بغداد ـ طريق الشعب
كان لشمس بغداد موعد جديد مع ضيوف مهرجان "طريق الشعب" في يومه الثاني (يوم الجمعة الماضي) الذي ابتدأ بندوة احياها ضيف المهرجان الفنان الكبير سامي عبد الحميد.
الندوة التي أبتدأها الفنان طه رشيد، مرحباً بالحضور الذين توافدوا باعداد كبيرة على الخيمة المخصصة للندوات، تحدث فيها الدكتور سامي عبد الحميد، معبراً في البدء عن شكره وامتنانه للحزب الشيوعي العراقي على اهتمامه المعروف تاريخيا بالثقافة التقدمية بشكل عام، وبالمسرح بشكل خاص، كما شكر حضور قيادة الحزب لهذا اللقاء ممثلة بسكرتير الحزب الرفيق حميد مجيد موسى.
تحدث سامي عبد الحميد عن آخر مشاريعه المسرحية التي لم تر النور بعد، بسبب عدم الحصول على الدعم المالي اللازم. فالمشروع هو مسرحية (ارامل) للكاتب اريل دوترمان وترجمة علي كامل، تتحدث قصتها عن الاغتيالات في تشيلي بعد الانقلاب الفاشي الذي قاده بينوشت بدعم المخابرات الامريكية عام 1973.
بعد ذلك توقف عبد الحميد عند أبرز المحطات تأريخه الفني، منها مسرحية "المتنبي" وهي من تأليف عادل كاظم واخراج الفنان الراحل ابراهيم جلال وقدمتها الفرقة القومية للتمثيل اواسط السبعينيات، ولعب فيها سامي دور المتنبي بشكل خلاق، واجاد تجسيد هذه الشخصية باداء لم يستطع اي ممثل عربي الوصول اليه.
ويعتقد سامي بان مرد ذلك يعود لكون المتنبي شخصية عراقية، ولابد من توفر احساس عراقي لكي تستطيع ان ترسم الملامح الصحيحة للشخصية. وقد دفعه احساسه بـ "عراقية المتنبي" لان يلقي بيتين من شعر المتنبي بطريقة "الهوسة" العراقية.
ثم تحدث عن تجربة ثانية له، هي مسرحية "اغنية التم" ذات الشخصية الواحدة لمؤلفها الروسي تشيخوف، والتي قدمها مع اكثر من مخرج.
خلال الندوة استطاع مقدمها طه رشيد، استدراج الضيف الفنان مرتين، مرة ليقدم مشهدا قصيرا من "اغنية التم"، والمرة الثانية حين سحبه الى فضاء الغناء، حيث استمتع الحضور بصوت سامي عبد الحميد وهو يؤدي احدى الاغاني التي غناها في مسرحية "نفوس" التي قدمتها فرقة المسرح الفني الحديث في نهاية الستينيات، وهي من اخراج قاسم محمد . وكانت "نفوس" مدخلا للحديث عن الفرقة واستذكارا لزملائه من الفنانين: يوسف العاني وزينب وناهدة الرماح وخليل شوقي وروميو يوسف وفاضل خليل وآخرين .
وتطرق سامي عبد الحميد في حديثه لمحطات سينمائية عديدة في تاريخه الفني منها فيلم "من المسؤول؟" الذي انتج عام 1956، وقد لعب فيه دور الطبيب، عادا اياه تجربة بسيطة في السينما العراقية، اما فيلم "نبوخذ نصر" فكانت التجربة الاولى للسينما العراقية لانتاج فيلم سكوب ملون، حسبما ذكر سامي.
وشهدت الندوة مداخلات عديدة ساهم فيها ادباء وفنانون، حيث تحدث الامين العام لاتحاد الادباء في العراق الشاعر الفريد سمعان عن ايام زمالته لسامي عبد الحميد في كلية الحقوق، واطرى كثيرا على جدية سامي في العمل ونظرته المتفتحة للثقافة، اما الموسيقي ستار الناصر فقد ذكّر الضيف ببعض الاعمال المسرحية التي ساهم فيها معه.
رئيس تحرير "طريق الشعب" الرفيق مفيد الجزائري عبر للضيف عن امتنانه لقبول دعوة الحضور للمهرجان رغم وضعه الصحي، واشاد بالدور التقدمي الذي لعبه سامي عبد الحميد، مع زملائه الاخرين في فرقة المسرح الفني الحديث، وبدورهم التنويري، اذ استطاعوا الرفع من ذائقة الجمهور الجمالية والفنية.
بعض تلامذة الفنان كانوا حاضرين في الندوة، منهم الدكتور زهير البياتي والدكتور صبحي الخزعلي، حيث اشادا باستاذهم الذي درسهم كل المراحل لحين حصولهم على الدكتوراه وتحت اشرافه .
وكانت الكلمة الاخيرة لضيف المهرجان الفنان سامي عبد الحميد الذي شكر جريدة "طريق الشعب" والحزب والحاضرين في الندوة.
وقال ان الفضل لدخوله عالم الفن "يعود للحزب الشيوعي العراقي، وتحديدا الى الرفيق الشهيد سلام عادل، حين كان معلما في الديوانية واخرج مسرحية ساهمت ببطولتها وغرس في نفسي حب المسرح".
وفي الختام قدمت الزميلة ميس وليد باقة ورد باسم جريدة "طريق الشعب" للفنان سامي عبد الحميد.