- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الأحد, 02 تشرين1/أكتوير 2016 18:25

تغمرنا الغبطة والاعتزاز ونحن نشارك هذا الحشد الغفير احتفاءه بالشاعر المبدع عريان السيد خلف، وتكريمه له.
فأبو خلدون ليس شاعرا عاديا. انه واحد من كبار رواد الشعر الشعبي العراقي الحديث. واحد من مجددي هذا الشعر، ونافخي روح الحداثة فيه، والمرتقين به الى مستوى الهموم الكبرى للناس والوطن والعالم الكبير.
عريان السيد خلف واحد من مؤسسي ورموز المدرسة، التي خفقت راياتها عاليا في سماء هذا الشعر في النصف الثاني من القرن الماضي، الى جانب المدرسة الشهيرة للشعر الحر بالعربية الفصحى، ومدارس الابداع الادبي والفني الاخرى، ومنها المدرسة التشكيلية العراقية المتميزة، التي فقدنا يوم امس للاسف الشديد آخر رموزها الاحياء ربما، الفنان الكبير النحات عبد الجبار البنا .. اقول انه، ابا خلدون، احدُ مؤسسي ورموز مدرسة الشعر الشعبي العراقي الحديث، التي خفقت راياتها معانقة بيارق الكفاح الوطني والديمقراطي المجيد لجماهير شعبنا العراقي، بل ومندمجة بها ومجسدة البريق الخاطف لمآثر ذلك السفر النضالي وملاحمه.
انها رايات مظفر النواب، رايات ناظم السماوي وابي خلدون ذاته وكاظم اسماعيل الكاطع، رايات ابو سرحان وزهير الدجيلي وعلي الشباني وكاظم الركابي وكاظم الرويعي والعديد ممن حملوها معهم ومن بعدهم.
ومثلهم، وفي الطليعة كذلك بينهم، كان عريان السيد خلف رائدا للتنوير ولنشر ثقافة التجديد والتحديث السياسيين والاجتماعيين في اوساط بالغة السعة من العراقيين، مخلفا فيها مع اخوته المذكورين ومن انضم الى كوكباتهم من الصاعدين، تأثيرات ايجابية اسهمت بنصيبها الذي لا يستهان به، في تشكيل ذلك التيار الوطني والديمقراطي العريض الجارف في بلادنا، والذي ارعب قوى الامبريالية والرجعية وحفز توجهها الشرير لمجابهته وكسره.
وعريان السيد خلف بهذا، شأن الطليعيين الآخرين من اقرانه ورفاق دربه في الشعر والحياة والنضال، وجهٌ من وجوه ثقافتنا الوطنية، وشخصيةٌ وطنية جديرة تماما بالاحتفاء والتكريم.
ومما يستحق التقدير ان الاحبة في محلية المثقفين وفي «بيتنا الثقافي»، الذي صار – بالمناسبة - بيتا ومحفلا دائما لأبي خلدون في نهاراته، هم من بادروا الى اقامة جلسة الاحتفال اليوم به، مثلما فعلوا السبت الماضي احتفاءا برفيقه الشاعر الكبير ناظم السماوي، ومثلما ينوون ان يفعلوا مشكورين في قادم الاسابيع تكريما لاخرين غيرهم.
لهم كل الامتنان
وللمحتفى به، العزيز ابا خلدون، عاطر التحايا
وخالص التمنيات بالصحة والعافية، ورائق المزاج، وطول العمر.
ــــــــــــــــــــ
* نص الكلمة التي القاها الرفيق مفيد الجزائري في حفل تكريم الشاعر عريان السيد خلف امس الاول السبت.