ادب وفن

موضة أدبية / مقداد مسعود

في ثمانينيات القرن الماضي، نشرت مجلة آفاق عربية قصيدة "أولئك هم أمراء المنفى" لسان جان بيرس، ترجمة علي اللواتي، فإذا بالشعراء القراصنة، يحولوها "معلاك" في قصائدهم وكذلك فعل قراصنة القص.. وما أن ترجم ياسين طه حافظ لكالفينو حتى سارع الكبار قبل الصغار وحوسموا كالفينو وتوزعت مدنه المرئية واللامرئية بينهم، وهكذا كان مصير المخطوطة في رواية "اسم الوردة" لأمبرتو ايكو.. وما أن نشر باولو روايته "الخيميائي" حتى تذكر الروائيون العرب كافة ألف ليلة وليلة، فكتب نجيب محفوظ "ليالي ألف ليلة"، وهاني الراهب "ألف ليلة وليلتان" وواسيني الأعرج "الليلة السابعة بعد الألف" وعبد الكبير الخطيبي مقالته "الليلة الثالثة بعد الألف"، وبوجدرة "ألف عام من الحنين".. والآن أصبحت الموضة:"الرواية المفكرة بذاتها"، كما يسميها أستاذنا طيب الذكر محمود عبد الوهاب، ويسميها غيره الميتا رواية... حيث ألح الروائيون بين فصل وآخر ان يتدخلوا بصفتهم مؤلفين وبهذا الإلحاح أفسدوا علينا لذة التلقي..
لست ُ ضد الاستفادة من المنجز الإنساني في الإبداع، لكن ما يجري ليست استفادة بل عملية لطش، واللطاش دائما يشكل القشرة الخارجية من العمل، ولا يوجد في هذه المحاولات سوى اللطاش فقط... والسبب الأساس، أن الجميع يكتب من خلال تجاربه في القراءة وليس.. بمعايشاته اليومية لما يكابده الناس.