ابا ياسر.. لن ننساك*

في هذه الايام نستذكر معا رفيقنا العزيز، وفقيدنا الغالي فتاح حمدون، الذي رحل عنا على نحو مفاجيء ولم يمهلنا حتى فرصة وداعه. عام مر على فراق ابي ياسر، ونحن لا نريد ان نحسبه الفراق الابدي، فهو باق معنا، نستذكره كثيرا، ونفتقده عندما لا نجده في الفعاليات والنشاطات، وهو الحريص ان يكون من اوائل المساهمين فيها، بل المبادر الى العديد منها عندما يكون في بغداد او عمان، او في اي مكان اخر.
عند حضور ابي ياسر في اي محفل يشعر الجميع بان الحزب قد حضر وانه موجود، داعيا ومحرضا ومدافعا ومروجا لقيم الحزب ومبادئه التي تربى عليها في صفوف حزب الشيوعيين العراقيين منذ نعومة اظافره.
سنظل نذكره، سيما في المواقف الصعبة، وتلك التي تتطلب الاقدام والجرأة والشجاعة، ولفقيدنا الراحل العديد من تلك المواقف، ومنها على سبيل المثال لا الحصر اسهامه في مقارعة قطعان الانقلابيين الفاشست في 8 شباط 1963.
الرفيق ابو ياسر انغمس في العمل والنشاط الحزبي مبكرا، وعلى مدى السنين ظل يعمل بصمت وبعيدا عن الاضواء، وبهمة ونشاط كبيرين، وبنكران ذات عال. انه بصفاته المتميزة هذه وبشجاعته ومواقفه الجريئة، وخلقه الرفيع وتواضعه الجم، قد نال ثقة رفاقه، ومن حوله، وحظي بحبهم واحترامهم وتقديرهم.
برحيله خسرنا رفيقا دائب النشاط والحركة والمبادرة، وهو في عمره المتقدم، قدم الكثير الذي نافس فيه الشباب، بل ومن دون مبالغة ربما سبق البعض منهم رغم سني العمر واستحقاقاتها.
ابا ياسر لن ننساك، فانت معنا، وذكراك ستبقى حية، طرية في ذاكرة رفاقك واصدقائك ومحبيك الكثر. وانك رغم رحيلك عنا تواصل العطاء، وها نحن نسمع صوتك، حاثا على المزيد من التكاتف ورص الصفوف، والجَلد والصبر، وعلى المزيد من العمل والابداع على طريق انتصار قيم الحزب ومبادئه النبيلة، واهدافه، وفي سبيل تحقيق اماني وطموحات شعبنا في الوطن الحر والشعب السعيد.
ـــــــــــــــــــــ
* كلمة المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي
القاها الرفيق د. عزت ابو التمن