من الحزب

د. عزت ابو التمن: استمرار الحراك الجماهيري يضمن تحقيق الاصلاح والتغيير

ماجد مصطفى
ضيّف الملتقى الثقافي في الصالحية، الخميس الماضي، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق د. عزت ابو التمن، الذي تحدث حول الحراك الجماهيري وآفاق عملية الإصلاح والتغيير.
الجلسة التي أقيمت في "كازينو جواد" بمنطقة الكريمات وسط بغداد، والتي أدارها الرفيق عبد الرزاق ابراهيم المشهداني، افتتحها الرفيق د. أبو التمن بالحديث عن الظروف الصعبة والمعقدة التي واجهت شعبنا، والتي كادت ان توصله الى حالة اليأس والقنوط وانعدام الثقة بالمستقبل، "إلا ان نهضة الجماهير وحراكها في الاسابيع القليلة الماضية اعاد شعور التفاؤل والثقة بمستقبل العراق".
وشخص الرفيق د. أبو التمن مهمتين اساسيتين تواجهان شعبنا اليوم، وهما: دحر داعش والارهاب، واصلاح العملية السياسية وتحقيق التغيير المنشود في بناء عراق مدني ديمقراطي يحقق العدالة الاجتماعية، مضيفا ان "ما أوصل العراق الى الحالة التي وفرت الفرصة لداعش لاحتلال ثلث أراضيه، وأدى إلى تخلف جميع مفاصل الحياة السياسية والامنية والاقتصادية والخدمية والاجتماعية والثقافية، وأشاع الفساد في مفاصل الدولة والمجتمع، هو بناء العملية السياسية على اساس المحاصصة الطائفية الاثنية، واتباع النهج الخاطئ ونمط التفكير اللا ديمقراطي من
قبل المتنفذين في الحكم".
وتابع الضيف قائلا: "في مواجهة هذه الاوضاع انخرط مئات الآلاف من المواطنين، ومن مختلف مشارب المجتمع، في حراك جماهيري شمل بغداد ومعظم المحافظات، مطالبين القوى والاحزاب المتنفذة بالاصلاح والتغيير، ويؤيدهم الملايين في مطالبهم المشروعة.. وان هذا الحراك الذي غير في موازين القوى في الحياة السياسية العراقية اجبر الحكومة على الشروع في حزمة الاصلاحات".
ولفت الرفيق د. ابو التمن إلى ان الاصلاحات المعلنة بشكل عام جيدة، "ولكن يجب ان توضع موضع التنفيذ حسب جداولها الزمنية دون مماطلة وتسويف، وان تكون ضمن برنامج مدروس بالاعتماد على العناصر الكفوءة والنزيهة والمخلصة لقضية الشعب والوطن، اي طاقم جديد من غير الفاسدين الذين دمروا العراق"، مشيرا إلى ان الحراك الجماهيري غيّر اليوم موازين القوى لصالح الاصلاح والتغيير بالضد من مصالح القوى والكتل المتنفذة المتضررة من الاصلاح، والتي تملك السلطة والمال والسلاح "وهي لن تتنازل بسهولة عن مكتسباتها التي سرقتها من قوت الشعب، وستحاول اعاقة كل خطوات الاصلاح".
وأضاف الرفيق د. أبو التمن قائلا: ان "الضمان الحقيقي لتغيير موازين القوى لصالح الاصلاح والتغيير هو استمرار الحراك الجماهيري، وزيادة وعي المواطنين بحقوقهم المشروعة لحين تحقيق الهدف المنشود في عراق مدني ديمقراطي".
وتابع قائلا: "يشارك اليوم في هذا الحراك طيف واسع من ابناء المجتمع العراقي، ما يتطلب البحث باستمرار عن المشتركات والمطالب المشروعة التي تهم الجميع ومنها: اصلاح القضاء ووضعه بأياد امينة ومحاسبة المفسدين وتقديمهم الى القضاء، وهدم جدار المحاصصة الطائفية -الاثنية واستبدالها بسياسة المواطنة والكفاءة والنزاهة، وتوعية الناس بمصالحها ودعم الاجراءات كافة لصالح الشعب، ودعم القوات المسلحة والحشد الشعبي وتوفير ظروف انسانية للنازحين، والعمل على عودتهم الى بيوتهم، والاستمرار بالتظاهر السلمي والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، والتصدي لمحاولة الفرقة بين المتظاهرين، واخيرا تنظيم رقابة شعبية واعية لضمان انجاز خطوات الاصلاح والتغيير".
وقبل نهاية الجلسة التي حضرها العديد من الشخصيات الوطنية والديمقراطية من أهالي المنطقة، قدمت مداخلات وطرحت أسئلة أجاب عنها الرفيق د. عزت أبو التمن بصورة ضافية.