برلين - طريق الشعب
تلبية لدعوة من قيادة حزب اليسار الالماني زار العاصمة الالمانية برلين، في الفترة 1 - 4 من تموز الجاري، الرفيق محمد جاسم اللبان عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي. واجرى اللبان خلال ايام الزيارة لقاءات مع قيادة حزب اليسار وكتلته البرلمانية ومؤسسة روزا لوكسمبورغ التابعة للحزب، وتم اجراء مقابلتين صحفيتين مع الرفيق الضيف. وساهم في اللقاءات الرفيقان حازم كويي ورشيد غويلب من منظمة الحزب في المانيا.
شهد اليوم الاول لقاء مع مع يورغ شولز، رئيس قسم الشرق الاوسط لمؤسسة روزا لوكسمبورغ، الذي اكد على اهمية اللقاء في الظرف الراهن، وضرورة معرفة حقيقة ما يجري في العراق بشكل مباشر، لعدم الوضوح والفوضى الاعلامية التي تصاحبه. وبين ان غياب مؤسسته عن العمل في العراق يعود بشكل رئيسي الى الظروف الامنية غير المستقرة، فضلا عن ان عمل المؤسسة حديث العهد في هذه المنطقة، مشيرا الى وجود مكاتب لها في رام الله وتل ابيب، بالاضافة الى بعض النشاطات في بيروت وعمان، وهناك مكتب للمنظمة في تونس العاصمة يديره قسم المؤسسة للقارة الافريقية. ثم اثار شولز جملة من الاسئلة بشان تنظيمات داعش الارهابية، وطبيعة القوى المتحالفة معها، والجهات الداعمة لها محليا وعربيا وعالميا، وامكانية قيام دولة الخلافة التي اعلنت الاخيرة عن تأسيسها.
وفي صباح الجمعة كان هناك لقاء مع الرفيق توبياس فلوغر نائب رئيس حزب اليسار، والشخصية المؤثرة في حركة السلام الالمانية. وركز فلوغر في مداخلته على ان قيادة حزبه ناقشت قبل ايام قليلة الوضع في العراق، واكد معرفة حقيقة السياسية الامريكية، وتداعيات "الفوضى الخلاقة". وتساءل عن موقف الحزب الشيوعي العراقي من وحدة العراق، وعرض وجهة نظر حزب اليسار الالماني، في عدم جدوى الدولة المركزية في العراق، وان قيام العراق االديمقراطي الفيدرالي الموحد هو الشكل الامثل لبناء الدولة فيه. وكرر التساؤلات السابقة بشأن التطورات الاخيرة، وتساءل عن حقيقة ما يشاع عن تصاعد نزعة الانفصال لدى الاحزاب الكردستانية. ونوه الى اهمية طرح القضية العراقية في اطار حزب اليسار الاوربي، وشدد على استمرار مواقف التضامن مع الشعب العراقي، والحزب الشيوعي العراقي، والقوى الديمقراطية في معركتها لدحر الارهاب وبناء الدولة المدنية الديمقراطية. وان النداء الخاص الذي سيصدره حزبه بمناسبة الذكرى المئوية للحرب العالمية الاولى سيتضمن فقرة عن الاحداث في العراق، فضلاً عن ضرورة استمرار التنسيق والتعاون المشترك بين الحزبين. وخلال غداء عمل، جرى حديث مماثل مع اندرياس كونتر مسؤول العلاقات الخارجية للحزب المضيف
وكان يوم الزيارة الثالث مخصصا للقاء مع فولفغانغ غيركه، مسؤول شؤون السياسة الخارجية في الكتلة البرلمانية لحزب اليسار، الذي اشار الى اعتراف الاحزاب الحاكمة في المانيا بخطأ تقديراتها بشأن ما يدور في سوريا والعراق، ووجود تقارب بين الكتل البرلمانية فيما يخص الحلول الممكنة في البلدين، وعليه فان الظروف مواتية لقيام حزب اليسار بطرح مشروع قرار حول العراق، في ضوء نتائج الزيارة، في البرلمان الالماني. وطرح عدة تساؤلات منها: امكانية تجميع القوى العلمانية في العراق، مخاطر تقسيم العراق على اساس نظام المحاصصة القائم، مصادر تسليح وتمويل داعش، تأثير الأزمة السورية في الصراع الجاري في العراق، هل تقبل ايران ببديل عن رئيس الوزراء الحالي؟
وفي جميع هذه اللقاءات قدم الرفيق اللبان عرضاً شاملاً للوحة السياسية والأمنية المعقدة في العراق والمخاطر الجدية التي تهدد مستقبل البلاد، ومواقف الحزب ومقترحاته الملموسة بشأنها. وقدم اجابات ضافية على تساؤلات الرفاق الالمان، شاكراً إياهم على التضامن المستمر مع الشعب العراقي وقواه التقدمية والديمقراطية، وقدم لهم الدعوة لزيارة العراق للتعرف بشكل ميداني على حقيقة ما يجري، وامكانيات العمل المتاحة. وبصدد الجانب العملي الملموس أشار على سبيل المثال لبعض مجالات العمل الضرورية، ونوه للعمل الذي تقوم به مؤسسات اوربية سواء في اربيل وبغداد ومدن عراقية اخرى. وتم في خلال ايام الزيارة تنظيم جولة للتعرف على بعض معالم برلين التاريخية، وخصوصا تلك التي تؤرخ لدور الجيش الاحمر الحاسم في القضاء على الفاشية الالمانية. واجرت جريدة "نيوز دويجلاند" التابعة لحزب اليسار مقابلة مع الرفيق اللبان ستنشر قريبا. كما اجرت جريدة "ديسبوت" الموجهة لاعضاء الحزب مقابلة مماثلة ستنشر في عددها القادم.
وفي مساء الخميس نظمت ندوة مفتوحة للعراقيين في برلين قدم خلالها الرفيق اللبان عرضاً وافياً للأحداث الجارية في الوطن، ومواقف الحزب ومقترحاته الملموسة لدحر الارهاب وانقاذ الوطن من المخاطر المحدقة به. وعكست مداخلات الحضور متابعة جيدة الاحداث وحرصاً واعياً على مستقبل الشعب العراقي ووحدة التراب الوطني، وتقديراً عالياً لسياسة الحزب ومواقفه المتوازنة في هذا الظرف الحرج.