أدان الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الاعتداء الذي تعرض له مبناه في ساحة الأندلس مساء الأربعاء المصادف 17 حزيران، عندما قامت مجموعة مسلحة يقدر عددها بخمسين شخصاً يرتدون ملابس عسكرية سوداء وتقلهم سيارات مدنية بغلق شارع ساحة الأندلس واقتحام البوابة الرئيسية لمقر الاتحاد.

إننا في التيار الديمقراطي العراقي في ألمانيا إذ ندين هذا العمل الإجرامي بشدة، ونستنكر كافة الاعتداءات المتكررة التي تمارسها قوى الجريمة والفكر المتخلف على مقرات وفعاليات منظمات المجتمع المدني في وطننا، والمحاولات الدؤوبة الهادفة إلى مقاومة الثقافة العراقية بكل أبعادها الاجتماعية والسياسية والفكرية، من خلال إشاعة أساليب العنف والاعتداءات الإجرامية الجبانة، فإننا ندين في نفس الوقت تلك الجهات المتنفذة في السلطة السياسية، والتي لم تعمل بشكل جدي على الحد من هذه الاعتداءات المتكررة ومحاسبة قوى الجريمة التي فقدت كل مقاييس الأخلاق والحوار والمنطق السلمي في تعاملها اليومي، التي لا تخفى مظاهره العدائية للثقافة العراقية الرائدة، وللمنظمات والقوى الاجتماعية التي تتبنى هذه الثقافة، وتعمل على تطويرها بما يضمن مسيرة وطننا نحو الدولة المدنية الديمقراطية، والمجتمع العراقي المتآخي، خاصة في هذه الظروف التي يواجه بها وطننا وشعبنا قوى الإرهاب والجريمة التي استباحت وطننا، وشردت أهلنا، وانتهكت حرماتنا، من خلال عصابات داعش ومن لف لفها داخل وخارج الوطن. كما إننا نشارك الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين مخاوفه وقلقه على مسار العملية السياسية برمتها، والمخاطر التي تواجه حياة وسلامة جميع العاملين في الاتحادات والنقابات الثقافية والإعلامية، وبقية منظمات المجتمع المدني، وحقوق الإنسان، ورابطات المرأة، في حالة إطلاق العنان لبعض العصابات المسلحة لتتمادى في غيها، في هذا الوقت العصيب بالذات الذي يمر به وطننا.

إننا نتوجه إلى كل القوى الديمقراطية العراقية أن تقف وقفة جادة هذه المرة دفاعاً عن حقوقها الوطنية والدستورية، وضمان حمايتها من اعتداءات عصابات الجريمة الظلامية، والمطالبة بوضع الضوابط الجدية الكفيلة بوقف مثل هذه الجرائم في المستقبل، وحماية الثقافة العراقية الرائدة، وكل مؤسساتها وفعالياتها من عبث العابثين، أعداء الديمقراطية والتطور والإبداع.

لجنة تنسيق التيار الديمقراطي العراقي في ألمانيا
2015/6/19