بغداد - طريق الشعب
بعد حصار مرير دام قرابة ثمانين يوماً؛ حصلت آمرلي على حريتها من (داعش) نتيجة أول تنسيق من نوعه، إذ نجحت قوات عراقية مشتركة من البيشمركة والجيش ومتطوعي الحشد الشعبي، مدعومين بإسناد جوي أميركي، في فتح طريق دخلت منه الدروع إلى الناحية الواقعة جنوب كركوك، وتسكنها أقلية تركمانية شيعية، ليتم بذلك طرد مسلحي التنظيم الإرهابي إلى الشمال الغربي.
وكانت قوات نظامية وأخرى من الحشد الشعبي والبيشمركة، تُضيّق الخناق طيلة الأيام الماضية، على المسلحين الذين يحاصرون ناحية آمرلي من أربعة محاور، في محاولة لفك الحصار الذي دام قرابة ثمانين يوماً عنها.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية، إن طائراتها شنت غارات جوية، منذ السبت الماضي، على مقاتلي (داعش)، قرب بلدة آمرلي وأسقطت مساعدات إنسانية على المدنيين المحاصرين هناك.
وقال مسؤولون إن طائرات أميركية أسقطت أكثر من 100 حزمة من الإمدادات الطارئة، كما أسقطت طائرات بريطانية وفرنسية واسترالية مساعدات أخرى على آمرلي، في حين أبدت أطراف في التحالف الوطني رفضها "التدخل الأميركي" الجهود الرامية لفك الحصار عن الناحية.
إلى ذلك، قال النائب نيازي معمار اوغلو، وهو من سكان ناحية آمرلي، إنه "لولا المناشدات المحلية إلى المجتمع الدولي لإنقاذ الناحية، لما تحركت الحكومة ومجاميع الحشد الشعبي لتحريرها من المسلحين"، مبيناً أن "سكان آمرلي الذي يقدر عددهم حاليا بـ 17 ألفاً، بعد فرار قرابة الثمانية آلاف منهم، بسبب سوء الأوضاع الإنسانية، واجهوا حصاراً قاسياً دام أكثر من 70 يومياً".
وكشف اوغلو ، وهو نائب عن التحالف الوطني في صلاح الدين، عن "تمكن القوات الأمنية من تحرير عدد كبير من قرى الناحية البالغ عددها 34 قرية"، مؤكداً أن "القوات الأمنية ومجاميع الحشد الشعبي مصممة على تصفية العناصر المسلحة بعد فك الحصار عن الناحية".
وذكر النائب التركماني، أن "الجيش بات يسيطر على ناحية سليمان بيك المحاذية لآمرلي، التي يتواجد فيها أكثر من 300 مسلح".
وانتقد النائب اوغلو "الإدارة الأميركية التي كانت انتقائية في توجيها للضربات الجوية"، لافتاً إلى أن "الطائرات الأميركية اخطأت مكان اسقاط المساعدات الغذائية في آمرلي، ما دفع السكان المحاصرين إلى جلب الطعام تحت وابل رصاص المسلحين".
على صعيد متصل عدّ محافظ صلاح الدين، رائد إبراهيم الجبوري، تحرير قرى آمرلي ونواحي سليمان بيك في قضاء طوزخورماتو الواقعة شرق تكريت، "بداية النصر ونقطة البدء لتحرير باقي مناطق صلاح الدين من سيطرة تنظيم داعش"، مشدداً على أهمية "التكاتف وتوحيد الصفوف بين أبناء المحافظة وتقديم الدعم المعنوي والمساندة للقوات الأمنية".
وقال الجبوري، إنه "بعد ان حقق ابناء العشائر وبإسناد القوات الامنية ومتطوعي الحشد الشعبي انتصاراتهم الكبرى وتحرير احياء السكر والحنيش وقرى ومناطق اخرى في ناحية سليمان بيك، وتحرير الطريق الرابطة بين قضاء طوزخورماتو وناحية آمرلي وصمود اهلنا في الضلوعية وبلد والدجيل وسامراء، فإنني اعلن بداية النصر ونقطة البدء بتحرير كل مناطق صلاح الدين من جرذان تنظيم (داعش) وعصاباته الاجرامية".
وكان خبراء عزوا تأخر تقدم السرايا الشعبية والقوات الأمنية إلى آمرلي، إلى تفخيخ الطرق التي تؤدي إلى الناحية، وهي الطريقة التي دائما ما يتبعها تنظيم الدولة الإسلامية بعد السيطرة على البلدات والمنشآت الحيوية.