الأمطار تُغرق الشوارع وتُحاصر سكان المثنى / عبد الحسين ناصر السماوي

شهدت البلاد خلال الاسبوع الماضي، موجة امطار غزيرة تسببت في حدوث فيضانات في الشوارع وغرق البيوت ومحاصرة المواطنين فيها وشل حركتهم، ما ادى الى تعطيل مصالحهم. فأحتج سكان المناطق المنكوبة وحملوا كوادر الاجهزة البلدية مسؤولية ما حدث لهم ، بسبب عدم قدرتها على تلافي مخاطر الكوارث الطبيعية ومنها سيول الامطار منذ ما يقارب العشر سنوات، وما يتطلبه هذا من تاهيل بنى تحتية متكاملة لاستيعاب كميات الامطار الكبيرة.

وكان لمحافظة المثنى نصيب من الفيضانات التي حولت بعض المناطق فيها الى احياء منكوبة، " طريق الشعب" تجولت في تلك الاحياء ، للتعرف على معاناة المواطنين فيها .

 فيضانات حاضرة ومسؤول غائب!

يقول ماجد أبو أحمد، وهو موظف، من سكنة حي 9 نسيان في محافظة المثنى : لقد غمرت المياه بيوتنا والشوارع بسبب عدم وجود شبكة مجاري نظامية في هذا الحي الفقير، ما أدى إلى محاصرة الأهالي وغرق اغلب البيوت .
وأضاف أبو أحمد : إن هذا الحي لم يزره أي مسؤول محلي ليطلع على إحتياجات المواطنين، وللأسف الشديد فانهم يتذكروننا ايام الانتخابات، كما حدث في انتخابات مجلس المحافظة الماضية، لذا نطالب السادة المسؤولين بمحاسبة انفسهم عما قدموه للمواطن خلال المدة الماضية في هذا الحي المنكوب .

 غرق بيوت التجاوز

العامل علي حسين من سكنة حي التنك وهو من الاحياء العشوائية في المحافظة ، متزوج ولديه أربعة أطفال، يقول: جميع سكان هذا الحي يطلق عليهم بالمتجاوزين التي تفتقر الى خدمات بلدية اساسية، لذا ترى بيوتهم وقد غمرتها مياه الأمطار، لذا نطلب من السادة المسؤولين في المحافظة ان يفوا بعهودهم في توفير قطع أراضي سكنية للمتجاوزين امثالي ، لكي نبني عليها بيوتاً لعوائلنا حفاظا عليهم من كوارث الأمطار وما تسببه فيه من خسائر مادية .

 خسائر فادحة

أبو فهد في الستين من عمره من سكان حي الحكم، شاهدته وهو يحاول سحب المياه التي زحفت إلى بيته، فقال لي: لمن اشتكو حالي، لقد ابقينا عوائلنا في بيوت الاقارب في الاحياء المجاورة، بعد ان غرقت بيوتنا مما أدى الى تلف المواد الغذائية وعطل الأجهزة الكهربائية وكما تشاهد لازلنا نستخدم الوسائل البسيطة في سحب المياه من بيوتنا انا وولدي المتواجدين معي في البيت .
واكد لنا احد المواطنين الساكنين في منطقة (آل بو ريشة) في قضاء الخضر ان عائلة متكونة من ام كبيرة في السن وابنها انهار عليهم دارهم بسبب الامطار مما أدى الى وفاتهم . ولم يسلم من الفيضان حتى سكنة الشقق السكنية في الإسكان، الذين حاصرتهم مياه المجاري بسبب طفح مخازن المياه الاسنة التي تنبعث منها روائح كريهة تزكم الانوف .

 جهود عمال المجاري

احد العاملين في مديرية المجاري الذي كان يمارس عمله في سحب المياه ، أوضح ان مشروع المجاري الذي انتهى العمل به مؤخرا، لا يفي بالغرض إضافة الى حدوث تلكؤ في التنفيذ بسبب الشركة المنفذة التي ليس لها أي خبرة في مجال المجاري. واشار الى ان بعض المناطق لم يشملها مشروع المجاري واغلبها لا تحتوي على شبكة حديثة فتلاحظ تجمع المياه في تلك المناطق بسبب الامطار التي هطلت بكثرة هذه الأيام .
فيما اكد عامل اخر على ان اغلب فتحات المجاري مغلقة بالأوساخ والاحجار ومخلفات الزيوت إضافة الى ان هذه المنطقة منخفضة عن مستوى الشارع الرئيسي في المحافظة لذا نطالب من الاخوة المواطنين من خلال جريدتكم الموقرة الاهتمام بنظافة فتحات المجاري وعدم غلقها بالصخور والاوساخ .
واخيرا، لابد ان نشير الى ان السادة المسؤولين وعلى راسهم المحافظ وبعض أعضاء مجلس المحافظة وكوادر مديرية مجاري المثنى استنفروا كل طاقاتهم من اجل الحيلولة لتقليل الخسائر المادية إضافة الى سحب المياه من المناطق المنكوبة بواسطة السيارات الحوضية .