ادب وفن

منعطف.. في الرواية العربية / مقداد مسعود

القاسم المشترك بين الروايات الثلاث هو توظيف ذلك المزيج من التاريخ والاسطورة في وعاء أنيق من شعرية المسرود ،هذا ما فعله نجيب محفوظ في رائعته ( أولاد حارتنا )،لكن المفكرة والروائية نوال السعداوي ،ترى في (أولاد حارتنا ): التاريخ الذكوري للبشرية * وبعد ستين عاما على أسطرة محفوظ سيجترح إسماعيل فهد إسماعيل ، أسطرة من طراز خاص لمحنة الانسان ، على الارض وبحجم ورقي اقل ، ولقد اتعظت تجربة اسماعيل ،من الدرس الروائي الذي انجزته عبقرية محفوظ ، كما استفادت من المنجز الذي قطعته الرواية العالمية خلال أكثر من نصف قرن . وحتى لا تصبح تجربة إسماعيل .ف. اسماعيل : محض ظل او صدى فقد اجترحت رواية (عندما يكون رأسك في طريق وأسمك في طريق ) منحى جديدا، فالرواية ليست جديدة من ناحية الاصدار ،بل من خلال فعل التروية ومبادرتها بحراثة المفهوم الروائي المتداول والحث على تقويضه ومأسسة خطوة عذراء روائيا .. وعلى جانب الشخوص فللأنثى حضور الفاعل لا الثانوي ..لكن البطولة المطلقة للأنثى ستكون في رواية مها حسن (تراتيل العدم) فروايتها دعوة الى تأنيث العالم ،ولم يكون خطاب الدعوة ايدلوجيا ، بل فنيا من اتصاليات تسموية بين الاصل / الفرع .. نلاحظ ان مؤثرية أنثوية الحكي انتجت من الذكر(حرز) كائنا آخر بصيغة حكائية شارك النسوة كلهن في صناعته وبشهادة السارد..(تفاوتت مصادر القص حوله ،حبكت نسيج تكوينه ...نساء تعارضت معلوماتهن وتفاوتت مقدرات القص لديهن مابين امرأة متقصدة ،لاعن حسن نية نقل معلومات ،، تحذيرات ،، عبر الحكاية وأخرى ، امرأة عم ، هدفت التقصي الموضوعي لحالة الحكي وأم تدعو حكايتها الى التصديق ،لا لأنها أم فقط، بل لدهشة الحكاية ، وجدة فاقت مقدرتها في توليد الصبي / القائد / من الحكاية ../111)..وفي الوقت نفسه ان هذا الكائن النصي / الحكائي / المنتج بالتشارك السردي : بطولته الحكائية (لأنه خرج من الحكاية /112) لكن حرز سيكون ثابتا / متحركا وهو الصورة الخلفية الكبرى ، و نقطة دائرة الرواية.. ولأن "أرض" خشيت على ذرية أولادها، من الانذار فقد (حصنت حرز باسمه ،مانعة عنه صيغة ذاكرة تلك الصيغة التي تلتها المرأة التي لا تظهر في العمر سوى مرة احدة../233) وحرز وبشهادة أمه أغماء ..(ليس كائنا طبيعيا ..نصف بشري ونصفه الآخر ../ 240)..كل رواية من الروايات الثلاثة اشتغلت تاريخنا البشري ، وأضاءت عتمات حيواتنا حسب اجتهاد تجربتها المعرفية والفنية ..ولنجيب محفوظ خطوة الريادة واتساع شعبية (أولاد حارتنا)