جاسم الحلفي في ضيافة ملتقى الخميس الإبداعي

غالي العطواني
احتفى ملتقى الخميس الإبداعي في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، الخميس الماضي، بعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، الناشط المدني الرفيق جاسم الحلفي، في مناسبة نيله الدكتوراه بامتياز عن رسالته الموسومة "حركة الاحتجاج في العراق من عام 2003 إلى عام 2016"، التي تقدم بها إلى كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد.
حضر جلسة الاحتفاء التي احتضنتها قاعة الجواهري في مبنى الاتحاد، عضوا اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيقان مفيد الجزائري وجهاد جليل، وحشد من المثقفين والأدباء والإعلاميين والناشطين المدنيين. فيما أدارها الشاعر والإعلامي عدنان الفضلي، وافتتحها بدعوة الحاضرين إلى الوقوف دقيقة صمت إكراما لثلاثة فنانين رحلوا أخيرا، وهم كل من المخرج عمانوئيل رسام، والمخرج مازن سعيد، وعازف القانون علاء السماوي.
بعد ذلك تحدث الحلفي عن حركة الاحتجاج في العراق، مبينا انها حركة اجتماعية ثقافية تشكلت من خلال فعاليات ومنتديات جماهيرية ومهرجانات مثل المهرجانين السنويين "أنا عراقي.. أنا أقرأ" و"يوم السلام العالمي"، اللذين عمل فيهما الشباب المدني دون ملل أو كلل.
وتطرق الحلفي إلى تاريخ الاحتجاجات في العراق، موضحا أنه درس احتجاج ساحة التحرير عام 2012، الأمر الذي دعاه إلى العودة إلى حركة الاحتجاج العراقية عام 1991، ثم حركات الاحتجاج العراقية في العهد الملكي.
وأكد المحتفى به ان "حركة الاحتجاج الحالية سلمية 100 في المائة، وتدعو إلى التغيير، الذي لا يأتي إلا باتساعها"، وبيّن ان "الحراك الاجتماعي في العراق لم ينطلق من فراغ، إنما جاء نتيجة أزمات اقتصادية وسياسية وخدمية، ألحقت الضرر الكبير بالشعب"، مشيرا إلى ان "المحاصصة الطائفية هي التي انجبت هذه الأزمات المتعاقبة، خصوصا ما يتعلق بالجانب الأمني غير المسيطر عليه".
ولفت إلى ان مطالب الحراك الجماهيري تتمثل في بناء الدولة على أساس المواطنة، ومحاربة الفساد، وتحقيق حياة كريمة للمواطن، وتوفير الخدمات للناس.
وتطرق المحتفى به إلى العدالة الاجتماعية، موضحا انها ليست مطلبا يساريا فقط، وإنما هي مطلب عام، مشيرا إلى ان الكفاح السلمي هو الطريق الصحيح نحو التغيير، ومضيفا قوله: "لدينا رؤية واضحة في حركة الاحتجاج، وكلما حاولت الحكومة جرنا إلى العنف، ابتعدنا عنه، وان شعارنا "الدولة المدنية"، بدأ يتسع وصار مطلبا عاما".
وذكر الحلفي أبرز الانجازات التي حققتها حركة الاحتجاج، مشيرا إلى انهم ساهموا في الضغط على الحكومة لتمرير قانون الأحزاب، وتخفيض رواتب الدرجات الخاصة، وترشيق الوزارات.
وقدم الرفيق مفيد الجزائري مداخلة في الجلسة، قال فيها ان الابداع لا يكمن في الفن والأدب فقط. الإبداع في العلم والفكر، وفي الدفاع عن الشعب وقضاياه العادلة. والحلفي خاض في قلب حركة الاحتجاج في ساحة التحرير وغيرها من النشاطات المدنية. ومن الجميل أن تتجسد هذه الحركة أكاديميا في اطروحة (أبو أحلام).
وشارك عدد من الحاضرين بتقديم المداخلات، منهم د. حسين الجاف، الناشط ستار محسن، الناشط محمد قاسم، والأديب علي شبيب.
وعلى هامش الجلسة أدى الفنان فاضل المياحي وصلة غنائية على طريقة فنان المونولوج عزيز علي. كما غنى الفنان علي سالم في ختام الجلسة.
وفي الختام قدم الشاعر ألفريد سمعان، لوح الجواهري الى الرفيق جاسم الحلفي، فيما قدم اليه د. حسين الجاف شهادة تقدير باسم ملتقى الخميس.