طريق الشعب
ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو"، ان قطاع الزراعة العراقي يحتاج إلى أموال إضافية للحيلولة دون انهياره، ووقف التفاقم المستمر في أوضاع الأمن الغذائي على نحو مروع، إثر تصاعد الصراعات في البلاد.
وقالت المنظمة في بيان اطلعت عليه "طريق الشعب"، إنها بدأت الاثنين (10 تشرين الثاني) بـ"إرسال بذور القمح والأسمدة والعلف الحيواني إلى ما يقرب من 28 ألف أسرة زراعية في العراق مِمن تُركوا في حالة يُرثى لها، وذلك كجزء من جهودها الرامية إلى تعزيز الإنتاج الغذائي، وإنجاز الموسم الزراعي الشتوي الجاري بنجاح ومساعدة سكان العراق على التعافي، وذلك بتمويل من المملكة العربية السعودية". وأضافت، أن "الآلاف من المزارعين العراقيين، بسبب الصراعات الحالية في العراق، اضطروا إلى الفرار من أراضيهم أو دمرت أرصدتهم وجرى الاستيلاء عليها، واضطر البعض الآخر إلى الإسراع ببيع الماشية والإمدادات والمعدات بأي ثمن لتغطية نفقاتهم".
وتابعت "نتيجة لهذه الاضطرابات، لحق ضرر شديد بحصاد موسم حزيران الماضي، مما قلّص من توافر المواد الغذائية في جميع أنحاء العراق".
وذكرت "فاو" أن "نحو 2.8 مليون شخص في العراق يطلبون مساعدات غذائية". وأشارت إلى أنه "من الممكن أن تتحول الأوضاع من سيء إلى أسوأ إن واصلت الأسر فقد الأصول الإنتاجية وفرص الدخل، أو تجد نفسها مجبرة على التخلص من الماشية ببيعها مقابل النقود".
من جهته، قال المدير العام المساعد للمنظمة والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال إفريقيا، عبد السلام وِلد أحمد، إن "لم تُعالج الأوضاع في الوقت المناسب بالعراق، فستتجه لا محالة إلى الاعتماد على المعونة الغذائية وغيرها من أشكال المساعدة لأمد طويل مقبل".
وأضاف أحمد أن "الملايين من السكان المستضعفين في العراق هم في أمسّ الحاجة إلى المساعدة على استعادة اكتفائهم الذاتي وبناء قدراتهم على الصمود ومرونة الاستجابة".وقال ممثل منظمة " فاو" في العراق، فاضل الزعبي، أن "الاحتياجات في العراق كبيرة، ونحن نواجه عجزاً مقداره 38 مليون دولار على الأقل من التمويل اللازم للحيلولة دون مزيد من انهيار القطاع الزراعي".
وأضاف الزغبي أن "الآلاف من المزارعين لا زالوا بحاجة إلى المساندة. وعدم توفير المساعدة لهم في الوقت المناسب سيجرّ تبعات خطيرة ومستديمة على قطاع الزراعة والأمن الغذائي للملايين من العراقيين". وأكد خبير "فاو" أن "دعوة المنظمة إلى تعبئة التمويل المطلوب حالياً هي ذات بُعد زمني حرج، إذ تلزم هذه المساعدات لتمكين الأسر من الحيلولة دون هلاك ماشيتها، وحماية المحاصيل الإستراتيجية من البوار، وتعزيز الإنتاج الغذائي سريع المردود كتربية الدواجن وأعمال البستنة المحدودة، وتوليد فرص حيوية عاجلة للدخل". ويأتي نداء منظمة "فاو" كجزء من خطة الاستجابة الإستراتيجية للعراق 2014 - 2015 التي أماطت الأمم المتحدة اللثام عنها في الأسبوع الماضي، وتبلغ متطلبات التمويل الكليّة التي تحتاجها المنظمة 53.2 مليون دولار أمريكي لُبيّ منها إلى الآن نحو 28 بالمائة فقط، مما خلّف ثغرة تمويلية بمقدار 38.5 مليون دولار. ووفقا " للفاو" فإن معظم محاصيل القمح في العراق تُنتَج في الأجزاء الشمالية من البلاد، وجميع الموارد المائية في العراق تتدفق من المناطق الخاضعة لتنظيم داعش.