- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الثلاثاء, 30 كانون1/ديسمبر 2014 17:09

عماد شريف
تعلن وزارة النفط بين فترة وأخرى، عن تحقيق اكتشاف نفطي او غازي كبير ضمن ما يسمى بالرقعة الاستكشافية التي تديرها شركات أجنبية حسب الاتفاقات المبرمة بينها وبين الوزارة، إذ بلغ عدد الاستكشافات لحد الآن 12 رقعة في مناطق متفرقة من البلاد، منها سبعة حقول غازية وخمسة نفطية، وهذه الاستكشافات مهمة وضرورية جدا لانها تصب في خدمة التنمية وتطوير المجتمع وبناه التحتية كما تحدث نقلة نوعية كبيرة في تحقيق حياة سعيدة ومرفهة لمواطن البلد، وبرغم أهميتها، الا ان المواطنين يشعرون بالإحباط بدل التفاؤل في مثل هذه المواقف، لان الخيرات المتكشفة سوف تذهب الى حيث لا يعلمون.
رفاء البدري- فنانة تشكيلية- تقول ان: هناك مثلاً عراقياً: " الشهر اللي ما إلك بي خبزة.. لا تعد ايامة!" هذا هو لسان حال الكثير من العراقيين عندما يسمعون عن اكتشاف آبار نفطية او غازية جديدة، فقد عودتنا وزارة النفط ان تعلن بين فترة واخرى عن اكتشاف بئر نفطي او غازي، وهم بالتأكيد يشعرون بالفرح والغرور معاً ويعتقدون اننا مثلهم سنفرح، لكن ما الشيء الحسن الذي نفرح لاجله ، حيث تتساءل البدري عن الذي أضافته الثورة النفطية لهم؟ فالمواطنون يعانون نقصاً في بناء المدارس والمستشفيات وتوفير فرص العمل وحل أزمة السكن المستعصية، وما زالت الكثير من المعامل والمصانع متوقفة عن العمل، وتستدرك بقولها : إذاً المحصلة النهائية لا فائدة من تلك الاكتشافات النفطية، ما لم يتم توجيهها لخدمة ابناء الشعب.
اما محمد مظفر- مهندس نفط- فيقول ان: هناك عدة محاور ينبغي أثارة التساؤل حولها ، منها ان عملية استخراج النفط من الابار الجديدة ينبغي ان تسبقها عملية بناء مستودعات لغرض خزن النفط المستخرج، اذ تنتفي القيمة المادية عند اكتشاف آبار جديدة تزيد من إنتاجية النفط الخام في ظل وجود نقص هائل في الطاقة الخزنية وربما مستحيلة كون النفط المستخرج يجب ان يخزن قبل شحنه للاسواق العالمية. ثانيا العراق عضو في منظمة الاوبك وبالضرورة ان يكون خاضعا لسياستها ضمن سقف الانتاج المحدد بحسب متطلبات السوق ووفق العرض والطلب، اذ لا تعني قضية اكتشاف ابار جديدة ان يصاحبها زيادة الانتاج والتسويق باي حال من الاحوال، وثالثا لا بد ان تكون هناك خطط مستقبلية للافادة من الكميات الاضافية من النفط المنتج من الابار الجديد حيث ان افتقار البلد لخطط قبل عملية زيادة الانتاج يضعنا في موقف سلبي من مجمل القضية، ولا بد من تخصيص الاموال القادمة من موارد النفط الى قطاعات ومجالات جديدة من الممكن ان تدعم اقتصاد البلد.
ويضيف مظفر: اما بخصوص رد الفعل فان هاجس ضياع الاموال الاضافية نتيجة الفساد او التخبط الاداري وسوء الاستثمار سيكون حاضراً في ذهن المتلقي للخبر كون الامر حصل فعلا وزاد انتاج العراق من النفط، ولكن ما الفائدة التي جناها المواطن من هذه الزيادة؟ غير المزيد من الفساد المالي وذهاب اموال اضافية لجيوب الفاسدين من المتنفذين في السلطة فضلا عن زيادة مساحة الفوارق الطبقية واتساع رقعة من هم دون خط الفقر.
فيما احمد لطيف- معلم يقول: تنتابني مشاعر متباينة بين الفرح والحزن ، فافرح لأن العراق ما زال بخير نظرا لوجود الموارد النفطية التي تعتبر مردود الفقراء، اما الحزن لان موارده ستكون في جيوب المفسدين، وهؤلاء لا يمكن ان يستثمروها لخدمة الناس! فما موجود على ارض الواقع من نقص خدماتي كبير لا يعكس ما تحويه ارضنا من ثروات هائلة، وبعبارة اخرى نحن اشبه ببلد فقير لا يمتلك موارد نفطية او غازية او طبيعية اخرى.
ويرى سليم شمال، موظف في وزارة الكهرباء ان الجواب بسيط على ما نسمع إذ سوف يزداد الفساد الاداري وتكثر السرقات، ووجهة نظري انه كلما ازداد النفط كلما ازدادت تعاستنا، فنحن ولسنوات طويلة نرى ان البنى التحتية كما هي سواء كان النفط موجودا ام لم يكن!