- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الخميس, 29 كانون2/يناير 2015 20:07

ولدت في كربلاء لأبوين متعلمين، وفيها درست وتعلمت وتفتح وعيها الوطني على أقكار ومصطلحات واعياد لم تكن تعرفها، وجيل سرعان ما غيبته السجون إثر إنقلاب شباط الأسود. في 1965 دخلت الجامعة، تراودها الآمال العريضة للأنتقال الى رحاب أوسع، حيث كانت كلية التربية ساحة للأفكار التقدمية التي ترعب الأنظمة المستبدة. وكانت التجربة الأولى في عنف الشرطة وجلاوزة السلطة وهم يحاولون كسر الإضراب الطلابي الشهير 1968، حيث أصيب العديد من زملائها وألقي القبض على من كانوا في قيادة الإضراب. ولكنها لا تنسى أيضاً ساعات البهجة والمرح، فكان الطلبة (ذكورا وإناثا) يجتمعون في نادي الكلية وينظمون جلسات للمناقشة والاستماع الى القصائد، وينظمون السفرات ويساهمون في مسابقات الشعر والقصة. كانت حياة حافلة بالمسرة، تزوّد الطلبة فيها من أساتذة أجلّاء أصول المعرفة: جواد علي وعبدالهادي الحمداني وعناد غزوان وعاتكة الخزرجي ونازك الملائكة وغيرهم كثير. تجربتها في العمل كانت في متوسطة الفاو للبنات، وهناك ترشحت ضمن القائمة المهنية لانتخابات المعلمين، حيث بدأ نشاطها في مجال السياسة، فتعرفت بشكل واضح وجلي على الفكر الشيوعي وخاضت غماره. وجراء رفضها الانسحاب من القائمة نقلت الى القرنة. وفي 1977 استدعيت الى مديرية أمن البصرة لمساومتها لتعمل جاسوسة لهم داخل الحزب الشيوعي، وكانوا حينها قد اختطفوا زوجها الأستاذ لفتة بنيان، وعندما رفضت تم نقلها الى الرمادي. وفي 1978 استدعيت من الصف لإدارة المدرسة فشعرت بالخطر وأرادت الهرب من باب جانبي، لكن ثانوية المعقل كانت مطوقة ووجدت في انتظارها ضابط أمن المعقل سيئ الصيت (هشام اللامي) الذي سخر منها عندما طالبته بأمر إلقاء القبض عليها فتعرضت للإهانة والتعذيب، ولم تنج من مضايقات وملاحقات السلطة المستمرة فاضطرت لترك التعليم والهجرة خارج الوطن. كانت تود أن تنقل ما تعلمته لطالباتها من مثل عليا، وتحاول إرساء قواعد صحيحة للتعليم والدفاع عن حق المعلم في حياة كريمة، ولكنه بعد تبعيث كلية التربية ومعاهد المعلمين وإعطاء الاتحاد الوطني لطلبة العراق سيئ الصيت دورا بارزا، بدأ انهيار العملية التربوية، فانتجت كلية التربية جيلا هزيلا بكل معنى الكلمة وأصبح التقييم على أساس الانتماء للبعث فانهار التعليم وشاعت الأمية، وها نحن نحصد النتاج الغث حتى فقدت الشهادة قيمتها.