ادب وفن

سلاماً ايها الحزب.. جمالاً ايتها الروسم.. / ريسان الخزعلي

في الذكرى الأربعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي المجيد عام 1974، صدرت مجموعة شعرية بعنوان (سلاماً أيها الحزب). وقد ضمت قصائد للعديد من الشعراء من مختلف الأجيال، من بينهم (بدر شاكر السياب، بلند الحيدري، محمد صالح بحر العلوم، الفريد سمعان، رشدي العامل، حسب الشيخ جعفر، فاضل العزاوي، فوزي كريم، خليل الأسدي، هاشم شفيق، شاكر لعيبي، حميد قاسم، عبدالحسن الشذر، خليل المعاضيدي). كتب الشاعر الراحل يوسف الصائغ مقدمة المجموعة بتداخل نثري/ شعري ثري، وقد عكست المجموعة اهتمام الحزب المعروف بالشعر، باعتباره مساحة ابداعية نضالية، كما عكست أيضاً تفاعل الشعراء مع الحزب نضاليا وابداعيا؛ وحققت حضورها وانتشارها يومذاك، وأثارت العديد من الإنتباهات:
* إعتداد واعتزاز الحزب، بأن الشعراء الرواد المجددين كانوا من بين أعضائه، وكذلك شعراء الاضافات التجديدية اللاحقة.
* ان ظهور اسم الشاعر الكبير (بدر شاكر السياب) وقصيدته (الأسلحة والأطفال) في المجموعة قد لفتا الانتباه كثيرا واثارا حساسية ما؛ إلا ان مبادرة الحزب هذه سجلت إمضاءً لا يمحى، وكأنها الاعتبار وليس ردَّ الاعتبار، وما زلت اتذكر حديث الناس الموحي بالدلالة، وخلاصته (الشيوعيون يطالبون بالسياب).
* ان اسم المجموعة «سلاماً ايها الحزب» كان لافتاً، يشيءُ بالتطمين، ويوحي بالمضمر القادم. في التطمين، لكون الحزب قد ظهر من العمل السري الى العلني بعد تضحيات نبيلة معروفة؛ أما في المضمر القادم، فكانه يتنبأ بالذي حصل خلال عام 1978 وما تلاه.............. ،
لقد رحل جسدياً من رحل من شعراء المجموعة، ومنهم من كان المنفى وسادة أحلامه، ومنهم من تمترس بصمته ونقائه وحضوره، ومن بينهم، أُعدمَ الشاعر المناضل (خليل المعاضيدي) صاحب قصيدة (هلا قرأتَ البيان الشيوعي) المنشورة في المجموعة ذاتها. ومع كل هذه التعارضات، فإن المجموعة الشعرية لها من الحضور ما يجعلها ان تستمر طويلاً كوثيقة نضالية ابداعية.
ان مناسبة الأستذكار هذا، ما اقدمت عليه (دار الروسم) لصاحبها الشاعر المبدع (زعيم النصار) حيث اعادت اصدار المجموعة خلال عام 2015 وعلى حسابها الخاص؛ وقدمتها هدية الى الحزب بمناسبة الذكرى 81 لتأسيسه المجيد.
انها مبادرة فيها من التضامن النضالي والأنحياز الابداعي ما يجعلها مبادرة متميزة، اشارت الى النوع الثقافي التوثيقي الذي يجعل من (سلاماً ايها الحزب) أن تكون دائمة الحضور وتحرض على مثيلاتها؛ وان انتباهة صاحب الدار لتستحق الاشارة والأشادة فعلاً، وستمر المجموعة راكضة الى قلوب من سمعوا بها ولم يحصلوا عليها. وبالروحية العراقية يكون هتاف التحية:
سلاماً ايها الحزب..
جمالا ايتها الروسم..