تظاهر المئات من اهالي ناحية سريديب بمحافظة بابل، أمس الثلاثاء، امام مجلس المحافظة مطالبين بإزالة "التبطين" عن جدول بابل، معتبرين ان تبطين الجدول حرم خمس قرى من وصول المياه لها، فيما هددوا بإزالة تبطين الجدول.

وتجمع صباح يوم أمس اكثر من الفي فلاح من عشائر البو سلطان والبو طيف والساده البو عنه والجبور والبعيج وعشائر اخرى امام مجلس محافظة بابل حيث قاموا برفع الاعلام واللافتات توسطها العلم العراقي فوق سياراتهم وهم يرددون الهتافات والاهازيج الشعبية الحماسية المطالبة (بإلغاء تبطين جدول بابل) الذي تسبب بإتلاف مزارعهم وموت حيواناتهم لشحة المياه.

واشار المتظاهرون إلى أن المياه تصل إلى مزارع المسؤولين فقط مقابل مبالغ مالية ورشاوى مدفوعة مسبقا.

وتضمنت الشعارات "كلا كلا للفاسد والباطل" واهازيج فلاحية (البطن جدول بابل هوه وداعش نفس احساب) وأيضا (النه حساب وياه الغلّف جدول بابل).

هذا وقد حضر امين عام مجلس محافظة بابل عقيل الربيعي إلى موقع التظاهر للاستماع الى مطالب المتظاهرين والإجابة عليها وايصالها إلى الجهات المسؤولة لإيجاد الحلول المناسبة .

وقال الفلاح حمزة حساني في حديث مع “طريق الشعب” إن عدم خروج المسؤولين للقاء بهم يعد استهانة بالآخرين وعدم وجود الحلول المقنعة لديهم.

كما شدد الفلاح عبيد مطر ثويني على ضرورة الاعتصام إلى حين الاستجابة لمطالبهم بعد ان دمرت مزارعهم وحيواناتهم، مشيرا إلى أن هدف مشروع التبطين هو إيصال المياه إلى الجهات المحسوبة على الجهات المتنفذة وللفائدة المالية المشتركة بين الفاسدين وبعض المزارعين.

وذكر مراسل “طريق الشعب” أن بعض الشباب الغاضب من الفلاحين حاولوا اقتحام مجلس المحافظة إلا أن تدخل منظمي التظاهرة حال دون ذلك وأسهم في الحفاظ على سلمية التظاهر.

وفاوض اعضاء من مجلس محافظة بابل الفلاحين المتظاهرين إلا أن المفاوضات لم تتوصل إلى نتائج وتم تأجيلها يومين غير أن المتظاهرين رفضوا وقرروا الاعتصام ونصبت الخيام والاعلام واللافتات فورا امام المجلس وحتى تحقيق مطلبهم الانساني العادل والمشروع، إلا أن اعضاء من مجلس بابل استطاعوا اقناع المتظاهرين بفض الاعتصام.

من جهته قال محمد سلمان مراد أحد منظمي التظاهرة، إن "المئات من اهالي ناحية سريديب تظاهروا، (أمس) للمطالبة بإزالة تبطين جدول بابل الذي يمر بقرانا"، مشيرا الى انه "منذ ثلاث سنوات، قامت الحكومة بتبطين جدول بابل الذي يمر بخمس قرى، لكننا رأينا الويلات بسبب ارتفاع منسوب التبطين عن نهر الحلة".

واضاف مراد، ان "قرانا الخمس كانت قبل التبطين تنعم بالمياه وتغطي مزروعاتنا وننعم بالخير، لكن ما ان نفذت الحكومة تبطين جدول بابل حتى حرمت قرانا من المياه بسبب ارتفاع مستوى التبطين عن النهر المغذي للجدول"، لافتا الى ان "اهالي القرى طالبوا الحكومة المركزية والمحلية بإلغائه، لكن دون استجابة".

وتابع مراد، ان "المتظاهرين هددوا بإزالة التبطين بأنفسهم في حال عدم تلبية طلبهم هذا"، مبينا ان "اغلب الفلاحين هجروا المنطقة وسكنوا المدن وتركوا الارض جرداء".

يذكر ان ناحية سريديب يبلغ عدد نفوسها 36 الف نسمة وتضم خمس قرى وهي تمتاز بزراعة المحاصيل الاستراتيجية وتربية المواشي، فيما تعاني مشكلة المياه منذ النظام السابق، وقد تمت معالجتها بشكل جزئي من خلال وضع "رافعات" للمياه لكنها لا تكفي لإيصال المياه إلى كل القرى، بحسب مسؤولين محليين.