- التفاصيل
-
نشر بتاريخ السبت, 28 آذار/مارس 2015 19:45
أيتها الأخوات العزيزات.. أيها الأخوة الأعزاء:
نحييكم في هذا اليوم المجيد، ونعبر لكم عن صادق التهاني بحلول الذكرى الحادية والثمانين لتأسيس حزبكم العريق، الحزب الشيوعي العراقي.
إننا لننظر بعين الاعتزاز لهذه المسيرة المعمدة بالتضحيات والأمثلة الثورية الملهمة والمواقف الوطنية المشهودة والكفاح من اجل مصالح الشعب العراقي بعربه وكرده وسائر مكوناته.
لقد ارتوت ارض الرافدين من الدماء الزكية لشهداء الحزب الشيوعي العراقي، التي امتزجت بدماء سائر شهداء الشعب والحركة الوطنية. وكانت جبال كردستان مثالا ساطعا على الأخوة العربية الكردية التي تعمدت بتضحيات البيشمركة ودماء الشهداء الخالدين.
وإننا اذ نشارككم الاحتفال بهذه المناسبة فاننا نتطلع وإياكم الى تحقيق غاياتنا الوطينة السامية عبر الحاق هزيمة نهائية بالارهاب، وإحلال السلم الأهلي والتسامح الاجتماعي والمصالحة الوطنية الحقيقية في ربوع وطننا والمضي بعملية البناء وتحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
ونؤكد، في الوقت ذاته، ضرورة تعبئة كل القوى الاجتماعية سياسياً وفكرياً للاسهام في العمل البطولي الماضي قدماً في سبيل مكافحة الارهاب. وإننا لنقدر عالياً التضحيات الغالية للقوات المسلحة ومتطوعي الحشد الشعبي وقوات البيشمركة وأبناء العشائر، وتصديهم البطولي، المدعوم من التحالف الدولي، لزمر ارهابيي داعش التي فاقت وحشيتها كل تصور، فقتلت الأطفال والنساء والشيوخ، وخطفت النساء وباعتهن كسبايا، وشردت مئات الألوف، وفرضت قوانين الظلام، وعطلت الحياة المدنية، ودمرت صروح الحضارة... ولا تزال المأساة مستمرة.
ان مئات الألوف من النازحين يعانون محنة قل نظيرها. وإنني كرئيس لجمهورية العراق أرى ان علينا جميعا ان نتكاتف، وبدعم وتضامن أممي، من أجل إنهاء هذه المحنة المؤلمة، عبر تمكينهم من العودة الى ديارهم، ومعالجة العواقب الاجتماعية والضرر النفسي الذي حل بهم، ومساعدتهم في العودة الى حياتهم الطبيعية.
ومن ناحية اخرى فأننا نسعى من اجل ان تكون المصالحة الوطنية، التي ننظر اليها باعتبارها حاجة مجتمعية موضوعية وملحة، شاملة لجميع المكونات والقوى السياسية باستثناء من تلطخت ايديهم بدماء أبناء الشعب.
كما أننا نبذل جهودنا في اطار المساهمة الفعالة مع الحكومة في صياغة رؤية سليمة وتوجهات واضحة بهدف حل المعضلات في مختلف ميادين الحياة السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، على النحو الذي يخرج البلاد من أزمتها، ويضعها على مسار السلام والتنمية، ويضمن المشاركة الحقيقية لجميع القوى السياسية والاجتماعية وسائر بنات وأبناء الشعب على أساس مبدأ المواطنة والكفاءة، في رسم سياسة البلاد، وإرساء أسس الدولة المدنية التي تحقق مطامح الشعب، وتضمن الحياة الحرة والعيش الكريم، وتفتح آفاقاً رحبة للتقدم الاجتماعي.
فؤاد معصومرئيس جمهورية العراقأواخر آذار 2015