- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الأحد, 08 أيار 2016 20:20
طريق الشعب
بحضور حشد من النشطاء السياسيين والمدنيين، وأكاديميين متخصصين في الشأن العراقي، نظم مركز المعلومة للبحث والتطوير، والمجلس العراقي للسلم والتضامن، ندوة حوارية حول الحراك الاحتجاجي وتحت شعار "الحراك الاحتجاجي .. سلمية الاسلوب .. استجابة المتنفذين"، وذلك يوم السبت 7/5/2016 وعلى قاعة المجلس العراقي للسلم والتضامن في بغداد.
بعد كلمات الترحيب بالحضور، قدم السيد جاسم الحلفي عضو مركز المعلومة مداخلة حول بدايات الحركة الاحتجاجية، وأهم سماتها.
وقال الحلفي في مداخلته؛ إن " حركة الاحتجاج فيها عدد من المضامين والسمات، فهي وطنية حيث كانت تحمل شعارات وطنية ولم تكن أبدا فئوية". وأضاف "تحمل حركة الاحتجاج البعد الشعبي حيث اشترك فيها جميع الطبقات وفئات المجتمع العراقي، ولم تقتصر على طرف محددة. والبعد الآخر هو شرعية المطالب، التي تنسجم مع الدستور العراقي". وأشار الحلفي الى ان الاحتجاجات استخدمت الكفاح اللا عنفي وحرص المحتجون على سلمية تظاهراتهم رغم حملات الاستفزاز.
وبين ان "حركة الاحتجاج مارست ضغطاً كبيراً على الفاسدين والطائفيين والمتنفذين، واستطاعت أن تحول مجرى الصراع ما بين المنتفذين على السلطة، إلى صراع بين الشعب العراقي بأكمله مع المتنفذين". وأكد على إن هناك طريقين لحل الأزمة، الأول طرحه المتنفذون بكل أشكالهم، وهو الإبقاء على منهج المحاصصة من خلال تزينه وتلطيفه، ولكن هذا الحل المحاصصة موجودة في لبه ، وهم متمسكون بها، أما الحل الآخر فهو ما طرحه المحتجون، وهو إنهاء نهج المحاصصة وبناء دولة المواطنة، وهذا في رأيي هو جوهر الصراع، ويستخدم المحتجون الكفاح اللا عنفي فيه.
وختم الحلفي قوله، بان مطالب المحتجين، لا تنحصر بالتغيير الوزاري، بل هو احد أولويات المتنفذين، والذي يحاولون من خلاله طمس المطالب الأساسية للمواطنين، والتي تصبو إلى إصلاح حقيقي يمس جوهر النظام في العراق. متطرقا الى تفاصيل الدخول العفوي للمحتجين إلى المنطقة الخضراء. والتي استخدموا فيها الاسلوب السلمي اللا عنفي وحافظوا على الممتلكات العامة، وهيبة الدولة العراقية والتي تستمدها، حسب رأيه، من شعبها الحي. على الرغم من بعض الخروق المدانة والمستنكرة.
قدم بعدها السيد حسن الكعبي عضو اللجنة التنسيقية العليا للتظاهرات عن التيار الصدري، مداخلة وضح فيها تفاصيل دخول المتظاهرين إلى المنطقة الخضراء، والتكتيكات المتبعة في هذه الفعل الاحتجاجي التصعيدي، والذي تميز بانضباطه العالي والالتزام بتوجيهات اللجنة المنظمة.
فيما قدم الدكتور حسين علاوي عضو المجلس العراقي للسلم والتضامن مداخله حول إن "الشعب العراقي يمتلك ثقافة الاحتجاج، والتي تتزامن مع ظروف صعبة يمر بها العراق، إضافة إلى ما تواجهه قواتنا الأمنية من مجاميع الإرهاب، ما يجعل مساعي الإصلاح صعبة ولكن ليست مستحيلة.
وأضاف إن مطالب المحتجين تأتي ضمن شرعية الدستور، وهو اعترافهم بالنظام السياسي أي لا يرغبون بتغييره، ولكن إصلاحه ضمن الأطر الديمقراطية. وفي الوقت ذاته اشر ضعف المواقف من قبل القوى المتنفذة التي اكتفت بكتابة البيانات والخطب الرنانة من دون فعل إصلاحي واق، للخروج من الازمة، وعليهم التنازل للشعب العراقي.
وأشار علاوي إلى ضرورة توحيد خطاب المختصين والبحث عن مطالب محددة وواضحة قابلة للقياس، ترفع عبر شعارات المحتجين، بما يسهل عملية متابعتها وتنفيذها. وأضاف ان على المتظاهرين تشكيل لجان للتفاوض وتنسيق العلاقات مع القوى المتنفذة تعلن نتائج لقاءاتها ومراحل التفاوض للرأي العام. وأكد على ضرورة دراسة الأساليب الاحتجاجية السلمية المتوفرة لدى المواطنين، والعمل على تنفيذ فعالية نوعية في هذا الصدد. وختم الدكتور حسين علاوي حديثة بضرورة الحفاظ على سلمية الاحتجاجات وعدم الاحتكاك بالقوات الأمنية.
كما قدم مجموعة من الحضور مداخلات تركزت على ضرورة الاهتمام بالشعارات والمطالب ذات البعد الاقتصادي الاجتماعي، مؤكدين على ان الحركة الاحتجاجية مستمرة ولن تؤثر على الوضع الأمني، أو المعركة مع الإرهاب، بل بالعكس فهناك انتصارات تحققت في جبهات القتال ترافقت مع الحراك، مؤكدين على ان هذا الحراك سياسي اجتماعي واع من غير الممكن ان تأخذه حركة سياسية واحدة أو يكون ناتج عنه حركة سياسية، بل يحمل في طياته حركات سياسية متعددة. وانتقد الحضور موقف الهيئات الدولية وخطابها السيئ من حركة الاحتجاج ودخول المحتجين إلى المنطقة الخضراء.