الامم المتحدة ترفض اجبار نازحي الفلوجة على العودة والمرجعية تشدد على رعايتهم

طريق الشعب
اعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، امس السبت، عن قلقها من دعوة مسؤولين حكوميين، نازحي الفلوجة الى العودة إلى مناطقهم، بدءا من الشهر المقبل، داعية المسؤولين الى عدم إجبارهم على اتخاذ أي قرار لا يرغبون فيه قبل تهيئة الظروف المناسبة، فيما جددت المرجعية الدينية، تأكيدها على رعاية النازحين والمهجرين حتى حين عودتهم الى منازلهم.
وفي الوقت الذي اعلن محافظ صلاح الدين، احمد الجبوري، استقبال المحافظة أكثر من 5 الاف عائلة نازحة من مناطق جنوب وشرق الموصل، كشفت قيادة عمليات تحرير نينوى عن استقبالها 950 شخص نزحوا من قرى الحاج علي جنوبي الموصل، بينما ذكرت وزارة الهجرة والمهجرين، انها استقبلت 455 اسرة نازحة من غرب قضاء بيجي وشرق قضاء الشرقاط في صلاح الدين.
اجبار النازحين ..
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، رداً على قول مسؤولين في الحكومة العراقية، بإمكانية عودة الأسر النازحة من الفلوجة الى ديارهم ابتداءً من الأول من آب، "تُعَّدُ عودة العراقيين النازحين، كرمز للمصالحة الوطنية، عملية في غاية الأهمية بالنسبة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR). ولكنها تتطلب الظروف المواتية على أرض الواقع ولذلك، فإن المفوضية تصّر على ضرورة أن يجري التخطيط لعملية العودة بعناية ويتم تنفيذها على أساس المبادئ الإنسانية الدولية للعودة المتمثلة في أن تكون طوعية وغير تمييزية وآمنة ومستدامة".
وتابعت، "ومن الضروري، في الوقت الذي من المفهوم فيه رغبة الأسر في العودة في أقرب وقت ممكن ومواجهتهم العديد من الظروف القاسية في مخيمات النازحين، ضمان أن تكون الظروف مهيأة لكي تجري العودة بسلامة وبشكل مستدام".
واكدت المفوضية الاممية، انه "لابد من تطهير الفلوجة من المتفجرات –القنابل والعبوات الناسفة- كما حصل في الرمادي. ويذكر أن الأسر عادت الى الرمادي في وقت مبكر جداً مما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا بسبب العبوات الناسفة".
واضافت ، انه "من المهم جعل الأسر النازحة من الفلوجة قادرة على اتخاذ الخيّار الذي يشعرهم بالأمان للعودة وعدم إجبارهم على اتخاذ أي قرار لا يرغبون فيه. وقد كانت هناك درجة عالية من التحكم في ظل حكم داعش وواجه مواطنو الفلوجة أحكاماً وأنظمةً صارمة من حيث السلوك والتحركات اليومية".
واردفت "نحن لدينا علم بشأن دعوة الحكومة المحلية في الانبار الموظفين في قطاع التعليم لاستئناف عملهم اعتبارا من 12 تموز أو التخلي عن رواتبهم. وتشعر المفوضية بالقلق بشأن إجبار الأشخاص على العودة قبل أن يشعروا بأن العودة الى ديارهم ستكون آمنة بالنسبة لهم ولأسرهم. وعلى نحو مماثل، فقد طلبت السلطات من المتطوعين المشاركة في تنظيف المدينة قبل عودة المواطنين في شهر آب. ويساور المفوضية القلق أيضاً بشأن سلامة المتطوعين نظراً لمخاطر المتفجرات الموجودة في المناطق المحررة والتي لم يتم تطهيرها بشكل كامل بعد".
رعاية النازحين
وقال ممثل المرجعية في محافظة كربلاء عبد المهدي الكربلائي، خلال خطبة الجمعة، إنه "مع تحرير مناطق اخرى من الانبار من دنس الارهاب الداعشي، نبارك لأحبتنا في القوات المسلحة والشرطة الاتحادية ومن ساندهم من المتطوعين الابطال وابناء العشائر الغيارى هذا الانتصار"، مجدداً التأكيد على "ضرورة رعاية النازحين والمهجرين وتوفير الخدمات الانسانية لهم الى ان يتيسر لهم رجوعهم الى مساكنهم معززين مكرمين".
5 الاف عائلة تفر
قال محافظ صلاح الدين، احمد الجبوري، في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، ان "محافظة صلاح الدين استقبلت اكثر من 5 الاف عائلة فروا من تنظيم داعش في الموصل، بعد وصول قطعات الجيش وجهاز مكافحة الارهاب الى مناطق وقرى حدودية مع مدينة الموصل المغتصبة".
واضاف الجبوري، ان "صلاح الدين فتحت ابوابها لاستقبال اهالي مناطق نينوى وهذا من واجب ابناء المحافظة وحكومتهم المحلية رغم قلة الامكانيات المادية والاغاثية والعجز الحاصل في تقديم الخدمات الطبية والصحية والغذائية".
وطالب المحافظ "الحكومة المركزية، ومنظمات المجتمع المدني المحلي والدولي الى زيارة صلاح الدين والوقوف على احتياجات العوائل النازحة واغاثتهم".
نزوح 950 شخص
قالت خلية الاعلام الحربي، في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، إن "950 شخصا هربوا من ظلم وبطش عصابات داعش الارهابية واتجهوا الى قطعات الجيش العراقي في قرية خربة شمام احدى القرى التي تم تحريرها على يد ابطال فرقة المشاة الخامسة عشرة واللواء المشاة الالي /٣٧ فرقة المدرعة التاسعة".
واضافت ان "القطعات قامت باستقبال هؤلاء النازحين وتقديم المساعدات الغذائية والماء والمساعدات الانسانية بالإضافة الى اصطحاب مفرزة طبية لتقديم الخدمات الطبية والعلاجات وتم نقلهم بواسطة عجلات التموين والنقل لفرقة المشاة الخامسة عشر الى مخيمات النازحين في ديبكة".
نزوح 455 أسرة
قال مدير قسم المحافظات الشمالية في دائرة الفروع بوزارة الهجرة، مهند صالح عبد الرحيم في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، إن "فرع الوزارة استقبل خلال اليومين الماضيين 455 أسرة نازحة من قضاء الشرقاط وقضاء بيجي في صلاح الدين تزامنا مع تحرير مناطقها"، مبينا أن "فرع الوزارة وزع بين تلك الأسر النازحة الجديدة مساعدات إغاثة عاجلة".
وأضاف عبد الرحيم، أن "الوزارة مستمرة في إجلاء واستقبال الأسر النازحة من المناطق التي يجري تحريرها وتأمين المساعدات الإنسانية وتوزيعها بينها حتى حين عودتها الى مناطقهم الأصلية"، موضحا أن "الفرع بالتعاون مع المنظمات الدولية وزع حصص مساعدات إغاثة من قبل منظمة صروح كما تم توزيع 900 حصة أخرى من قبل منظمة جنة الفردوس التابعتين لمنظمة اليونيسيف".