ما ميز التظاهرات الاخيرة التي شهدتها معظم المحافظات العراقية، ان ثمة سباقا سياسيا ونيابيا وحكوميا نحو الاعلان عن تأييد المتظاهرين ومطالبهم، وحتى من كتل سياسية كانت فيما سبق تشكك او تتهم المتظاهرين بانهم مغرر بهم او انهم واجهات لجهات سياسية تحاول تسقيط خصومها عبر التظاهر.

قال مكتب رئيس الوزراء، حيدرالعبادي، في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، إن رئيس الوزراء "عقد اجتماعاً طارئاً مساء الجمعة مع وزير الكهرباء وكادر الوزارة لمتابعة مشاكل الكهرباء والضعف الذي اصاب المنظومة وضرورة بذل المزيد من الجهود لزيادة ساعات تجهيز الكهرباء للمواطنين ومحاربة الفساد".

وأكد العبادي، على "حق المواطنين في التعبير عن آرائهم ودعوة جميع المسؤولين للاستماع الى مطالبهم"، داعيا جميع الوزراء والمسؤولين الى "النزول الى الميدان للاطلاع على مشاكل المواطنين وايجاد الحلول السريعة لها".

وشكر "المواطنين والمتظاهرين على احترام النظام العام والتعبير عن ارائهم بصورة حضارية".

معرباً عن شكره أيضاً "للقوات الامنية التي قامت بحماية المتظاهرين وحفظ الامن والتعامل مع المواطنين باحترام وبكل مهنية وتفان , ما يعزز التلاحم بين المواطنين والقوات الامنية التي تحارب الارهاب وتحفظ الامن للمواطنين".

كما قال العبادي خلال ترؤسه اجتماعاً مع المحافظين ورؤساء مجالس المحافظات لنقل الصلاحيات: إن "من حق المواطنين التظاهر والتعبير عن آرائهم، وانا اشكر كل من تظاهر"، مؤكداً أن "تظاهرات المواطنين بمثابة جرس انذار مبكر لنا".

وحذر العبادي من "لجوء الناس الى اسقاط الاوضاع بعد اللجوء الى الاسلوب الثوري"، لافتاً إلى أن "هناك خللاً تجب معالجته بتعاون الجميع".

أكد رئيس مجلس النواب، سليم الجبوري، السبت، مضي البرلمان في كشف "المفسدين"، وفيما شدد على دعم مجلس النواب للتظاهرات السلمية التي خرجت للمطالبة بتحسين الكهرباء، دعا الى تفعيل الدور الرقابي للجان النيابية على الوزارات الخدمية.

وقال الجبوري خلال جلسة البرلمان الثامنة التي عقدت، السبت: إن "مجلس النواب يدعم التظاهرات السلمية"، فيما أكد على "ضرورة عدم المساس بالمال العام".

ودعا الجبوري الى "أهمية تفعيل الدور الرقابي للجان النيابية على الوزارات الخدمية"، مشدداً على أن "البرلمان ماضٍ في كشف المفسدين في الحكومة".

أعلن زعيم التيار الصدري، السيد مقتدى الصدر، السبت، دعمه للمتظاهرين للمطالبة بالحقوق المشروعة، وفيما بين أن الكثير من الجهات تحاول تجيير التظاهرات العفوية الشعبية لصالحها، أكد أن أي إعتداء على أي مواطن عراقي منادٍ بحقوقه بتظاهرات سلمية هو إعتداء علينا وعلى العراق.

وشدد الصدر، في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، على اهمية التحقيق مع المقصرين في الحكومتين السابقة والحالية، ممن سرقوا المليارات من لقمة الشعب

وقال الصدر في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب": إن "أي اعتداءٍ على أي مواطن عراقي منادٍ بحقوقه بتظاهرات سلمية ولا سيما بالتظاهر للمطالبة بالحق المسلوب (الكهرباء) هو اعتداء علينا وعلى العراق اجمع لان موقفنا واضح وهو اننا مع الشعوب المظلومة"، داعياً الى "الاستمرار في التظاهر".

واضاف الصدر أن "الكثير من الجهات الحزبية والحكومية تحاول تجيير التظاهرات العفوية الشعبية هذه لصالحها"، لافتا الى "اننا اذ نقف في سوح الجهاد ضد المحتل وضد شذاذ الآفاق، فاننا لم ولن ننساكم ايها المتظاهرون الابطال، فانتم في سوح الجهاد لتطالبوا بحقوقكم وحقوقنا ونحن معكم معكم لا مع عدوكم فسيروا وعين الله ترعاكم".

أعلن وزير الكهرباء قاسم الفهداوي، امس الاحد، تأييده وتضامنه مع مطالب المتظاهرين، مشدداً في الوقت نفسه على عدم الرضوخ لمن اسماهم بـ"دواعش السياسة" وصانعي الفساد في العراق.

وقال الفهداوي، لوكالة "السومرية نيوز": إننا "نؤيد ونتضامن مع مطالب المتظاهرين الذين يشكون نقصا في الخدمات"، مشدداً على اننا "لن نرضخ لمن يساوم على مصالحهم ومعاناتهم".

وأضاف الفهداوي، "لن نرضخ ولن نساوم المفسدين وصانعي الفساد في العراق، ولن نرضخ لدواعش السياسة في العراق"، مبيناً أن "بعض الكتل السياسية تتبنى هذه الحملة".

أكد محافظ بغداد علي التميمي، الجمعة، أن التظاهرات ممارسة حضارية وحق دستوري، داعيا الحكومة الاتحادية الى توفير المناخات الآمنة لأية تظاهرة سلمية.

وقال التميمي في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب": إن "التظاهرات السلمية حق دستوري وممارسة حضارية تعكس الوعي والوجه المشرق للشعوب الديمقراطية"، مشيرا إلى أن "على الحكومة ان توفر المناخات الآمنة لأية تظاهرة سلمية تنظمها الجماهير او المؤسسات المدنية".

وشدد التميمي على "ضرورة مساندة جميع المطالب المشروعة التي ينادي بها المتظاهرون والتي تعتبر حقا وطنيا ودستوريا"، مؤكدا أهمية أن "نشجع ونساند كافة الخيارات والممارسات الحضارية والديمقراطية".

حمل النائب عن التحالف المدني الديمقراطي، فائق الشيخ علي، السبت، رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، تبديد 27 مليار دولار مخصصة لمعالجة ازمة الكهرباء في البلاد.

وقال الشيخ علي، في مؤتمر صحفي: ان "المالكي يتحمل مسؤولية تبديد 27 مليار دولار كانت مخصصة لتحسين الطاقة الكهرباء اثناء توليه ثلاث حكومات متعاقبة".

واضاف ان "المسؤول الوحيد عن تردي الطاقة الكهربائية هو المالكي وليس رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي او وزير الكهرباء".

واكد ان "تظاهرات (الجمعة) الاحتجاجية كانت المعبر عن رفض الشعب لسياسات الحكومة بشان الكهرباء لاسيما المتعلقة بالفساد". وانتقد الشيخ علي "وسائل الاعلام لعدم تغطيتها تظاهرات (الجمعة)، فقد كانت تغطية خجولة". وبين ان "مطالب المتظاهرين "تنحصر بعودة الكهرباء ومحاسبة المتورطين في ملف الفساد بهذا الجانب واعادة 27 مليار دولار بددها المالكي".

دعا ائتلاف المواطن، مساء السبت، الى اجتماع استثنائي للتحالف الوطني لمناقشة معاناة الناس ومطالب المتظاهرين ودراستها دراسة عميقة. وقال القيادي في الائتلاف فادي الشمري في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب": "ندعو الى اجتماع استثنائي للتحالف الوطني لمناقشة معاناة الناس ومطالب المتظاهرين ودراستها دراسة عميقة ووضع الحلول المناسبة التي تتناسب وحجم التحديات خصوصا في ملف الخدمات". وأضاف أن "على جمهور التحالف مراقبة ادائه وتنفيذه للشعارات التي يطرحها وتشخيص القوى التي تعرقل تفعيل عمل التحالف ودوره".