مدارات

تسعون وردة حمراء لشيوعيي سوريا ولبنان

طريق الشعب

احتفل الشيوعيون في سوريا ولبنان في الرابع والعشرين من تشرين الاول الفائت بالذكرى التسعين لتأسيس الحزب الشيوعي، الذي انطلق في البداية حزبا موحدا للشيوعيين في سوريا ولبنان ولواء الاسكندرونة، الذي اغتصبته تركيا الكمالية لاحقا .واحتضنت بلدة الحدث، احدى ضواحي بيروت الجنوبية اجتماع التأسيس، الذي شارك فيه طلائع النقابيون في كلا البلدين، بالاضافة الى نخبة من المثقفين، والكتاب، والصحفيين، والجامعيين، واصحاب مهن حرة، الذين نشطوا في السنوات التي سبقت مرحلة التأسيس في نشر الافكار التقدمية المستمدة من كتابات ماركس وأنجلس ولينين، ومن سنوات صعود ثورة (اكتوبر) تشرين الأول الاشتراكية في عام 1917 وانجازاتها الأولى بقيادة حزب البلاشفة.
وكان بدايات مثقفوا اليسار مع كتابات مفكري عصر النهضة في المشرق، التي انطلقت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين. وتأثروا، بخاصة، بالأفكار الجريئة لبعض رواد النهضة.
والحزب الشيوعي اللبناني، والسوري هما أقدم الاحزاب السياسية في البلدين، ويتميزان أسوة ببقية الاحزاب الشيوعية بالطابع الأممي الجامع للتنوع الديني والمذهبي والقومي الذي تمتاز به مجتمعات هذه البلدان.
وفي البدء حمل الحزب اسم "حزب الشعب"، واصدر جريدته المركزية "الانسانية"، تيمننا باسم الجريدة المركزية للحزب الشيوعي الفرنسي "اللومانتيه"، ثم تغيير اسمه الى "الشيوعي" بعد الانتساب الى الآممية الثالثة "الكومنترن".
وكان الشيوعيون هم اول من طالب بيوم عمل من ثماني ساعات، ونصت أول وثيقة اقرها الحزب على ان اهم اهدافه تتمثل في تقويض النظام الرأسمالي الاستعماري، وإنشاء النظام الاشتراكي على انقاضه.
واذ يؤكد ان الاشتراكية هي الهدف الأساسي والنهائي فانه يشدد على المهام المباشرة لنضاله: تحرير سوريا (أي سوريا ولبنان)، من الاستعمار الفرنسي، ومن عملائه والمتعاونين معه في الحكومات في دمشق وبيروت.
في النصف الأول من الثلاثينات تصلب عود الحزب وبرزت فيه عناصر قيادية جديدة شابة أضحى معها الحزب مكوناً أساساً في الحياة السياسية. والى ازدياد نفوذ الحزب في الوسط العمالي وفي الحركة النقابية وبروز قادة نقابيين شيوعيين كبار.
وتعاظم تحلق المثقفين حول الحزب ولم يبق كاتب أو شاعر أو رجل علم، تقريباً، إلا واقام علاقة ما مع الحزب الشيوعي بصورة مباشرة، أو غير مباشرة، من خلال المؤسسات الصحفية والمنابر الفكرية التي أقامها وامتلكها أو شارك فيها.
ولعب الشيوعيون في لبنان وسوريا دورا محوريا في الصراع السياسي في بلديهما، وكان للحزب الشيوعي اللبناني دورا أساسيا في معسكر القوى اللبنانية خلال الحرب الاهلية التي عاشها لبنان طيلة 14 عاما 1975-1989، وفي المعارك والمواجهات مع جيش اسرائيل المعتدي، وكان للحزب شرف اطلاق جبهة المقاولة اللبنانية بعد الاحتلال الاسرائيلي للعاصمة بيروت في عام 1982.
وما زال الشيوعيون في لبنان وسوريا يناضلون في ظروف صعبة، وفي ظل تعقيدات جسيمة، ويشاركون بجهدهم في تنشيط العمل المشترك للاحزاب الشيوعية وقوى اليسار في البلدان العربية.