سكان الفلوجة يتحدثون عن فظائع داعش.. والامم المتحدة: التنظيم استخدم المئات منهم دروعا بشرية

بغداد – طريق الشعب
منذ بدء معركة الفلوجة، قبل أسبوع، تمكّنت المئات من العائلات الفرار من المدينة. وروى النازحون جزءاً مما عانوه جراء فظائع التنظيم الإرهابي، الذي لا يزال يتخذ آلاف العائلات دروعا بشرية، مانعا خروجهم من الفلوجة. بحسب اخر تقرير للامم المتحدة.
وتحدث مدنيون نجحوا في الفرار من مدينة الفلوجة المحاصرة، في تقرير نشرته وكالة دولية، عن حالات مجاعة في المدينة التي تحاول القوات الحكومية استعادتها من قبضة تنظيم داعش.
وحشية داعش مع اهالي الفلوجة
ونقلت وكالة "رويترز" في تقرير لها عن نازحي الفلوجة، عن امرأة تدعى أم سلام وتبلغ من العمر 40 عاما نجحت في الفرار من المدينة مع أطفالها، قولها، "الحصار من قبل داعش..صار لنا فترة يعني أكثر من السنتين احنا محاصرين بس لا أكل لا غذاء لا علاج طبي خلونا على خبز الشعير.. صارت قبل ما تطب القوات الأمنية أخدوا رجال من عندنا.. هسه ما نعرف أحياء أموات ما نعرف.. أخدوا عوائل من الفلوجة بس ما نعرف مصيرهم".
وقالت سيدة مسنة أخرى في التقرير ذاته، "لا أدوية ولا غذاء شنو عايشين؟ عايشين ع التمرات الخضر واشترينا الكيلو بخمسين وبأربعين وبثلاثين وآخر ماكو بطلناه.. مو زين يريدونا نرجع وياهم نمشي وياهم.احنا ما مشينا وياهم احنا قعدنا، لقينا ناكل لقينا، ما لقينا، لفين روسنا (رؤوسنا) ونمنا."
وتحدث رجل من الفارين عن الأوضاع المتدهورة في الفلوجة وقال "والله تعامل داعش ما يخفى لا ع الإعلام ولا ع العالم شنو يسوي بالمواطنين. يعني معروف يعني ما خلى وسيلة أو شيء ضد المواطن ما استخدمها... وبالأخير هو تقريبا أفلس ماليا فبدأ يحاصر المواطنين...عندي سبع أطفال ولا واحد بالمدرسة. الوضع الإنساني سيء الأمراض المزمنة ماكو الوضع المعاشي والله سيء الناس تتريق (تفطر) ما تتغدى.. وجبة واحدة اكو ناس لسه موجود عندها (أكل) ما يصلح حتى علف للحيوان".
وبدأ الجيش العراقي هجوما قبل أسبوع لطرد عناصر داعش من الفلوجة التي تبعد نحو 50 كيلومترا غرب بغداد.
وكانت الفلوجة أول مدينة عراقية تقع تحت سيطرة التنظيم داعش في كانون الثاني 2014 وعانت من حصار مشدد منذ نحو ستة أشهر.
وأعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، امس الاول الاثنين، ارتفاع عدد النازحين الى 574 أسرة نازحة من مدينة الفلوجة إلى ناحية عامرية الفلوجة والمدينة السياحية في الحبانية.
وقال المجلس النرويجي للاجئين، في اخر تقرير له امس الاول الاثنين، إنه يوجد حوالي 500 ألف نسمة محاصرين داخل المدينة الآن يعانون نقصا في مياه الشرب والكهرباء والوقود. ونجحت 554 أسرة تقريبا في الفرار منذ يوم 21 أيار.
وحذرت وكالات الإغاثة من معاناة المدنيين في الفلوجة وحثت الأمم المتحدة الأطراف المتنازعة على تأمين ممر آمن للسكان الذين يحاولون الفرار من القتال.
الجلد لأتفه الأسباب
وفي إحدى الشهادات، قالت امرأة نزحت من الفلوجة باتجاه مخيم في عامرية الفلوجة "عانينا وضعاً نفسياً سيئا شاهدت بأم العين امرأة تنتحر من اليأس، رأيت رجالاً يضرمون النار في أجسادهم ويغرقون أطفالهم." بحسب تقرير مصور بثته فضائية العربية.
في حين قالت أخرى "عشنا في رعب تام، من دون طحين أو خبز، عشنا على التمر".
كما تحدث النازحون عما أسموه "حياة تعيسة" لدرجة أضحوا معها "بلا قيمة". وقال أحدهم إن داعش فرض قواعده الخاصة فإذا كان ثوبك أو لحيتك بغير ما يفرضه التنظيم تتعرض للضرب والجلد.
وقال أحد الناجين إن التنظيم الإرهابي اتخذ المدنيين دروعاً بشرية، مانعاً إياهم من مغادرة المدينة. كما عمد التنظيم إلى منع دخول المواد الغذائية والطبية، مطبقاً حصاره على السكان.
منع المدنيين من المغادرة
وقال وليام سبيندلر، من المفوضية السامية للاجئين، "لدينا تقارير عن قتلى وجرحى بين المدنيين في وسط مدينة الفلوجة بسبب القصف العنيف منهم سبعة من عائلة واحدة في الثامن والعشرين من ايار"، مشيرا "ولدينا أيضا عدة تقارير عن استخدام مئات العائلات كدروع بشرية من قبل داعش في وسط الفلوجة".
بدورها، قالت المتحدثة باسم المفوضية السامية للاجئين، أريان روميري، إن الشهادات جاءت من نازحين تحدثوا إلى موظفي المفوضية الميدانيين.
وأضافت لوكالة "رويترز" ان "معظم الفارين كانوا يقطنون في مناطق على أطراف الفلوجة. ولبعض الوقت كان الارهابيون يسيطرون على الحركة. نعلم أن مدنيين مُنعوا من الفرار. وهناك أيضا تقارير من أشخاص غادروا خلال الأيام الأخيرة بأنهم (المدنيين) يجبرون على التحرك مع أعضاء التنظيم داخل الفلوجة”.
وقال سبيندلر، إن السلطات العراقية تُخضع نحو 500 رجل وطفل تحت 12 عاما "لفحص أمني" بعد مغادرتهم المدينة وإن هذه العملية ربما تستغرق سبعة أيام. وأضاف أن "الخاضعين للفحص يجري إطلاق سراحهم بعد ذلك وعلمنا أنه تم الإفراج عن 27 رجلا أمس (الاثنين) بعد الانتهاء من فحصهم”.
اغاثة النازحين من الفلوجة
قال النائب عن جبهة الاصلاح البرلمانية، شعلان الكريم، في مؤتمر صحفي عقده في المركز الصحفي لمجلس النواب، مع عدد من نواب الجبهة، ان "جبهة الاصلاح البرلمانية تدعو كافة المؤسسات الدولية والعراقية الى اغاثة النازحين من اهالي الفلوجة الموجودين في محيطها".
وبين الكريم ان "اهالي الفلوجة يمرون الان في حالة حرجة"، داعيا "الجميع الى مد يد العون للنازحين من اجل تثبيت موقف تاريخي في هذه المرحلة المهمة من تاريخ عراقنا الحبيب".