تظاهرات فلاحية كبيرة تطالب بإصلاح قطاع الزراعة

طريق الشعب
تظاهر المئات من فلاحي العراق، أمس الأربعاء، في بغداد وعدد من المحافظات الوسطى والجنوبية، للمطالبة بتوفير حلول للمشاكل التي يعانون منها وأبرزها شح المياه ودفع المستحقات المترتبة على تسويق محاصيلهم الزراعية.
وكان اتحاد الجمعيات الفلاحية في بغداد أعلن، السبت (15 آب 2015)، اجراء تظاهرة كبيرة، أمس الأربعاء، للمطالبة بحقوق الفلاحين، فيما هدد بالاعتصام في حال عدم تنفيذ مطالب الفلاحين.
فلاحو بغداد .. شعارات غاضبة

ففي بغداد تظاهر عشرات الفلاحين، الأربعاء، وسط العاصمة للمطالبة بحقوقهم، فيما هددوا بالاعتصام في حال عدم تنفيذ مطالبهم.
وقال مصدر، إن عشرات الفلاحين تظاهروا، (صباح يوم أمس)، في ساحة الفردوس وسط بغداد للمطالبة بحقوقهم، مبينا أن القوات الأمنية أغلقت الطرق المؤدية الى الساحة لحماية المتظاهرين.
وأضاف المصدر، أن المتظاهرين رددوا شعارات غاضبة تطالب بحقوقهم، ولإسناد رئيس الوزراء بالإصلاحات التي يقوم بها، موضحا أنهم يطالبون بدمج وزارتي الزراعة والموارد المائية ودفع مستحقات الفلاحين من الحنطة وتوفير السماد.
وتابع، أن المتظاهرين أكدوا أن الفلاحين يعانون مشاكل كبيرة أدت الى تردي وتراجع الإنتاج الزراعي في بغداد والمحافظات العراقية، وأبرزها شح المياه والعمليات العسكرية وقلة الدعم الزراعي من سماد ومكننة.

النجف: تردي الواقع الزراعي

وفي النجف تظاهر حشد من الفلاحين في المحافظة، امس الاربعاء، احتجاجاً على تردي الواقع الزراعي، وطالبوا بحل مجلس المحافظة واقالة وزير التجارة، وفيما فوضوا رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي إصلاح القطاع الزراعي، هددوا بالعصيان المدني اذا لم تنفذ مطالبهم خلال اسبوع.
وقال ممثل الجمعيات الفلاحية في النجف احمد سوادي حسون في تصريح صحفي إن "العشرات من فلاحي النجف تظاهروا امام مبنى مجلس المحافظة للمطالبة بحقوقهم"، مبيناً ان "تظاهرة اليوم ليست فقط لحقوقنا وانما للمطالبة بإصلاح القطاع الزراعي الذي يشهد تردياً واضحاً وعدم اهتمام من قبل الحكومة".
وأضاف سوادي ان "المتظاهرين يفوضون رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي إجراء اصلاحات في القطاع الزراعي والالتفات الى هذه الشريحة المهمة"، مطالباً بـ"حل مجلس المحافظة لعدم تقديمه شيئاً للقطاع الزراعي وغياب التخطيط والمتابعة".
وأشار ممثل الجمعيات الفلاحية الى ان " المتظاهرين يمهلون الحكومة حتى يوم الاربعاء المقبل، من اجل اجراء الاصلاحات"، مهدداً بـ "اعلان العصيان المدني في حال عدم تنفيذ مطالب المتظاهرين".

بابل: دفع المستحقات

وفي بابل؛ تظاهر الفلاحون والمزارعين في المحافظة، للمطالبة بدفع المستحقات المالية لمحصولي الحنطة والذرة الصفراء المتأخرين لأكثر من اربعة اشهر، ودعوا وزارة الموارد المائية لوضع خطة مائية لسقي الاراضي الزراعية للقضاء على شح المياه الكبيرة بالمحافظة، فيما هددوا بتنظيم اعتصام في العاصمة بغداد في حال عدم تلبية مطالبهم خلال اسبوع.
وقال الفلاح عيدان مطر من منطقة الغزالية التابعة لناحية المدحتية؛ ان "فلاحي محافظة بابل خرجوا بتظاهرة كبيرة امام مبنى المحافظة للمطالبة بصرف مستحقاتهم المالية عن محصولي الحنطة المسوق الى وزارة التجارة منذ اكثر من اربعة أشهر، والذرة التي مضى على تسليمها أكثر من سبعة اشهر".
وأضاف مطر ان "المتظاهرين طالبوا الحكومة المحلية بالضغط على وزارتي المالية والتجارة لصرف المستحقات لأننا اصحاب عوائل وندين لكثير من الجهات الاهلية والحكومية بمبالغ التي يجب تسديدها وهذا الامر اوقعنا في مشكلة كبيرة"، مطالباً وزارة الموارد المائية بـ" إعطاء حصة مائية لمحافظة بابل لأنها مدينة زراعية واغلب سكانها من الفلاحين وهذا الموسم لم نزرع بسبب شح المياه".
من جانبه قال رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية فرع بابل عدنان مطشر في تصريح صحفي، إن "الفلاحين يطالبون بمستحقاتهم المتأخرة لأكثر من اربعة اشهر وهم بحاجة ماسة لهذه المستحقات لدفع الديون المترتبة عليهم الى مكاتب بيع الاسمدة الكيمياوية والبذور والمصرف الزراعي"، مهدداً بـ "الاعتصام امام وزارة التجارة الاربعاء المقبل، اذا لم تجد الحكومة المحلية حلاً لهذه المشكلة".
وأضاف مطشر أن "الزراعة هذا العام شبه متوقفة في بابل بسبب شح المياه اللازمة لسقي الاراضي الزراعية، لذا طالبنا خلال التظاهرة وزارة الموارد المائية بوضع خطط لإيصال المياه للأراضي الزراعية".
من جانبها، أكدت رئيسة اللجنة الزراعية في مجلس المحافظة سهيلة عباس في تصريح صحفي خلال حضورها الى التظاهرة، إن "تظاهرة الفلاحين حضارية وسلمية وتطالب بالحقوق الخاصة بهم"، مطالبة وزارة الموارد المائية بـ"تأمين حصص مائية لفلاحي بابل من اجل زراعة أراضيهم التي لم تزرع خلال الموسم الحالي بسبب شح المياه في المحافظة".
وأضافت رئيسة اللجنة انها "سوف تنقل مطالب الفلاحين الى رئاسة مجلس المحافظة من اجل مخاطبة وزارتي التجارة والمالية لدفع مستحقات الفلاحين".

ذي قار: اصلاح القطاع الزراعي

وتظاهر عشرات الفلاحين في محافظة ذي قار، أمس الأربعاء، مطالبين بدفع مستحقات الفلاحين واصلاح القطاع الزراعي ومعالجة مشكلة شح المياه.
وقال رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية بذي قار مقداد الياسري في تصريح صحفي، ان "عشرات الفلاحين تظاهروا، في ساحة الحبوبي وسط الناصرية مطالبين بحقوقهم وصرف مستحقات الفلاحين المالية من الحنطة".
وأضاف الياسري أن "المتظاهرين طالبوا وزارة الموارد المائية بحصة مائية عادل تضمن احياء اراضيهم التي تضررت جراء شح المياه نتيجة تجاوز بعض المحافظات على حصة محافظة ذي قار والتي تسببت بانخفاض المساحات المزروعة بشكل اكبر عما كانت عليه في المواسم السابقة".
وتابع، أن "المتظاهرين طالبوا بتشكيل لجنة من الوزارات المعنية للوقوف على الواقع الزراعي المتردي والمشاكل التي يعانيها الفلاحون والتي ادت الى تراجع الانتاج الزراعي لاسيما مشكله شح المياه"، لافتا الى انهم "شددوا على ضرورة اصدار حزمة من القوانين كون اغلب القوانين قديمة ولا يمكن النهوض بالواقع الزراعي في ذي قار".

ميسان: دمج الزراعة بالموارد المائية

كما تظاهر عشرات الفلاحين وسط مدينة العمارة في محافظة ميسان، أمس الأربعاء، مطالبين بدمج وزارة الزراعة بالموارد المائية ودعم القطاع الزراعي.
وقال مصدر في المحافظة، إن عشرات الفلاحين تظاهروا، (صباح يوم أمس)، أمام اتحاد الهيئات الفلاحية في منطقة حي الحسين وسط مدينة العمارة في محافظة ميسان.
وأضاف المصدر، أن المتظاهرين طالبوا بدمج وزارة الزراعة بوزارة الموارد المادية ودعم القطاع الزراعي، مبينا أن المتظاهرين حملوا لافتات كتب عليها "فلاحو العراق يفوضون رئيس الوزراء حيدر العبادي"، ولافتة أخرى حملت عبارات "كلنا حيدر العبادي".

كربلاء : نصرة الفلاح

وفي كربلاء خرجت أعداد كبيرة من فلاحي كربلاء المقدسة بتظاهرة انطلقت من اتحادهم متوجهة إلي المحافظة وأصواتهم تصدح ( نعم نعم للإصلاح .... ماكو دعم للفلاح).
وكانت مطالب التظاهرة التي حملت شعار (نصرة الفلاح) تركزت على ملكية الأرض والمطالبة بتشريع قانون أصلاح زراعي جديد يواكب المرحلة الحالية أو تفعيل قانون الإصلاح الزراعي رقم 117 لسنة 1970 المادة 14 والخاصة بالمغارسة.
كما طالب المتظاهرون بتوفير المياه الذي اعتبروه من مسؤولية الدولة لان اغلب أراضيهم تعاني شح المياه. فيما تضمنت مطالبهم تفعيل قانون حماية المنتج المحلي الزراعي وإطلاق مستحقات الفلاحين لمحصول الحنطة والشعير وإطلاق التعويضات المادية لمتضرري ارض مطار كربلاء. وتمت ايضاً المطالبة من قبل الفلاحين المتظاهرين باستلام التمور مبكرا وتهيئة المخازن الجيدة لحفظها وإنشاء مصانع لها علاقة بالمحاصيل الزراعية مثل مصانع (معجون الطماطة والدبس) كما تضمنت مطالبهم دعمهم بالمستلزمات الزراعية كالبذور والأسمدة الكيماوية وحماية منتجا?هم الزراعية.
وبعد وصول المتظاهرين الى باب المحافظة تم تشكيل وفد منهم لتسليم مطالبهم الى السلطات المسؤولة وذلك لعدم خروج مسؤول لاستلامها.
وقال الفلاح صبار عبيد الفتلاوي رئيس جمعية فلاحية في منطقة الخيرات في حديث لـ"طريق الشعب" أمس، إن "العراق يملك جميع المؤهلات الزراعية من وفرة المياه وخصوبة تربته وتنوع مناخه من خلال طبيعته الجغرافية والتي تساعد بتنوع المحاصيل الزراعية مما تجعل منه بلدا إذا استثمر هذه الخاصية الزراعية يعيش الاكتفاء الذاتي مع توفير قدرة لتصدير ما يفيض عن حاجته لكن للأسف الشديد نرى اليوم إهمال هذا القطاع المهم لأسباب مجهولة".
وتساءل الفتلاوي؛ "لماذا تغرق الأسواق المحلية بالإنتاج الأجنبي في ذروة إنتاجنا ولا تتم حمايته الأمر الذي يؤدي بالنتيجة الى خسارة الفلاح". اما الفلاح ضامد الدعمي عضو المكتب الفلاحي في قضاء الهندية قال لـ"طريق الشعب" أمس، "خرجنا في هذه التظاهرة لمطالبة مجلس الوزراء بإيلاء اهمية بالقطاع الزراعي الذي يعاني الاهمال والتهميش وذلك لكونه قطاعا مهما في دعم الاقتصاد العراقي الذي يعاني التدهور في الوقت الحاضر بسبب أحاديته بالاعتماد على النفط فقط". واستدرك الدعمي قائلا إنه "رغم المبادرة الزراعية التي تبنتها الحكومة لانها لم تؤد الغاية التي وجدت من اجلها بسبب إن الكثير من الأموال التي أنفقت ضمن المبادرة ذهبت الى مشاريع لم يكن لها علاقة بالواقع الزراعي وأسبابها الفساد الإداري وأكد الدعمي ضرورة تفعيل قانون الجمعيات الفلاحية رقم 56 لسنة 2002 النافذ وإشراك أعضائها في كافة اللجان الفنية وذلك من اجل النهوض بالقطاع الزراعي". الفلاح رحمن عمران قال لـ"طريق الشعب" ان "الزراعة في نظرنا لم تول اي اهتمام منذ عقود من الزمن وبالأخص بعد التغيير في عام 2003 على الأقل كما توليها دول الجوار"، مشيرا إلى أن "بعض القوانين الزراعية التي تتعارض مع مصلحة الفلاح".
ولفت إلى عدم "وجود قانون ينظم العلاقة بين الفلاح والأرض لان قوانين الإصلاح الزراعي السابقة أشبه ما تكون معطلة وكذلك يعاني القطاع الزراعي من شحه المياه التي استفحلت أخيرا بسبب قلة الاطلاقات المائية أو قطع بعض الأنهر من الدول المتشاطئة مع بلدنا وقد أصبحنا سوقا تجاريا لمحاصيلهم الزراعية وطالب عمران من الحكومة العراقية متمثلة بمجلس الوزراء بالاهتمام بالفلاح العراقي لانه يعاني الجوع والبطالة بسبب تدهور الزراعة"..