مستشار رئيس الوزراء: نتجه نحو التسوية الشاملة.. ويونامي تؤكد تفعيل دور الإعلام

طريق الشعب
أكد مستشار رئيس الوزراء لشؤون المصالحة الوطنية ان مشروع المصالحة الوطنية في العراق نحا منحى جديدا في الـ10 اشهر الاخيرة باتجاه التسوية الشاملة.
وفيما بين مساعد الممثل الخاص للامين العام المتحدة في العراق أن المصالحة الوطنية ليست تجربة نظرية, شدد على ان تصل الى كل رواسب المجتمع العراقي من خلال تفعيل دور الإعلام.
جاء ذلك في "مؤتمر صنّاع الرأي العام لتعزيز دور وسائل الإعلام في المصالحة السياسية والمجتمعية" الذي اقامته لجنة متابعة وتنفيذ المصالحة الوطنية في مكتب رئيس الوزراء بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة في العراق "يونامي" بمشاركة العديد من الشخصيات السياسية والإعلامية والمجتمعية.
وقال محمد سلمان سعدي مستشار رئيس الوزراء لشؤون المصالحة الوطنية في حديث مع"طريق الشعب" امس الاربعاء: ان "مشروع المصالحة الوطنية في العراق نحا منحى جديدا في الـ10 اشهر الاخيرة باتجاه التسوية الشاملة وليس باتجاه الحلول الجزئية".
واضاف سعدي ان "هذا المشروع وصل مراحل كبيرة ولكنها لم تكن معلنة حفاظا على العمل، ولكن شعرنا بانه آن الأوان لأن نشرك الجماهير في هذا المشروع".
وبين ان "مؤتمر هذا اليوم هو محاولة لجعل صناع الرأي رافعة لمشروع المصالحة الوطنية باعتباره مشروعا لا يهم الحكومة وحدها او جهة او مكونا بعينه، وانما هو مشروع للعراق ككل، وهذا المؤتمر هو محاولة للاستعانة بجميع وسائل الاعلام لأن تكون حاملة مشروع المصالحة الوطنية للجمهور ".
وختم بالقول ان "هذا المؤتمر لا نعتبره حدثا طارئا وانما تأسيسي لعمل مستقبلي، و مهمتنا هي تسويق مشروع المصالحة الوطنية وفق الفهم الصحيح من دولة المؤسسات والمواطنة وهو ما نريده من الإعلام ان يتبناه مستقبلا".
بدوره، اعرب جورج بوستن مساعد الممثل الخاص للامين العام المتحدة في العراق، عن "شعوره بان هذا المؤتمر خطوة اولى ايجابية بخصوص لم شمل الإعلام في خدمة المصالحة الوطنية"
واضاف بوستن في حديث لـ"طريق الشعب" امس، ان "المصالحة الوطنية ليست تجربة نظرية وانما يجب ان تصل الى كل رواسب المجتمع العراقي، وهنا الإعلام له دور اساسي، وبالتالي نناشد كل الاعلاميين ان يلتفتوا الى هذه المبادرة ويساعدوها بأي وسيلة تحت ايديهم، لان مستقبل جميع العراقيين قاطبة مرتبط بنجاح المصالحة".
من ناحيته، بين رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق فاضل ثامر انه "اذا كانت هناك ارادة حقيقية فبالإمكان التوصل الى حد ادنى من الاتفاق على وجهات النظر والانطلاق بمشروع المصالحة الوطنية".
واضاف ثامر في حديث لـ"طريق الشعب" امس، ان "الآليات معروفة ولكن نفتقد الى الرغبة الحقيقية والإرادة والوعي بأهمية ثقافة المصالحة وبالتالي للعبور الجريء من هذه الفجوة التي أدت الى تمزيق وحدة الصف الوطني ومكوناته المختلفة"
وقال رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق: ان "الكتل السياسية حتى الان لم تقم بعملية المصالحة مع الذات بمعنى ان الكثير من القوى السياسية الديمقراطية واليسارية مازالت مهمشة ولا تعترف بها بعض القوى السياسية والطائفية بحجة انها لا تنتمي الى هذا اللون الطائفي او ذاك او لأنها مستقلة".
من جانبه، شدد عدنان حسين نقيب النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين على انه "ممكن ان تلعب وسائل الاعلام دورا كبيرا جدا في اطار المصالحة، ولكن المصالحة لا يحققها الاعلام وانما السياسيون، لان المشكلة تتعلق بالقوى السياسية المتصارعة وهذه القوى ما لم تقتنع بأهمية المصالحة وضرورتها لن تتراجع عن سياساتها ومواقفها الحالية التي أدت الى تفجير كل هذا الصراع".
واضاف حسين في حديث لـ"طريق الشعب" امس، انه "ممكن ان يلعب الاعلام دورا مناسبا ان توفرت له البيئة المناسبة، فالآن لا توجد بيئة مناسبة حتى يدفع باتجاه المصالحة".
واشار نقيب النقابة الوطنية للصحفيين الى انه "لابد من تقوية الاعلام الوطني ووسائل الاعلام الوطنية عن طريق دعم الدولة للإعلام المستقل، حيث يجب ان تعمل شبكة الاعلام بطريقة مختلفة عن الحالية اي لا تعمل بوصفها مؤسسة حكومية لان هذه المؤسسة ينفق عليها من المال العام وينبغي ان تكون مؤسسة الدولة العراقية والشعب، وينبغي ان تشهد تغييرات كبيرة لتكون مؤسسة وطنية قائدة يحتذى بها من مؤسسات الاعلام الاخرى".
الى ذلك، رأى حسين درويش العادلي المستشار في لجنة المصالحة ان "السياسات الاعلامية يجب ان ترتكز على القيم التي تعتبر الرافعة لأي سياسة والداينمو لأي رؤية استراتيجية ، وبصراحة نحتاج في هذه اللحظة التاريخية المغمسة بالدم والمجهول والتشتت والهجرة الى اعادة انتاج ليس فقط المنظومة الاعلامية وانما الثقافية والفكرية والسياسية".
وشدد العادلي في حديث مع "طريق الشعب" أمس، على ان "الاعلام صانع لاتجاهات الرأي وهو الصانع لقناعات وأمزجة المجتمع، فهو من يستطيع ان يوجه الرأي العام إما باتجاه الاحتراب او السلام، وفي نظري الوعي والإرادة بالاضافة الى لحظة الضمير والخوف على المستقبل لمجتمع الدولة هذا هو الميزان الداخلي الذي يجب ان نحتكم اليه في العمل الاعلامي في صياغة الخبر وكتابة التقرير".
من جهته، قال محمد فلحي معاون عميد كلية الاعلام في جامعة بغداد ان "هناك عدة مبادئ يجب ان نتفق عليها ثم الاتفاق على الوسائل التي من خلالها نستطيع ان نمرر هذه المبادئ الى الشعب الذي يكون معنيا اولا وآخر بموضوع المصالحة لانها تهم كل فرد عراقي".
واضاف فلحي في حديث لـ"طريق الشعب" امس، ان "من هذه المبادئ التي يجب الاتفاق عليها هو مغادرة الخطاب الطائفي الاقصائي المتوتر، بالاضافة الى محاولة معالجة الأزمات بطريقة التفاهم وليست بعمليات التسقيط او التخوين المتبادل، وباعتماد المعايير المهنية والمواثيق والقواعد التي اصبحت معترفا بها دوليا فيما يتعلق بالعمل الاعلامي".
ولفت الى ان "هذه القواعد تخترق يوميا وبطريقة بشعة من قبل العاملين في وسائل الاعلام، حيث ان هذه الوسائل يمكن ان تكون وسيلة للمصالحة او للازمات بحسب الرسالة التي تبثها".