملاحظة: الرفيق الراحل اكرم قدوري عضو محلية ديالى للحزب الشيوعي العراقي.