مدارات

البارزاني: وضعنا إستراتيجية لمعالجة المشاكل مع "الاتحادية" ولفتح صفحة جديدة

طريق الشعب
عبر رئيس حكومة إقليم كردستان نيجرفان البارزاني، عن سعادته بالاتفاقية التي وقعت في بغداد بين حكومته والحكومة الاتحادية.
وفيما وصف الاتفاقية بـ"المكسب الجيد لجميع الجهات أضاف لقد قطعنا شوطاً كبيراً "، أشار إلى أن ما تلمسناه في بغداد، هي الرغبة لمعالجة المشاكل، التي تدفعنا كإقليم لكي نتقدم أكثر إلى الأمام.
وتأتي تصريحات البارزاني وسط أجواء من الترحيب المحلي والدولي بالاتفاق، الذي يعول عليه ليكون مدخلا لعلاقة طبيعية بين المركز والإقليم.
وأستعرض نيجيرفان بارزاني فحوى الاجتماعات والنتائج التي توصلت إليها المفاوضات التي أجراها الوفد الكردستاني مع بغداد، في مؤتمر صحفي عقب وصوله إلى اربيل.
وفي مستهل المؤتمر الصحفي، سلط رئيس وزراء الإقليم الضوء على المفاوضات، قائلاً: هذه الاجتماعات بشكل عام كانت جيدة، وتلمسنا رغبة جيدة لمعالجة المشاكل مع الإقليم من قبل رئيس الوزراء ووزير النفط وجميع الوزراء. نحن ومنذ اليوم الأول أكدنا ونريد إعادة التأكيد بأن الأولوية بالنسبة لنا معالجة تلك المشاكل الموجودة مع بغداد، ونحن فضًّلنا هذا الخيار ونعتقد بأنه الخيار الأفضل .
وبخصوص الاتفاقية التي تمّ التوصل إليها في إجتماعات اليومين الماضيين مع وفد الحكومة الاتحادية، قال "الاتفاقية ستكون على الشكل الآتي: سنقوم في حكومة الإقليم بتوفير 250 ألف برميل نفط من حقول كردستان النفطية لبغداد، كما سنقوم بمساعدتهم في تصدير نفط كركوك، إلى جانب ذلك ستقوم الحكومة الاتحادية بتوفير حصة الإقليم من الموازنة العامة والتي تقدر بنسبة 17 بالمائة.
وحول قضية البيشمركة ورواتبهم والتي تعتبر من إحدى المشاكل التي بقيت عالقة، قال نيجيرفان البارزاني "أبدى رئيس الوزراء العبادي احتراماته وتقديره للبيشمركة، وخاصة للنضال والتضحيات التي قدموها والآن أيضاً هم في جبهات القتال في الحرب ضد الإرهاب،وقد وافقوا على تخصيص مبلغ مالي لقوات البيشمركة يقدر بحوالي 1 ترليون و200 مليار دينار".
وفي سياق المؤتمر الصحفي، تحدث بارزاني أكثر عن تفاصيل الاتفاقية بين أربيل وبغداد، وقال إن "الاتفاقية الحالية؛ ليست اتفاقية نهائية، ولكن نعتقد أنها بداية جيدة. وهنالك مجموعة من المشاكل المتبقية، والتي ينبغي خلال هذه الفترة أن نتباحث ونتوصل إلى أتفاق بشأنها. هذه بداية جيدة للجانبين لكي نتمكن خلال فترة ستة أشهر أو أكثر من معالجة جميع المشاكل والمعوقات".
وذكر ايضاً "أستطيع القول بشكل عام بأننا سعداء بهذه الاتفاقية ونعتبرها مكسبا جيداً لجميع الجهات" .
وجدد رئيس وزراء إقليم كردستان التأكيد مرة أخرى بأن جميع الخلافات لا يمكن حلها بزيارة واحدة ولن تنتهي بجلسة وأن مجيء وفد حكومة إقليم كردستان إلى بغداد كان بهدف وضع إستراتيجية لمعالجة المشاكل. منوهاً إلى أن الاتفاقية الحالية التي تم عقدها مع بغداد، ستفتح الأبواب لحل جميع المشاكل والخلافات خلال فترة من ستة أشهر إلى سنة.
وفي معرض رده على سؤال ما إذا كان هناك ضغط خارجي، وخاصة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية والجهات الأخرى على وفد التفاوض لإقليم كردستان للتوصل إلى إتفاق مع بغداد؛ اجاب قائلاً "لم تكن هنالك أية ضغوط علينا. وما قمنا به كان برغبة بغداد وأربيل وكنا نرغب في التوصل إلى نتيجة، ولم تكون هنالك اية ضغوط علينا".
3 مليارات دولار إلى الموازنة
من جانبها رحبت لجنة النفط والطاقة النيابية بالاتفاق بين بغداد واربيل.
وقال نائب رئيس اللجنة علي معارج في تصريحات صحفية تابعتها "طريق الشعب" ان "الاتفاق سينعكس ايجابا على الموازنة المالية للعراق وسيرفدها بنحو ثلاثة مليارات و300 مليون دولار، اذا ما افترضا سعر برميل النفط العالمي 60 دولاراً في بناء موازنة 2015".
في حين، قال رئيس كتلة المواطن حامد الخضري ان "الاتفاق من شأنه ان يساهم في فتح صفحة جديدة وتصحيح مسار العلاقات بين المركز والإقليم التي شابها التوتر في السنوات الماضية فضلا عن كونه سيرفد الموازنة المالية بمليارات الدولارات مما يسهم بسد العجز المالي".
وأضاف ان "الاتفاق سيدفع باتجاه اقرار الموازنة خاصة وان هذه المشكلات بين بغداد وأربيل كانت أحدى العوائق في هذا الجانب"مشيرا الى ان"توفر الارادة السياسية في الحل نأمل ان تنعكس ايجابا في اقرار الموازنة المالية داخل مجلس النواب".
ودعا الخضري الى "استثمار الاجواء السياسية الايجابية في تعزيز التعاون الامني بين الحكومة الاتحادية وحكومة كردستان في محاربة عصابات داعش لاسيما بعد ان حققت قوات الجيش العراقي مع الحشد الشعبي والبيشمركة في الاسابيع الماضية عدة انتصارات على الارهابيين".
وترحيب دولي
الأمم المتحدة، هي الأخرى رحبت بالاتفاق من خلال الممثل الخاص لأمينها العام نيكولاي ميلادينوف، الذي قال في بيان "أتطلع إلى تنفيذ الاتفاق في أسرع وقت ممكن، بما في ذلك أمر صادرات النفط من الاقليم وكركوك، فضلا عن صرف ميزانية حكومة اقليم كردستان من الموازنة العامة، ودفع رواتب البيشمركة".
وقال ملادينوف "أود أن أشيد بكل من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ورئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني، لقيادتهم وروح التوافق التي أبدياها في التوصل إلى هذه الاتفاقية المشجعة".
وأضاف "لا يمكن التوصل إلى أي اتفاقيات من شأنها خدمة مصلحة العراق والشعب العراقي إلا من خلال الحوار المباشر والصريح".
وأختتم بقوله "أنني أحث جميع الزعماء والقادة العراقيين على مواصلة إبداء نفس روح الوحدة والرغبة في التوصل لاتفاق بشأن الأولويات الملحة، بما في ذلك اعتماد الموازنة العامة الاتحادية لعام 2015، فضلا عن التشريعات الهامة الأخرى، والعمل من أجل المصالحة الوطنية واستعادة الثقة بين مكونات المجتمع العراقي".
كما هنأ بيان صادر عن الخارجية الأمريكية الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم "على التوصل إلى اتفاق واسع حول إدارة الإيرادات والصادرات النفطية القادمة من كردستان وكركوك".
واعتبرت الخارجية ان "الاتفاق يأتي تماشيا مع دستور العراق وسيتيح لجميع العراقيين الاستفادة بشكل عادل من ثروة النفط والغاز".
وأشار البيان الى ان "الاتفاق سيعزز موقف حكومتي بغداد واربيل على العمل سوية لهزيمة تنظيم داعش الارهابي".