من الحزب

عزت ابو التمن: داعش خطر داهم لا بد من توفير مستلزمات التصدي الناجع له

طريق الشعب
أكد عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي عزت أبو التمن، أن الحزب قد حذر منذ فترة طويلة من المخاطر التي ستواجه العراق، عازيا أسباب هذه المخاطر إلى نهج المحاصصة الطائفية المقيتة المعتمد، وسوء ادارة البلد وصراعات المتنفذين على المغانم والنفوذ.
جاء ذلك في ندوة سياسية عامة أقامتها منظمة الحزب الشيوعي العراقي في بريطانيا.
وبعد الترحيب بالحضور والرفيق المحاضر من قبل الرفيق معن كدوم الذي ادار الندوة، استهل ابو التمن محاضرته بالحديث عن الظروف الصعبة التي يمر بها العراق والتي تفاقمت منذ دخول داعش في ال 10 من حزيران 2014 ، واحتلاله بعض النواحي و القصبات في الموصل وصلاح الدين وديالى وكركوك والانبار وصولا الى حدود بغداد ، مؤكدا ان هذا الاحتلال كشف الخلل في بناء مؤسسات الدولة وخاصة العسكرية منها.
وقال ابو التمن: "لقد نبه الحزب وحذر منذ فترة طويلة من المخاطر التي ستواجه العراق و احتمالية ان يواجه الاسوأ، والسبب هو نهج المحاصصة الطائفية المقيتة المعتمد وسوء ادارة البلد وصراعات المتنفذين على المغانم والنفوذ".
واشار عضو المكتب السياسي للشيوعي العراق، الى "الصراعات المتفاقمة، ما خفي منها وما ظهر للعلن، بين القوى المتنفذة من اجل مصالحها الضيقة وهي بعيدة في تفكيرها عن مصلحة الشعب والوطن، وفي مقابل هذا هناك من يفكر بجدية من اجل انجاح العملية السياسية ووضعها على السكة الصحيحة ووصولها الى غاياتها المرتجاة".
واضاف ابو التمن ان "جميع القوى السياسية تتفق على مجابهة داعش ، وهو خطر داهم الجميع"، مشيرا الى ان "هناك من يقاتل ويجابه داعش من منطلقات طائفية واثنية وعشائرية ضيقة، وهذا بدوره سيشكل عامل خطورة حتى بعد الانتصار على داعش".
وبين أن "الحزب الشيوعي العراقي طالب بوضع جميع القوى وتحشيد المجتمع العراقي بالوانه وطاقاته لمجابهة داعش والتصدي الناجع للارهاب بجميع اشكاله، بالاستناد الى رؤية وطنية شاملة اساسها المواطنة" .
وتابع ابو التمن أنه "من هذا المنطلق ايدنا وساندنا الحشد الشعبي الذي كان له دور في وقف زحف داعش، لكننا في الوقت ذاته نعارض وبشدة استغلاله اهدافا ومرامي طائفية ضيقة ،بعيدا عن ما تشكل من اجله".
وشدد الرفيق عزت على ضرورة ان "يكون الحشد الشعبي والحرس الوطني المزمع تشكيله تحت اشراف الحكومة وتوجهاتها".
ثم تطرق بالتفصيل الى اسباب سقوط الموصل والمدن الاخرى بيد داعش والتي لخصها بالبناء الخاطىء للمؤسسة العسكرية، وكذلك الفساد المستشري، وعملية التهميش والاقصاء المتعمد، والفقر والبطالة في المجتمع العراقي، وكذلك التدخلات الخارجية والصراعات بين الاحزاب و القوى المتنفذة".
الرفيق عزت، رأى أن "وجود مستلزمات مهمة اذا ما نفذت سوف تساعد في القضاء على داعش والارهاب، منها بناء المؤسسة العسكرية على اساس المواطنة"، مؤكدا ان "التجنيد الالزامي سوف يساعد في ذلك، ولكن بعد ان توضع الاسس و التوجهات الصحيحة له".
وفي موضوع آخر، نوّه ابو التمن ب "اهمية المصالحة الوطنية الحقيقية من خلال عقد مؤتمر وطني عام وشامل لجميع القوى المشاركة في السلطة وخارجها، والاستفادة من التجارب الفاشلة السابقة في هذا الشأن، و ضرورة تحسين العلاقة بين جميع القوى السياسية والابتعاد عن التشنجات غير المسؤولة".
ودعا عضو المكتب السياسي للشيوعي العراقي، الى "تحسين العلاقة مع دول الجوار والتي بدأت بها الحكومة الجديدة"، مشددا على "اهمية محاربة الفساد و كشف المفسدين ومحاسبتهم".
وبين ان "توافر الارادة الحقيقية، ورسم سياسة سليمة، واتخاذ اجراءات ادارية صحيحة، والاستناد الى القوى السياسية المخلصة، وإشراك منظمات المجتمع المدني، ستهيئ مستلزمات نجاح توجهات الحكومة الحالية".
واشار ابو التمن الى "اهمية تحسين العلاقة بين الحكومة الاتحادية و الاقليم وابدى مساندة الحزب للاتفاق النفطي الاخير و ضرورة تطبيقة"، مؤكدا ضرورة التنسيق العسكري بين الجيش و البيشمركة في محاربة داعش".
ومن المستلزمات الاخرى التي اكد عليها الرفيق عزت هي؛ "القضاء على البطالة وتحسين المستوى المعيشي لأبناء الشعب العراقي، وتفعيل المؤسسات الانتاجية و التوجه الجاد الى تنويع الاقتصاد العراقي".
وعبر عضو المكتب السياسي؛ عن تأييد الحزب الكامل للتحركات العمالية الاخيرة وطالب بمساندتها ودعمها وصرف الرواتب للعاملين في المؤسسات الصناعية ذات التمويل الذاتي.
وبشأن قانون الموازنة الاتحادية للعام الحالي، شدد على ان "لا يتم ارهاق المواطنين باجراءات التقشف، وان تتركز اساسا على ذوي الدخول العالية واعتماد الضريبة التصاعدية".
وجرى الحديث في الندوة ايضاً، عن التيار الديمقراطي والتحالف المدني الديمقراطي واهميتهما ودورهما المطلوب في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها العراق، وأكد ابو التمن ضرورة وحدة الديمقراطيين وتعزيز دورهم من اجل دولة مدنية ديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية"، لافتا النظر إلى ان "من شأن ذلك اعادة اللحمة الوطنية بين ابناء الشعب العراقي على اساس المواطنة".
وفي نهاية اللقاء قدم العديد من الحضور مداخلات قيمة وجرى تقديم عدد من التساؤلات التي اجاب عليها الرفيق ابو التمن في ضوء سياسة ومواقف الحزب.