مدارات

منتدى ساو باولو ينهي أعمال دورته العشرين

رشيد غويلب

استضافت العاصمة البوليفية "لاباس" في الفترة 25 - 29 آب الفائت اعمال الدورة العشرين لـ"منتدى ساوباولو"، بمشاركة 180 حزبا يسارياً وحركة اجتماعية يمثلون 125 بلدا. وشملت اعمال المنتدى في ايامها الثلاثة الاولى سلسلة من فعاليات التأهيل السياسي، ومجموعات العمل التي تناولت بشكل متواز قضايا متعددة، فيما شهد اليومان الاخيران جلسات العمل السياسية للأحزاب والحركات المشاركة في المنتدى.
وكانت البداية يوم الاثنين 25 آب مع الدورة الثانية لفعاليات التأهيل السياسي السنوية، التي تناولت هذا العام ازمة الرأسمالية، تقاطع المصالح الجيوسياسية في العالم، وافق الاشتراكية، بالإضافة الى عملية التكامل بين بلدان امريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي. وفي كلمة افتتاح فعاليات التأهيل السياسي، طالب نائب وزير التنسيق بين الحركات الاجتماعية البوليفي، ، "الفريدو رادا"، بضرورة تعزيز الوحدة بين أحزاب اليسار والمنظمات الشعبية، للقضاء على الليبرالية الجديدة "مرة واحدة وإلى الأبد ". وأشار إلى ان التجربة البوليفية المبنية على اوسع مشاركة للقوى الاجتماعية ، قد ازاحت حكومة اليمين واستعادت السيطرة على الموارد الطبيعية. وان مشاركة المنظمات الاجتماعية في القرارات السياسية ساعدت على تعميق الديمقراطية في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وتعزيز التكامل بين بلدانها. وتقوم تجربة بوليفيا على نهج "الاشتراكية الاجتماعية"، التي تبنى من قبل الحركات الاجتماعية والحكومات، التي تنطلق من مشاريع سياسية ثورية. وعلى هذا الاساس ، فإن بناء الاشتراكية في أمريكا اللاتينية سيكون بناء لاشتراكية جديدة في القرن 21، وليس اشتراكية الدولة التي كانت قائمة بالأمس.
وفي ثاني ايام المنتدى نظمت 26 مجموعة عمل متوازية شارك فيها ممثلو الأنديز، الأمازون، أمريكا الجنوبية، وأمريكا الوسطى، ومنطقة البحر الكاريبي، والولايات المتحدة وأوروبا. وتضمن البرنامج ايضا افتتاح الملتقى السادس للشبيبة، الذي يهدف الى مناقشة برامج الدول الممثلة في المنتدى الموجهة للشبيبة، و مناقشة مشاركتها في العملية التقدمية الجارية هناك،وعمليات التكامل بين بلدانها.
وكان يوم الأربعاء مخصصاً لمجموعات العمل المختصة بالنضال من اجل السلام، وضد تجريم النضالات الاجتماعية، واستكمال بناء اتحاد بلدان امريكا اللاتيني ومنطقة الكاريبي لمواجهة عالم احادي القطب.
وشهد يوم الخميس الموافق 28 آب الافتتاح الرسمي لجلسات المنتدى الرئيسية، من قبل نائب رئيس الجمهورية "ألفارو غارسيا لينيرا"، الذي تناول في قراءة نقدية بطء عمليات التكامل، ولكنه اشار في الوقت نفسه الى التقدم الذي تحقق من خلال اشكال التحالف القائمة بين بلدان امريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، ودعا بقوة الى تعزيز التكامل السياسي، والفكري، والثقافي المتحقق ودفعه الى امام. فليس هناك ثورة في احد بلدان القارة تستطيع الصمود بمفردها. وبالتوازي مع هذه الجلسات، عقد ملتقى المرأة، الذي شهد لقاء نساء القارة من اصول افريقية، والكتل النيابية.
وتوقف المنتدى امام الانتخابات البرلمانية العامة، التي ستجري في كل من بوليفيا، حيث فوز الرئيس الحالي شبه مؤكد، وفي الارجنتين والبرازيل وهايتي وأروغواي وغواتيمالا، حيث حظوظ مرشحي قوى اليسار والتقدم واعدة.
وشهد آخر ايام الملتقى اختتام اعمال المنتدى وقراءة البيان الختامي، الذي ركز على الانهاء الفوري للحصار الامريكي الجائر ضد كوبا، والتضامن مع فنزويلا، و مطالبة الارجنتين باسترجاع جزها المغتصبة في حرب الفوكلاند، ومطالبة بوليفيا شيلي بالحصول على ممر سيادي مباشر الى السواحل..
يذكر ان منتدى ساو باولو قد تأسس عام 1990 على اثر مبادرة مشتركة للزعيم الكوبي فيدل كاسترو، ورئيس جمهورية البرازيل السابق لولا دي سلفيا، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، والبلدان الاشتراكية السابقة، في وقت كانت فيه قوى اليسار في موقع المدافع عن الذات. وفي لقاء جمع كاسترو ولولا ولدت فكرة انشاء اطار للحوار المفتوح وتبادل وجهات النظر. وفي عام 1990 دعا حزب العمل البرازيلي للاجتماع الاول للملتقى الذي اتخذ من اسم المدينة التي استضافت اجتماعه الاول اسما له. وبدأ المنتدى بمشاركة 48 حزبا، ولكنه يضم اليوم أكثر من 94 حزب، ومنظمة، وحركة اجتماعية. وهو اطار فكري واسع من الاحزاب الشيوعية والعمالية، وأحزاب يسارية، ومجموعات ماركسية، وبعض من يسار الاحزاب الاجتماعية الديمقراطية، مثل الحزب الاشتراكي الشيلي. وفي السنة التي تأسس فيها المنتدى كان الحزب الشيوعي الكوبي، الحزب الوحيد الذي يقود السلطة في بلاده، واليوم تقود أو تشارك غالبية الاحزاب المنضوية في المنتدى في السلطة.