شهادة بطولية لأم عراقية* : المناضلة زهرة العباس انموذجا / توفيق كاظم الجاسم

في صباح هادئ من يوم 25نيسان 1988 سمعنا صوت قيود كاظم الجاسم عبر شباك غرفته ينادي بالتوجه اليه اختلط حينها صوته بأصوات الرصاص المنهمر من خارج الدار ، توجس قيود وتيقن ان الاوغاد قادمون لسلب حريته ، فأطلق صرخة مازالت اصداؤها ترددها جدران البيت المهدم الموجود حاليا في قرية (البو شناوة ) والصرخة هي عاش الشعب ..عاش الحزب الشيوعي العراقي ..ياعمال العالم اتحدوا ..وطن حر وشعب سعيد ، ومع الصرخة اطلق العنان لرشاشته باتجاه المحاصرين للدار ، ودارت معركة حامية ولساعات عديدة كان خلالها بطلا مقداما يدافع ويتفانى في دفاعه وانسانا يحرص على حياة من في الدار ينبههم ويحذرهم. حاول المجرمون معه ليدعوه الى التسليم .
وجاء بعد ذلك المجرم المدعو هاشم حسن المجيد شقيق المجرم علي كيمياوي وابن عم الطاغية واعطوه مهلة نصف ساعة بعدها التسليم او الموت تحت انقاض البيت! . فهم عزموا على تهديمه ولكن لم يرضخ «قيود « لأوامرهم وواصل مقاومته الى ان نفدت ذخيرته ، اذ تمكن جلاوزة النظام المقبور من اقتحام الدار واعتقاله مع افراد عائلته وهدموا الدار بعد ان نهبوا الممتلكات والاثاث ، ومن رعبهم ابقوا الدار تحت المراقبة لمدة (16 ) يوما ، وفي مديرية أمن بابل سيئة الصيت عذبوا الوالدة وشقيقاته وبتروا أذان والدته الصابرة المواطنة والمناضلة الجليلة?زهرة العباس زوجة القائد الفلاحي المناضل الشهيد كاظم الجاسم، المرأة التي تجاوزت السبعين من عمرها والتي لازال قلبها ينبض بالحب للشيوعيين العراقيين .
لقد أحبت الشيوعيين ورأت فيهم ابناءها وهي زوجة شهيد وأم شهيد ،عرفت لعلعة الرصاص منذ كان الرفاق الشيوعيون يختبئون في بيتها عام 1963 لذلك ألفت هذه اللغة ولم تفاجئها زخات الرصاص عندما امتشق ابنها البطل «قيود « رشاشته آنذاك زغردت له وتذكرت زوجها الشهيد ابو قيود يوم حاصرته قطعان الحرس القومي الفاشي فامتشق رشاشته ليحمي وينقذ الشهيد محمد الخضري .
ان أم قيود لازالت تعطي للشيوعيين وحزبهم كثيرا ، وبقي أبناؤها يسيرون على خطى والدهم الشهيد وأخيهم الشهيد .
فتحية من الأعماق للمناضلة الام زهرة العباس ومجدا لشهداء الحزب الذين دافعوا عن المبادىء وضحوا من اجلها .
ــــــــــــــــــــــــ
* مجلة «الشرارة» العدد96 كانون الثاني 2015