من الحزب

صبحي الجميلي: لا إصلاح من دون القضاء على المحاصصة والفساد

معن كدوم
أقامت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في بريطانيا ، ندوة سياسية عامة يوم الخميس الماضي، في لندن تحدث فيها الرفيق الدكتور صبحي الجميلي عضو المكتب السياسي للحزب .
بعد الترحيب بالحضور من قبل الرفيق معن كدوم ،تحدث مؤكدا على اهمية التظاهرات الجماهيرية التي انطلقت في بغداد والمحافظات الاخرى مطالبة بالاصلاح والتغيير ، واشار الى استجابة الحكومة و البرلمان وطرح حزمة من الاصلاحات ، مبينا الى ان التظاهرات ادخلت الهلع الى نفوس الطائفيين والمفسدين ، وختم تقديمه بتوجيه التحية لكل المتظاهرين في العراق واكد على تضامن العراقيين خارج الوطن معهم ومع مطالبهم المشروعة .
استهل الرفيق الجميلي حديثه بالاشارة الى الظروف الصعبة التي يمر بها البلد نتيجة النهج الخاطئ ونمط التفكير غير الديمقراطي وسوء الادارة وبناء الحكم على المحاصصة الطائفية- الاثنية وتفشي الفساد ، واكد على ان المفردات التي بدات تسود في الاوساط السياسية و الجماهيرية هذه الايام هي الاصلاح والتغيير ، اللذان هما في الحقيقة استحقا انجازهما منذ زمن ، لكن صراعات الكتل المتنفذة على السلطة وعلى اقتسام المغانم والسيطرة على القرار وسعيهم الى تطمين وضمان مصالحهم الخاصة والانانية جعلتهم غير مكترثين بمعاناة الشعب وتدهور مستوى معيشة ابنائه ، وتدهورالاوضاع الاقتصادية والمالية وفقدان الخدمات واحتلال داعش ثلث مساحة العراق . هذه المعاناة وتفاقم الازمات واستشراء الفساد دفعت الالاف من المواطنين الى الخروج في هذه التظاهرات بحشود بشرية ضخمة وهبة جماهيرية شملت مدن العراق المختلفة . وهذا الحراك المدني والشعبي الكبير ليس بمعزل عن مقدمات واسباب ، وما سبقه من حراك ونضالات أسهمت فيها قوى ومنظمات مجتمع مدني واتحادات ونقابات واحزاب وقوى سياسية ومن بينها قوى مدنية والتيار الديمقراطي وحزبنا الشيوعي العراقي .
واكد الجميلي بان نظام الحكم القائم على الطائفية والمحاصصة هو المولد للازمات المتواصلة ، وهو قد فشل في تقديم مشروع متكامل لادارة شؤون الدولة واصبح عاجزا عن تقديم شيء جدي لمعالجة ما تعانية الناس والبلد ،وقال " اذا اردنا ان نخرج من هذا الوضع السيء والذي لا يسر الا المنتفعين منه ،فلابد من تهديم جدار الطائفية و المحاصصة المقيته .
ان الحكم بوضعه القائم عجز عن حل قضايا عديدة ومنها الكهرباء والانقاطاعات غير المعقولة في صيف لاهب ، وهذا النقص الكبير كان الشرارة التي دفعت الناس للنزول الى الشوارع . اي ان الدولة تخلت عمليا عن القيام بواجباتها المطلوبة بما في ذلك توفير الامن والاستقرار" .
واضاف الجميلي بان الصراع مازال يدور على الدولة وبنائها ، وشكل نظام الحكم ، ورسم معالم الحاضر والمستقبل ، والتظاهرات اشرت على نحو معين الى هذا ، فيما كان الغالب هو المطالبة بدولة مدنية تتسع للكل .
ثم تطرق المتحدث الى الوثيقة السياسية التي وقعت قبل تشكيل الحكومة وكانت اساس التئامها ، وقال " انه لم ينفذ سوى القليل منه واصبح ذلك احد اسباب الصراع بين الكتل وتجاذباتها ،ما عمق من اجواء عدم الثقة والتنابز والذي هو ايضا كان سمة العلاقة بين الحكومة الاتحادية والاقليم" .
بعدها تم التوقف عند المشاكل الاقتصادية والازمة المالية التي يمر بها العراق وكذلك التجاذبات حول نقل الصلاحيات للمحافظات .
وجرى الحديث بالتفصيل عن الفساد المستشري والافتقار الى اجراءات ملموسة للتصدي له ، وعن عملية التهميش والاقصاء المتعمد ، وكذلك التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي العراقي . واكد الرفيق الجميلي على اهمية محاربة الفساد و كشف المفسدين ومحاسبتهم وابعادهم عن مواقع المسؤولية . مشيرا الى ان توفر الارادة الحقيقية ورسم سياسة سليمة واتخاذ اجراءات ادارية صحيحة والاستناد الى القوى السياسية المخلصة واشراك منظمات المجتمع المدني، والجماهير المنتفضة يعد من مستلزمات نجاح توجهات الحكومة الحالية في التصدي للفساد توأم الارهاب .
بعدها تطرق الى الحرب على الارهاب وداعش واعتبرذلك مهمة وطنية رئيسة ، لان بدون القضاء عليه سوف لن يتوفر الامان والاستقرار ،.
واشار المتحدث الى ضرورة اصلاح القضاء ايضا كي يكون نزيها ومستقلا فعلا ويقوم بدوره المطلوب في عملية الاصلاح ، وعرج على عملية الغاء عدد من الوزارات ودمج عدد اخر ، وقال نعم نحتاج الى ترشيق لمؤسسات الدولة ولكن السؤال فيما اذا جرت العملية بعد حوار ونقاش كاف ، وهل جاءت ضمن المطالب التي رفعها المنتفضون ؟ .
وقبل ان يختتم حديثه اكد ان هذه التظاهرات بحاجة الى الدعم و الاسناد لديمومة تواصلها وتحقيق اهدافها مع الحفاظ عليها من الفاسدين والمتضررين من الاصلاح و التغيير ،والذين سوف لن يتوقفوا عن التدخل وبطرق مختلفة من اجل حرف التظاهرات و تشويهها والاجهاز عليها ، واكد على ان الاصلاح ليس الفوضى او الغاء مؤسسات الدولة ودستور البلاد .
واضاف ان تطبيق الاصلاحات يجب ان يكون ضمن خطة متكاملة و مدروسة واليات واجراءات ملموسة ، والاعتماد على العناصر والقوى المخلصة والكفوءة والنزيهة .
وفي نهاية اللقاء قدم العديد من الحضور مداخلات قيمة وجرى تقديم عدد من التساؤلات التي اجاب عنها الرفيق الجميلي في ضوء سياسة ومواقف الحزب .