الجبوري ومعصوم والعبادي: لا سلام في المنطقة إلا بالتصدي للطائفية

بغداد – طريق الشعب
دعا رئيس مجلس النواب، سليم الجبوري، امس الأحد الى "التصدي للطائفية المريضة" في المنطقة، محذرا من " تحول الأمة الى شراذم تتقاتل بينها انقياداً لكتّاب التاريخ المزيفين".
وفي حين أكد رئيس الجمهورية، فؤاد معصوم، أن العراق يواجه "تحدياً خطراً ومحنة تشويه الإسلام وإثارة الطائفية"، طالب الدول الإسلامية بـ"المزيد من التضامن لتجفيف منابع الإرهاب وإغلاق منافذ توسعه وتحركه"، مشددا أن القضاء على داعش سيكون بـ"العمل المشترك والمزيد من الترفع عما يفرقنا".
وفيما وجد رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي، أن الأمة الاسلامية تواجه ثلاثة "تحديات خطرة" منها نظرة العالم إلى الإسلام، و"الصراعات المذهبية والاثنية"، نبه الى ان "الكلام السام أشد من سلاح الإرهاب"، داعيا الى ان يكون الحذر من داعش فكرياً وليس عسكرياً فقط.
وكان الجبوري تسلم امس الأحد، من نظيره التركي عصمت يلمز رئاسة الدورة الـ11 لمؤتمر اتحاد برلمانات الدولية الاسلامية. وشهدت في بغداد، امس، افتتاح فعاليات الجلسة الختامية للدورة الـ11 لمؤتمر اتحاد برلمانات الدول الاسلامية، فيما حضر الافتتاح رؤساء الجمهورية فؤاد معصوم والحكومة حيدر العبادي ومجلس النواب سليم الجبوري ومجلس القضاء الاعلى مدحت المحمود، ورؤساء عشر دول اسلامية وممثلون عن 40 دولة.
الجبوري: النزاعات الطائفية تهدد تقدمنا
وقال رئيس مجلس النواب، سليم الجبوري، في كلمة افتتاح فعالية الدورة الـ11 لمؤتمر اتحاد برلمانات الدول الإسلامية، في القصر الحكومي بالمنطقة الخضراء، وسط بغداد، "نشترك جميعاً في معاناة متصلة تقف بالضد من وحدة الأمة الإسلامية وتطورها ونموها وهي النزاعات الطائفية المريضة التي أكلت من جرف الأمة الإسلامية ما لم تستطع كل الحروب والمؤامرات على مر التأريخ الإسلامي أن تأكله".
وأضاف الجبوري، "سنكون واهمين جداً في جدارتنا بمسؤولياتنا اتجاه شعوبنا إن لم نتصد للطائفية بوصفها داءً عضالاً بما تقتضي الضرورة من إجراءات جماعية ومنفردة"، مبيناً أنه "داء سيحول امتنا الى شراذم لتتقاتل فيما بينها انقياداً لكتبة التاريخ المزيفين الذي عبدوا دراهم الذهب والفضة الملقاة عليهم من صناع الصراع في التاريخ الإسلامي".
وشدد الجبوري، على ضرورة "الوقاية من الإرهاب قبل السعي إلى مكافحته"، مشيراً الى، أن "هذه الوقاية تتحقق في توفير الأجواء المناسبة للسلم الأهلي والتعايش والعدالة الاجتماعية وتوفير فرص العمل والضمان الصحي والاجتماعي وضمان قضاء عادل ومهني".
وأكد، أن "الإرهاب في العراق يضع العالم أمام مسؤولية الوقوف مع العراق لمواجهته والحد من تفاقمه بأسرع وقت قبل أن تعم الكارثة ونفقد أكثر مما فقدنا"، مشدداً على، ضرورة "تفعيل المصالحة الوطنية الحقيقية في العراق بعيداً عن قيود الاشتراطات الضيقة الى فضاء التسامح والثقة".
معصوم: يجب الترفع عما يفرقنا
وقال رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، امس، في كلمة له خلال المؤتمر، إن "وجودكم في بغداد هو تأكيد عملي على تضامنكم مع بغداد التي تخوض حرباً ضارية ليس من اجل تخلص العراق وحدة من الإرهاب وإنما عموم المنطقة والعالم".
وأضاف معصوم أن "المسلمين واصحاب الديانات الأخرى عاشوا على ارض العراق كما في بلدانكم بجو من التآلف والمحبة"، مبيناً أنه "في بغداد كانت اعظم حضارات المسلمين حيث اختلطت على ثراها الأعراق والأمم والاديان والقوميات متحابين وليس بعيداً عن هذا المكان الذي نلتقي فيه الآن كانت اسواق الوراقين زاخرة بكل ما أبدعه العقل الانساني من كتب وفلسفات".
وتابع معصوم أن "فلسفة الاغريق وآداب وحكمة أمم الشرق تجد طريقها الى الترجمة والتداول بلا تكفير وبلا منع وكانت الثقة بالنفس لدى المسلمين عظيمة فلا سلام ولا معرفة ولا تقدم من دون اعلاء روح التسامح وزيادة مساحة الحرية وترسيخ قيم المحبة بين البشر".
وأكد معصوم أن "الجميع يواجه محنة تشويه الاسلام واثارة عوامل الطائفية والفتنة والكراهية بين المسلمين انفسهم وبين المسلمين وغيرهم من الديانات الاخرى".
وشدد معصوم "اننا نواجه هذا السعي التكفيري الذي يتزين برداء الدين وهو منه براء ويستخدم تسمية مبادئ واركان الدين الحنيف بما يسيء إلى الدين نفسه وشعوبنا وبلداننا"، لافتاً إلى أن "هذا التحدي التكفيري الإرهابي المسمى بداعش هو التحدي الاخطر في هذا العصر، وقد بدأنا في أخذ زمام المبادرة للتخلص من شرور الارهابيين ثم استعادة الصورة الحقيقية المشرقة للمسلمين ودينهم الذي جاء من اجل المحبة والسلام والتقدم والاخوة بين البشر".
وأكد معصوم أن "القضاء على داعش سيكون بالعمل المخلص المشترك فيما بيننا وبالمزيد من الترفع عن ما يفرقنا وبكثير من الجهود التي تجعل مجتمعاتنا أبعد ما تكون عن غسيل الادمغة".
العبادي: الكلام السام أشد من الإرهاب
قال رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي، في كلمة له خلال المؤتمر، إن "الأمة الاسلامية تواجه ثلاثة تحديات خطرة تتمثل في الحق المغتصب في فلسطين والتجاوز على اخواننا وابنائنا في هذا البلد الطيب إضافة الى الصراعات المذهبية والاثنية التي تأكل جسد الأمة والتحدي الثالث هو النظرة التي ينظرها إلينا العالم من اننا لسنا أمة سلام بل امة حرب ولسنا أمة تآخٍ بل أمة اقتتال وإرهاب".
وأضاف العبادي أن "الله حبانا بقدرات وإمكانات تمكننا من أن نكون في قلب هذا العالم بتوحدنا وجمع كلمتنا وأن نتنازل عن كثير من خلافاتنا التي يمكن أن تحقق المزيد من المصالح لشعوبنا ودولنا وعلينا التغلب على التحديات".
وأشار رئيس مجلس الوزراء الى أن "الكلمة الباطلة في حالات معينة أشد من السلاح الفتّاك في أيدي الارهابيين، وهناك كلام سام يبث هنا وهناك لبث النعرات الطائفية والقومية بين ابناء الأمة".
ومضى العبادي قائلا، ان "كل وجهات النظر والتباين في الآراء نحترمه فنحن نسمع كلاماً معارضاً للحكومة اكثر مما نسمع الكلام المؤيد، ونحن نفتخر بذلك لأن التصحيح لا يكون إلا بالنقد"، متمنياً أن "يتحقق هذا المستوى من الحرية في كل بلاد المسلمين لكن هذه الحرية لا تعني عدم الالتزام والمسؤولية وعلينا أن نكون مسؤولين عن كلامنا وما نقوم به".
وأشار العبادي الى أن " داعش لا تكاد دولة في العالم لا يوجد لها ممثل معه، واكثر المقاتلين المجرمين الذباحين ضمن داعش من خارج العراق ومن دول اسلامية واوروبية عبر اراضي دول اخرى الى سوريا والعراق"، مشدداً على أن "داعش جاء من خارج الحدود وليس من العراق، والعراقيون قرروا أن يقاتلوا داعش ومازال داعش يتاجر بدماء العراقيين وبالثروات ليحصل على الدعم لماكنته الإجرامية".
وبيّن رئيس مجلس الوزراء أن "لدينا مساحة واسعة من الاتفاق والانسجام ومساحات صغيرة من الخلافات وفي العراق انفتحنا على جميع البلدان رغم وجود الخلافات ولا نطلب التعاون على الاثم والعدوان ولكن نطلب التعاون على البر والتقوى من اجل مصلحة الامة ومصلحة ابنائنا وشعوبنا"، لافتاً الى اننا "حريصون على وحدة الامة ورفاهيتها وعلوها ولا يمكن لدولة في هذا المحيط ان تتطور وتتقدم من دون جيرانها وعلينا ان نتقدم جميعنا ونوحد جهودنا لمواجهة الارهاب".
وتابع "نحن نتجه في الاتجاه الصحيح ولكن هذه الأمة لا بد لها من يقظة فالخلافات بين الدول والتي تستخدم بها كل الاسلحة المحرمة كالسلاح الطائفي والسلاح الاثني الذي تسبب في الاقتتال والتهجير يجعل الارضية صالحة لتنمية الارهاب والدمار والبؤس"، مبيناً أن "داعش انتقل الى العراق لكننا قررنا أن نتحدى وأن نضع ايدينا في يد بعض لطرد الدواعش وتأسيس حكم رشيد رغم أن البعض يضع العصا في عجلة التقدم".
وشدد العبادي على أن "في العراق لا يقاتل على الأرض إلا العراقيون، نعم هناك تحالف دولي ودول صديقة تساعدنا ولكن اتحدى أي أحد أن يجد جندياً أو مقاتلاً واحداً غير عراقي يقاتل معنا في العراق"، مؤكداً أن "كل الذين يقاتلون عراقيون، ونحن نشكر كل الاسناد المقدّم من كل الدول والتحالف الدولي في التصدي لهؤلاء المجرمين من دعم بالسلاح والتدريب وبالغطاء الجوي واستطعنا أن نحقق الانتصار في العراق بفضل تعاوننا ودعم الجميع".