المتظاهرون: "الفساد والإرهاب وجهان لعملة واحدة و ينبغي مكافحتهما معا

تظاهرات بابل وذي قار طالبت بتغيير الطبقة السياسية "الفاسدة" ودعت الى دولة مدنية
طريق الشعب
بعد يومين من الاحتجاجات في بغداد وعدد من المحافظات الأخرى، خرج الآلاف من المتظاهرين في بابل وذي قار، مساء الأحد، احتجاجاً على تردي الخدمات وتفشي الفساد وعجز الحكومات المتعاقبة عن معالجة ذلك.
وأكد المتظاهرون أن "الفساد والإرهاب وجهان لعملة واحدة"و ينبغي مكافحتهما معاً، كما بينوا أنهم يخوضون حرباً "لا تقل قدسية" عن تلك التي تخوضها القوات الأمنية.
وطالب المتظاهرون ببناء دولة مدنية "يسودها العدل والمساواة"، وبينوا ان تظاهراتهم خرجت من الإطار الخدمي أو المطلبي، إلى فضاء أوسع يتعلق بمصير الوطن، وتطالب بتغيير طبقة سياسية "لا تكترث" بمصير البلد ومصلحة الشعب.
مشهد احتجاجي فريد في الحلة
التظاهرة الكبيرة التي شهدتها مدينة الحلة، مساء الأحد، شارك فيها الآلاف من مواطني بابل،وقد جرت أمام مبنى المحافظة، وسط إجراءات أمنية مشددة، وحمل المتظاهرون شعارات مثل (لا للفساد والفاسدين)، و(داعش والفساد وجهان لعملة واحدة)، و(الحشد الشعبي يحارب داعش وحشدنا المدني يحارب الفساد)،
وقال الناشط المدني وعضو اللجنة المنظمة للتظاهرة، قتيبة الأعرجي، لوكالة "المدى برس"، إن "السماء أمطرت وطناً وحباً وشباباً غصت بهم الشوارع المحيطة بديوان محافظة بابل، برغم شدة حرارة الجو، في مشهد فريد لم تشهده الحلة منذ سنين، يعبر عن رفض المواطنين للفساد وتردي الخدمات"، مشيراً إلى أن "اللجنة المنظمة للتظاهرة، حددت الشعارات الخاصة بالمناسبة ولم تسمح لأحد بتجاوزها اطلاقاً أو استغلال التظاهرة لأهداف سياسية".
وأكد الأعرجي، أن "التظاهرة سلمية دستورية تطالب بالخدمات ومحاربة الفساد المالي والإداري كونه وجهاً آخر للإرهاب"، وأوضح أن "المتظاهرين يخوضون حرباً ضد الفساد لا تقل قدسية عن تلك التي يخوضها أبطال الحشد الشعبي ضد عصابات داعش الإرهابية".
وأعرب عن الشكر والعرفان للأجهزة الأمنية التي وفرت الحماية اللازمة للمتظاهرين، معتبراً ذلك "تصرفاً حضارياً يعبر عن احترامها للمواطنين وحقوقهم الدستورية".
بابليون يطالبون بدولة مدنية
و قالت الناشطة أزهار جابر، للوكالة نفسها، إن "أهالي بابل انتفضوا اليوم (مساء الاحد) احتجاجاً على سوء الخدمات العامة التي تتراجع من سيئ إلى أسوأ كالكهرباء والماء والنظافة والحالة المزرية لضفاف شط الحلة وواقع التعليم والصحة فضلاً عن الفساد"، مبينة أن "المتظاهرين دعوا إلى دولة مدنية يسودها العدل والمساواة والاخاء".
وذكرت جابر، أن "المتظاهرين حذروا الفاسدين بأنهم سينالون الجزاء العادل الذي ينتظرهم بفضل وعي الجماهير المتصاعد في عموم العراق"، لافتة إلى أن "التظاهرة حفلت بشعارات تندد بالفساد المستشري في بابل وتردي الخدمات".
مطالبة بتطهير دوائر الدولة من الفاسدين
من جانبه قال الإعلامي والناشط المدني حيدر الجلبي، إن "حناجر الجماهير البابلية صدحت عالياً ضد الفاسدين مطالبة بضرورة محاكمتهم وتطهير دوائر الدولة والعملية السياسية منهم".
وأوضح الجلبي، أن "المتظاهرين رفعوا تابوتا كتب عليه (وزارة الكهرباء) وسخانا كهربائيا (كيزر)، تعبيراً عن سخريتهم وشجبهم لتبريرات وزير الكهرباء، قاسم الفهداوي"، مطالباً الحكومتين المحلية والاتحادية بضرورة "التنبه للحراك الجماهيري الواسع النطاق والكف عن اطلاق الوعود الفارغة".
ذي قار تطالب بتغيير الطبقة السياسية الفاسدة
تظاهرة شارك فيها الآلاف من أهالي ذي قار، انطلقت من ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية، عصر الاحد.
وقال الناشط المدني، محمد ياسر محمد، احد المشاركين في التظاهرة، إن "جماهير ذي قار خرجت على اختلاف شرائحها واتجاهاتها إلى ساحة الحبوبي، للتعبير عن رفضها لما يجري في أروقة العملية السياسية البائسة التي قادت البلد إلى طريق مسدود"، مشيراً إلى أن "مطالب المتظاهرين تشترك مع أقرانهم في المحافظات الأخرى كونها لا تتعلق بالكهرباء والخدمات فقط، إنما بتغيير الطبقة الفاسدة من السياسيين الذين لم يأتوا لخدمة البلد وإنما لخدمة مصالحهم الشخصية والحزبية".
ودعا الناشط إلى "تغيير شامل في المشهد السياسي بالاعتماد على النزاهة والكفاءة والإخلاص للوطن ومصالح الشعب".
تظاهرات تتعلق بمصير وطن
من جانبه، قال الناشط والمتظاهر، خالد صبر سالم، لوكالة "المدى برس"، إن "التظاهرات خرجت من إطار المطالبات بالخدمات لتدخل في صلب حياة الناس ومصير البلد الذي بات مهدداً"، مؤكداً أن "المواطن بات يواجه جملة من المشاكل الحياتية في قطاعات الكهرباء والخدمات والسكن وتوفير فرص العمل , فضلاً عن توغل قوى الإرهاب التي تهدد مصير البلاد ووحدتها".
وذكر سالم أن "القضية ليست سياسة أو طائفية وإنما تتعلق بمصير بلد وحياة شعب محاصر ومهدد"، لافتاً إلى أن "الشعب العراقي انتظر الحكومات المتعاقبة على مدى 12 سنة كي تتقدم بالبلد إلى الامام، لكن ما حصل هو تراجع إلى الوراء وتفاقم الأزمات".
من شعارات التظاهرة في الناصرية
ورفع المتظاهرون الذين احتشدوا في ساحة الحبوبي وسط الناصرية، شعارات من بينها (نواب الشعب كلهم حرامية)، (باسم الدين باكونة الحرامية)، (يا بايعين العراق أيامكم معدودة)، (أصحى يا شعب باكوك نوابك)، (ليش السياسي يعين بصحبانه وعدنه الشباب من القهر تعبانه)، (الما يطفي كيزره خسران دنيه وآخره)، (رجع صوتي انت حرامي)، (بسطال الحشد يسوه الحرامية)، (ليش اتبوكونه الشعب الأمن بيكم)، في حين حمل بعض المتظاهرين سخانات (كيزرات) وفوانيس ومراوح مستهلكة و"مهفات" في إشارة الى معاناتهم من الانقطاع المتكرر في التيار الكهربائي.