- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الأحد, 01 شباط/فبراير 2015 19:45

في كانون الثاني من كل عام يستذكر ويحتفل الشيوعيون ومعهم القوى الوطنية والديمقراطية بوثبة كانون المجيدة 1948 تلك الانتفاضة التي سطروا فيها اروع صور الوحدة والتلاحم والارادة والتضحيات المطرزة بدماء الشهداء لتحقيق الاهداف الوطنية بالتحرر من سيطرة الاستعمار البريطاني وصنيعته النظام الملكي واعوانه واقامة نظام ديمقراطي ينعم فيه الشعب بالسعادة والسلام .
لقد شهدت تلك الفترة تطورات واحداث سياسية كبيرة . تمثلت بظهور الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي وتصاعد نضال حركات التحرر الوطني في العالم والمنطقة العربية . وفي الداخل تصاعد واتساع نضال الشعب العراقي بقيادة الاحزاب الوطنية والديمقراطية ومنها الحزب الشيوعي نتيجة لتدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية والقمع والاضطهاد التي تمارسها سلطات الاحتلال البريطاني والنظام الملكي واعوانه . كما كان لانعقاد المؤتمر الاول للحزب الشيوعي ونجاحه واتساع قاعدته الجماهيرية بين الفئات الكادحة الاثر الفعال في تصعيد ذلك الكفاح وعلى كافة المستويات. ولمواجهة ذلك عمدت سلطات الاحتلال والحكومة العراقية الى عقد المعاهدات والاحلاف لتعزيز مواقعها والمحافظة على مصالحها الاستراتيجية في العراق والمنطقة ( بحجة مواجهة المدّ الشيوعي- فلجأت الى عقد معاهدة (برتسموث 1948) اضافة الى معاهدة 1930 / المرفوضة من الشعب وما ان ذاع خبرها يوم 2/ ك2 حتى اعلنت الاحزاب الوطنية ومنها الحزب الشيوعي (لجنة التعاون الوطني عن شجبها واستنكارها ) وفي اليوم الخامس انطلقت التظاهرات الطلابية بقيادة الطلبة الشيوعيين من الكليات والمعاهد . عاقدة العزم والاصرار على مواصلة التظاهرات حتى تحقيق اهدافها وشكلت لذلك (لجنة التنسيق الطلابية) ورغم استخدام كافة وسائل القمع والأسلحة النارية ودس العناصر العميلة لتشويه اهداف التظاهرات . وسقوط جرحى وشهداء استمرت الجماهير بثورتها حتى وصلت ذروة استعارها يوم 27/ك2 حيث احتشدت الجماهير من كافة مناطق بغداد ، عمال طلاب وكادحين نساءً ورجالاً متحدية بكل شجاعة واصرار قوات الشرطة واسلحتها المنصوبة على المباني الواقعة على طرفي الجسر، هاتفة غاضبة بسقوط (المعاهدة والحكومة، والحرية والخبز للشعب) وحدثت معركة الجسر الكبرى . حيث اقتحمت الجماهير وعبرت الجسر تتقدمها المرأة العراقية (عدوية الفلكي)() تلوح براية الاقتحام والانتصار وسقط الجرحى والشهداء ومنهم الشهيدة (بهيجة وجعفر الجواهري) وظل الجسر يحمل اسم الشهداء رمزاً خالداً لتلك الدماء والارواح مشاعل مضيئة في طريق الحرية.
كما انطلقت التظاهرات الجماهرية في كافة مدن العراق من الشمال الى الجنوب عرباً واكراداً وكافة الطوائف تزحزح اركان الحكومة والسفارة البريطانية .
وفي مدينة المحاويل هذه المدينة الصغيرة آنذاك الكبيرة بموقعها. القليلة بسكانها والثرية بعطائها . حيث انطلقت المظاهرة الطلابية من مدرسة دار المعلمين الريفية لتنظم الى جماهير المدينة تتقدمها الشخصيات الاجتماعية والعشائرية حيث احتشدت المظاهرة امام مبنى الناحية وهم يهتفون بنفس الشعارات ومع تصاعد حماس وغضب الجماهير استخدمت الشرطة القوة بتفريقهم ومطاردة النشطاء وعلى اثر تلك اغلقت تلك المدرسة ونقل مدرسوها وطلابها الى مدارس اخرى وفصل كل من الطلبة عبد الامير علوان ومهدي كاظم الشليبة ( ). ومظهر جواد علوان اخ المناضل معن جواد ( ) . لتنظيم الخلايا الاولى للحزب في المدينة وهكذا دخلت وثبة كانون كواحدة من المعارك العظمى التي خاضها الشعب في سبيل حريته واستعادتها .
وفي هذه المرحلة التي يمر بها العراق من مخاطر وازمات في ظل نظام المحاصصة التي اسسته قوى الاحتلال بعد 2003 لتحقيق اهدافه الامبريالية .
واليوم ونحن نستذكر تلك الملحمة البطولية لشعبنا ونستلهم ما فيها من عبر ودروس لتوحيد وتحالف القوى الوطنية الخيرة للخروج من نظام المحاصصة الذي اسسته قوى الاحتلال لتحقيق اهداف الامبريالية لاقامة نظام ديمقراطي موحد ينعم فيه الشعب بالازدهار والحرية .