مدارات

سكان تكريت يعانون قسوة القصف الجوي وسطوة عناصر داعش

بغداد - طريق الشعبا

الحياة في تكريت مركز محافظة صلاح الدين، ليست كما كانت في السابق، فما ان سيطرت داعش على المحافظة حتى انقلبت حياة المواطنين رأساً على عقب.
المشهد في محافظة صلاح الدين بعد سيطرة داعش يتشكل من الفراغ الامني وانعدام الخدمات والقصف العشوائي وهذه عوامل ساهمت بشكل كبير على نزوح آلاف العوائل الى اماكن اخرى بحثاً عن الامن والخدمات، لا سيما ان الفراغ الأمني الذي ملأته داعش ساهم بتعطيل الحياة العامة للمواطنين، الطلبة تركوا مقاعد الدراسة والموظفون غادروا وظائفهم والمسؤولون فروا وخلفوا كراسيهم فارغة فشغلها قادة داعش، ومنتسبو الامن أصبحت وحداتهم بلا حماية.
ابو محمد احد سكان قضاء بيجي يقول انه فقد الكثير بعد سيطرة داعش على مدينة بيجي حيث توقف عمله في مصفى بيجي فبعد سبعة ايام من سيطرة داعش على المدينة اثر هجوم داعش على المصفى توقف عن العمل من ذلك اليوم.
ويضيف ان الحياة اصبحت صعبة للغاية ونحن نعيش بدون خدمات اثر انقطاع الماء والكهرباء وشحة في غاز الطبخ واصبح سعر الاسطوانة الواحدة 25 الف دينار كما ارتفعت اسعار المواد الغذائية.
ويتابع ابو محمد قائلا؛ ان قالب الثلج اصبح سعره سبعة آلاف دينار ، وداعش لا يعطوننا شئا يهتمون فقط بمن بمعيتهم ، اما نحن فلا حول لنا ولا قوة.
هشام خضير من سكنة تكريت أوضح ان الحياة شبه معدومة، ويقول "قمت بنقل عائلتي للسكن في اربيل، وبقيت في تكريت لأحمي منزلي من السرقة ،لاتوجد كهرباء والمستشفيات تخلوا من الكوادر الطبية".
ويضيف ان الحياة معطلة، انا في الصباح أكون في منزلي وعند حلول المساء أضطر للذهاب للمبيت عند أحد الأصدقاء في ناحية العلم ،هربآ من القصف العشوائي الذي لايمر يوم الا وتقصف الطائرات المنازل او تسقط قذائف الهاون على منازل الأبرياء .
ويتابع هشام قائلاً: إن أغلب عوائل تكريت نزحت الى محافظات اقليم كردستان والا لحدثت كارثة بسبب القصف العشوائي ،فلا يخلو شارع في تكريت أو منزل الا وتضرر بفعل القصف.
فلاح من تكريت تحدث عن مدى صعوبة الحياة داخل مدينة تكريت قائلا "أقوم بشراء الخبز والغذاء من ناحية العلم بسبب ان الاسواق والأفران مغلقة في المدينة".
ويعيش سكان صلاح الدين بين نارين القصف العشوائي واسلحة داعش، وأصبحوا يمنون أنفسهم كل يوم بقرب الفرج، لعل أيام مأساتهم تقترب من نهايتها.
وكان المتحدث باسم مكتب القائد العام للقوات المسلّحة العراقية الفريق قاسم عطا، قد قال بإن محاولات دخول القوات العراقية إلى مدينة تكريت، فشلت حتى الآن، لكن المعارك مستمرة.
وكان الجيش العراقي قد بدأ ليل الاثنين/الثلاثاء الماضي، هجوماً لتحرير تكريت، بعد فشله سابقاً في اقتحامها. وشنّ الجيش هجومه الجديد هذا انطلاقا من ثلاثة محاور.
وذكرت مصادر عسكرية أفادت أن القوات المشتركة للجيش والبيشمركة شنت هجوماً مباغتاً على القرى الواقعة جنوب وشمال سليمان بيك ضد تجمعات لعناصر تنظيم "داعش".