بيان تضامن من اتحاد الأدباء مع المتظاهرين السلميين ضحايا العنف

بغداد – طريق الشعب
صدر من قاعة الجواهري في مقر الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق يوم امس، بيان ادانة للعنف المفرط الجمعة قبل الماضية في مواجهة المتظاهرين السلميين, ودعم لمطالب الشعب بالاصلاح وضمان حياة كريمة وآمنة للمواطنين، ودعوة إلى إطلاق سراح المعتقلين من المتظاهرين, و تطبيب جراحهم, واستثمار رؤاهم لدعم القوات الأمنية الباسلة وهي تحقق انتصاراتها على الإرهاب.
وصدر البيان في ختام وقفة تضامن مع المتظاهرين السلميين دعا اليها اتحاد الادباء، وشارك فيها حشد من الادباء والفنانين والاعلاميين. وتحدث في الوقفة رئيس الاتحاد ناجح المعموري ووزير الثقافة الأسبق مفيد الجزائري والناقد علي الفواز، وأدارها الشاعر مروان عادل حمزة.
وقرأ البيان الناطق الإعلامي باسم الاتحاد الشاعر عمر السراي، الذي اوضح انه لا يخص الادباء وحدهم، وان التوقيع عليه متاح للفنانين وعامة المثقفين واتحاداتهم وجمعياتهم.
في ادناه نص البيان:
للمتظاهرين .. للوطن .. (وردة ٌ.. لا بندقية)
في ظلِّ الظروف العصيبة التي يمرُّ بها الوطن, ومن رحم مأساته وأحزانه, وأمانيه الداعية إلى الإصلاح والتغيير,يقف الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق, ليعلن عن موقفه الوطني والإنساني, والثقافي الواضح والأصيل ,في دعم المطالب العميقة للشعب بالإصلاح وتوفير حياة كريمة وآمنة للمواطنين, كما يدين الاتحاد ما تعرَّض له المتظاهرون السلميُّون من ضربٍ واعتداءٍ وترهيبٍ ومحاولةٍ للنعت بما لا يليق بهم, مما يرفع عنهم صفة الوطنية..! ويعزِّيهم بمن تساقط منهم شهداء يـُـكملون بدمائهم مسيرة الانتصار والثورة نحو الأفضل.
ويودُّ الاتحاد العام للأدباء, أن يـُـبيِّن بأنَّ هموم المثقف لم تعد مقتصرة على احتياجاته, بل تعدَّت ذلك بعد أن اتــَّـخذ موقعه الصانعَ للحياة بما يمتلكه من قدرةٍ على النطق باسم الجمال, وباسم المعذبين وباسم من لا يمتلكون منصَّــاتٍ للدفاع عن حقوقهم. كما يودُّ أن يبيـِّنَ بأنه لا يشجع الاعتداءَ على الممتلكات الخاصة أو العامة, كما يؤمنُ بسلميةِ التظاهرات ونزوعها الحضاري.
إلا أنـــَّـه يستنكرُ العداءَ المبيـَّتَ والمضمرَ ابتداءً, والمعلنَ و المنفـَّذ تالياً, ضد الأبرياء السلميين العـُزَّل,ممن لم يجدوا بـُدا من الانتفاض لحقوقهم, والدفاعِ عن أمنهم الذي فشلت الحكومة ُ في توفير أبسط مستلزماته,فضلا عن الأزمة المالية الخانقة - بسبب التخبط الاقتصادي الحكومي - التي أودت بأحلام شريحة واسعة منهم.
إن َّ الجمعَ المثقفَ يرفضُ ما تعرَّض له المتظاهرون من نعتٍ وضربٍ وقتلٍ وتهديدٍ واعتقال, فهم ليسوا مشاغبين أو بعثيين أو تخريبيين, كما يرفض أسلوب إلصاق التهم الجاهزة بالأبرياء, مما يذكر بالماضي الذي نأمل لحكومتنا الحالية أن لا تكرره.
فكسرُ عضد أبنائها, وحصرهم في خانة المندسين, يـُعيدُ ذكريات الديكتاتورية المقيتة, التي فرح الشعبُ في الخلاص منها.
كما أن استخدام الرصاص الحي أو المطاطي, و خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع, والضرب بالهراوات في غير مواضعه, ومن دون وجه حق, أمر مرفوض, وخرق لحقوق الإنسان.
وإن تجاهل هموم الناس أمرٌ مرفوض أكثر, فاحتواء الأزمة والاستماع لآراء المواطنين, واستقبالهم بوردة ٍ.. لا بندقية, وتلبية ُ طلباتهم واجب ٌ يقع ضمن أولويات الحكومة.
لذا نطالب باسم المثقفين وحملة الكلمة الوطنية الفاعلة, وصُـنـَّاع الحياة والموقف، نطالب الحكومة الالتزامَ بموقفها التاريخي الذي وُضعت فيه, بأن تحاسبَ المعتدينَ على المتظاهرين السلميين, و تحيلـَهم إلى القضاء.
كما نجد ضرورة ً في التخفيف عن أحزان الناس, فـجـُلُّ مـَن ْ خرج متظاهراً غاضباً كان من ذوي الضحايا, و ممن احترقوا بنيران التفجيرات الأخيرة, وان تطبيبُ جراح الناس ِ حسنة ٌ ستسجـَّل للحكومة التي تشمخ ُ أبا ً لمواطنيها.
كما نجد ُ ضرورة ً في الإسراع بتحقيق ملف ِّ الإصلاح, لمواصلة مسيرة انتشال الوطن من غياهب الألم, و إطلاقِ سراح المعتقلين من المتظاهرين, و استثمارهم في تقديم رؤية إصلاحية تدعم خطوات الرشاد, في فترة تحتاج ُ إلى تضافر الجهود جمعاء لطرد داعش من الوطن, و الشد ِّ على قلوب قواتنا الأمنية الباسلة, وهي تواصل ُ مسيرة َ زحفهامعلنة ً تحرير منطقة ٍ إثر أخرى, لطوي ِ صفحة ٍ أراد لها المجرمون َ أن تكون َ دامية ً, و أصر َّ الشعب ُ على أن تكونَ بيضاء َ كقلب ِ أم ٍّ عراقية.
حسبنا أننا إذ نسجل ُ هذه الوقفة َ، أن نكون َ قريبين من هموم الشعب الذي هتف باسمه الجواهري الكبير, حين قال:
ماذا يضر ُّ الجوع ؟ مجد ٌ شامخ
أني أظل ُّ مع الرعيـّــة ساغبا
أنـِّي أظــل ُّ مع الرعيـة مـُرهقا ً
أنـِّي أظل ُّ مع الرعيـَّـة لاغبا