"لجنة الدفاع عن حقوق الانسان - استراليا" - هل من نهاية لأستباحة الدم العراقي

من جديد يكشر الارهاب عن انيابه ليروي تعطشه للدم العراقي عبر سلسلة من التفجيرات التي اختار لها كعادته مناطق البؤس والكدح العراقي وليتناوب عليها مع الشظف والوجع اليومي الذي ازمن فيها. سلسلة من التفجيرات الاجرامية التي ضربت مدينة الصدر والكاظمية وغرب بغداد وراح ضحيتها المئات من الضحايا بين شهيد وجريح حتى قبل ان يجف الدم لضحايا تفجيرات بغداد الجديدة والسماوة والحلة .
ان التفجيرات ومناطق التجمع المكثف التي شملتها اذ تؤكد مرة أخرى الطبيعة المفرطة في وحشيتها ودمويتها لداعش وقوى الإرهاب فأنها تشير أيضا الى ان قوى الاجرام هذه تتخذ من مثل هذه المناطق ساحة قتال أخرى تربك من خلالها الأوضاع وتخفف من الضغط الذي تتعرض له والهزائم التي تلحق بها في المناطق التي يدنسها احتلالها .
واذا كان من المفهوم تماما ان تستمر داعش واخواتها في ارتكاب الفضاعات بكل صورها وبشاعتها فأن من غير المفهوم تماما بل ومن المستهجن والمرفوض تماما ان يتاح لقوى الاجرام هذه ان تبقى تصول في استهداف الأبرياء وتوزع الموت في الوقت الذي تريد والمكان الذي تختار بعد كل هذه السنين وبعد تضاؤل قوتها القتالية والمالية .
ليس امام شعبنا وضحاياه في المساءلة والحساب غيرالقابضين على السلطة من منفذين ومشرعين من الكتل المتنفذة على اختلافها ممن يستنفرون كل قواهم الان لا لوضع حد للمعاناة التي تعددت الوانها واشكالها للغالبية الساحقة ,بل للحفاظ على هيكل محاصصاتهم وتقاسمهم المال والنفوذ والوقوف بعناد بوجه الإصلاح الذي تنادي به المليونيات منذ حوالي السنة والذي لايمكن بدونه رؤية أي بصيص للنور في نهاية النفق الذي جروا العراق اليه .
ان خلافاتهم ومناكفاتهم والتسويف والمماطلة التي ترجمت رفضهم ومقاومتهم للإصلاح هي التي أعطت داعش وقوى الإرهاب الفرصة للتمادي في غي شراستها وهي التي تربك من قدرة القوى الأمنية على مواجهة هذه القوى.
لم تعد المواساة والترحم على الضحايا كافية بل صرخة هادرة تدين الإرهاب وتحاكم المتقاعسين والعاجزين عن حماية الأبرياء ووضع حد لنزيف الدم العراقي.
لجنة الدفاع عن حقوق الانسان -استراليا