ادب وفن

صنعة السرد في اتحاد أدباء البصرة / واثق غازي

ضمن برنامجه الثقافي أقام اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة، جلسة نقدية يوم السبت الموافق 17 / 1 / 2015 ناقش فيها كتاب "صنعة السرد" الصادر عن منشورات الإتحاد للدكتور الناقد: سلمان كاصد، قدم الجلسة الناقد: جميل الشبيبي مفتتحاً الحديث:"منذ فترة مبكرة من حياته انشغل الدكتور سلمان كاصد بالثقافة والأدب، حين وجد نفسه محاطا بالكتب الأدبية والثقافية والسياسية في بيتهم المتواضع في محلة سبخة العرب حيث أسس أخوه الشاعر عبد الكريم كاصد مكتبته العامرة، ومنذ فترة مبكرة أيضا مارس كتابة القصة، واشترك مع مجموعة متميزة من قصاصي البصرة منهم: محمد خضير ، مجيد جاسم العلي، عبد الجليل المياح، عبد الصمد حسن، محمد سعدون السباهي، عبد الحسين العامر، ودود حميد، ريسان جاسم عبد الكريم وغيرهم في إصدار مجموعة قصصية مشتركة أطلقوا عليها "12" قصة، صدرت في جزءين ثم توقفت، وفي ثمانينيات القرن الماضي تفرغ لدراسته الجامعية، فكتب اطروحتين مهمتين عن كاتبين من رواد القصة العراقية في العراق هما: الروائي فؤاد التكرلي ومهدي عيسى الصقر، وقد أصبحت هاتان الأطروحتان مصدرا هاما عن هذين الروائيين الرائدين، وخلال ذلك تعرف على منجزات النظرية النقدية العالمية التي اعانته في كتاباته النقدية والثقافية وأصبحت خلفية راكزة من خلفياته الثقافية، وأضاف الشبيبي:"يا لحظ الدكتور سلمان كاصد أن النقد العربي لم يتعامل مع المنتج العربي في حقل الرواية بشيء من الوضوح والصرامة.."والكتاب يبدأ من حيث انتهى النقاد بعدم النظر الجاد المفعم بروح اكتشاف الجديد والاستثنائي في النتاج الروائي العربي، وبهذا المعنى إن الروائي العربي لا يزال صانعا غير مجترح لأشكال جديدة، اذ أشكال الرواية العربية التي تطرح الآن تقليدية، تعاقبية، جل ما يحاوله الروائي حين يتلاعب بشكلها أن يعتمد الاسترجاعات المبسطة، دون أن يبني هياكل معمارية جديدة صادمة تثير القارئ بشكلها المتطور. ثم أتاح المقدم المجال للمداخلات النقدية حيث تحدث الناقد عبد الغفار العطوي: عن أهمية الكتاب وكونه يشكل مسحا ً جيدا للرواية العربية التي تتصدر المشهد الروائي أو التي كانت قريبة منه، ثم قدم الشّاعر: واثق غازي، ورقة توجز اشتغال الناقد المنهجي جاء فيها "عَمِدَ الناقد د . سلمان كاصد في كتابه "صنعة السرد" إلى إلزام نفسه بمحدد اجرائي، من الصعب الحفاظ عليه، ليس لقلة الملكة والأدوات خاصة عند الناقد، ولكن لعدم وضوح الرؤية في النصوص المنقودة على اعتبار أنها نصوص غير قارة إلى تراكم في بنية الشكل "الذي يفترض الناقد أنه ليس من اهتمامات الروائي العربي"، وقد وفّق حسب رأيي إلى اظهار الحيز المشترك بين المتن التقليدي للعمل الروائي وبين سعي مقصود من قبل من كتب عن أعمالهم لإيجاد المغايرة في الشكل، "المغايرة" التي يعتبرها الناقد في كتابه هي العنصر الذي يجب أن يتوفر عليه العمل الروائي الطامح للفوز بأحقية القراءة، وقد وجدتُ أن الناقد قد رحب على غرار الشكليين بالتعقيد الراقي والبحث الدائم عن طرائق فنية جديدة. وللإشارة الى المحدد الاجرائي في تتبع الشكل المغاير في الأعمال الروائية المنقودة نجد الترسيمة الآتية: هذه الترسيمة توضح جهد الناقد في تتبع أثر المغايرة في الشكل الروائي في النصوص التي تعرض لها كتابه "صنعة السرد".
ثم تحدث القاص الكبير: محمد خضير في مداخلة واسعة أحاطت بمجمل المشهد الروائي جاء فيها:"أن اختيار الناقد لأعمال روائية مرشحة للبوكر العربية لا يخلو من الجدة والصواب. وألفت الى تقليد نقدي متميز في سبعينيات القرن الماضي وهو أن اهتمام الناقد العراقي غير مقتصر على الرواية العراقية، من مثل الناقد: عبد الجبار عباس، الذي اهتم بالرواية المصرية، والدكتور: شجاع العاني الذي أهتم بأعمال جبرا ابراهيم جبرا، الفلسطيني المقيم في العراق، وأن كتاب د. سلمان أعاد هذا التقليد الى الأذهان، موضحا ً أن النقد العراقي الحديث ينصب على الأعمال العراقية، غير مواكب لما تنتجه ماكنة الطباعة العربية، وأضاف أن المؤلف قد وضع معادلة صائبة تخلص الى أن قوة الشكل تأتي من قوة الموضوع، وأشار الأستاذ محمد خضير الى مفارقة مهمة، وهي اهتمام الرواية العراقية بصراع الهويات قبل الرواية العربية. وقدم الأستاذ محمد صالح عبد الرضا، ورقة عنونّها:" ضوء على صنعة السرد" جاء فيها: الملفت للمتلقي في صنعة السرد أن الدكتور سلمان كاصد، يقترب من توظيف جماليات الكتابة النقدية ليحقق خطابا ً على خطاب وإبداعا ً من طراز خاص، كما يعبر عن ذلك رولان بارت، مضيفا: حسنا فعل حين أشر ثلاث علل في المنتج الروائي العربي الحديث السرود التقليدي ذات التعاقبية المفرطة في تطور الأحداث والإطالة غير المبررة واللجوء الى التكرار والاعتماد على تيار الوعي لاستغراق الماضي.
ثم قدم الشّاعر صفاء ذياب مداخلة، أكد فيها أن الروايات التي تناولها كتاب الناقد د ، سلمان، أنما دفع بها الى الشهرة وصولها الى البوكر عادا ذلك من صناعة الأدب.