- التفاصيل
-
نشر بتاريخ السبت, 10 كانون2/يناير 2015 18:45
طريق الشعب
انتقد العديد من النازحين العراقيين الذين يسكنون مخيمات النزوح في مناطق شمال العراق واقليم كردستان، "تجاهل" الحكومة والمنظمات الدولية المعاناة التي يتعرضون لها في ظل العاصفة الثلجية وموجة البرد التي تضرب البلاد والمنطقة هذه الايام، ما دفع لجنة حقوق الانسان النيابية، الى مطالبة الحكومة بـ"تحمل مسؤوليتها" تجاه النازحين بتقديم الحاجات الأساسية لهم في الظروف الجوية القاسية، و مناشدة المنظمات الدولية والمحلية إلى تقديم العون والمساعدة لهذه العوائل التي تضررت من التهجير.
ويرى سيف رشوان، يعمل كموظف حكومي، من كركوك، ان "البرنامج الحكومي الخاص بإعالة النازحين لا يرتقي الى المستوى والطموح الذي كان لابد ان يكون، فعدم وجود بوادر انفراج للازمة منذ اليوم الاول لسقوط الامطار على هؤلاء المساكين، اعدم كل فرص نجاتهم من الموت، فما الذي يمكن ان يحدث لاسر واطفال يفترشون الارض بحرارة قد تصل الى العشرة تحت الصفر، غير الكارثة؟ حالات لابد ان توقض الضمير النائم لدى كل من لديه قرار في تخليص الاسر التي نزحت من محافظات الاضطراب والصراع الى الاماكن التي لم تكن على دراية بان الهلاك والموت سينتظرهم فيها".
وتنقل وكالة "الغد برس"، عن رشوان، ان "الدول الاوربية ومن خلال وسائل الاعلام تنذر المواطنين وتعطي لهم البدائل الممكنة والتي يراد منها ان تكون لهم المنقذ من مصير التشرد والهلاك من خلال توفير المساكن التي تتلاءم مع طبيعة الظروف الجوية التي تحدث لاسيما في الدول الاجنبية التي يكون للثلوج والاعاصير والرياح صولات وجولات فيها، والتي تكون في بداية كل عام على موعد ودراية كاملة بطبيعة الاجراءات المتخذة فكيف الحال بالمجتمع العراقي والاسر العراقية التي تركت بيوتا مسقفة الى خيام من البلاستك والنايلون..؟".
ويلفت بشار فلاح، سائق اجرة، من الاقليم ، الى ان "مختلف المحافظات الشمالية في فصل الشتاء تتميز بكثافة الامطار وتساقط الثلوج الذي له اثر سلبي في هذه السنة لاسيما وان المناطق التي تعرضت لموجات البرد والثلج يقطنها نازحون من محافظات الانبار وصلاح الدين وكركوك و ديالى، الامر الذي جعل الخسائر اكبر هذه المرة لكثرة اعداد النازحين من المناطق التي غير المستقرة امنيا".
ويبين فلاح للوكالة نفسها، ان "الحل الوحيد بسرعة ايجاد بدائل عن كل الخيام التي تتواجد في ساحات المناطق المسموح بها للنازحين بكرفانات معدة ومجهزة بوسائل التدفئة لحماية الاطفال وكبار السن والنساء وكل المتضررين دون استثناء، لكوني لا استطيع ان اصف الحالة التي اراها بكلمات الامر ليس سهلا لينتهي بكلمات، فالاجراءات الوقائية والعلاجية لجميع النازحين لابد ان تبدأ ومن تلك اللحظة".
بينما تساءلت هبة رعد، ربة بيت من الفلوجة "اين المليارات التي تخصص من قبل البرلمان والحكومة العراقية لمساعدة وايواء النازحين، اين وصلت الحملة التي اطقلها ناشطون لجلب المزيد من الكرفانات للاسر التي تسكن الخيام، اما كان الاجدر باللجان التي شكلت ان تضع نصب اعينها تنفيذ ما يحتاجه النازحون قبل فوات الاوان".
من جهته، يقول النائب جاسم محمد جعفر، ان "النازحين يحتاجون لمبلغ خمسين مليار دينار عراقي، وهذا رقم يجب ان لا تقف عنده الحكومة العراقية او المنظمات الدولية، لأن وضعهم يحتاج الى تضافر في الجهود، ودعم مستمر، حتى لا يتضرروا اكثر من تضررهم عندما خرجوا من منازلهم".
ويضيف جعفر للوكالة نفسها، إن "على الحكومة والمنظمات الدولية، ان لا تقف موقف العاجز عن مساعدة هؤلاء النازحين، الذين لا يمتلكون ابسط مقومات العيش، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء الذي يحتاج الى مستلزمات اكثر من فصل الصيف".
اما رئيس لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب، ارشد الصالحي، فقد طالب في مؤتمر صحافي عقده بمبنى البرلمان، امس السبت، "السلطة التنفيذية بتحمل مسؤوليتها تجاه النازحين بتقديم الحاجات الأساسية لهم في ظل الظروف الجوية القاسية"، مؤكدا على ضرورة "إعادة النازحين لديارهم في المناطق المحررة من قبل قواتنا الأمنية والحشد الشعبي بعد طرد تنظيم داعش الإرهابي و توفر الأمن في مناطقهم المحررة".
ويدعو الصالحي "المنظمات الدولية والمحلية إلى تقديم العون والمساعدة لهذه العوائل التي تضررت من هذا التهجير"، مطالبا هيئة رئاسة مجلس النواب بـ"تشكيل لجنة نيابية لزيارة مخيمات النازحين والوقوف على متطلباتهم في هذا الوقت".
الا ان النائب عن التحالف الكردستاني فرهاد قادر، يؤكد ان "وزارة الهجرة والمهجرين لها البرنامج الخاص لحل هذه المشكلة، ولكنه ليس بالمستوى المطلوب، وذلك بسبب تزايد اعداد النازحين يوماً بعد آخر".
ويبين، إن "هذا الأمر يحتاج الى طاقات كبيرة يسخرها البلد لمواجهة المشكلة، موضحا أن "الجهود الحالية لا تحمي النازحين, لاسيما أن الاقليم يمتاز ببرد شديد القسوة، وبأمطار غزيرة، فعلى وزارة الهجرة والمهجرين تكثيف جهودها لعون النازحين وحمايتهم من البرد والأمطار والفيضانات".
ويشرح بلال راضي، يعمل مصورا لصالح احدى منظمات حملة اغاثة النازحين، ان "الكثير من العوائل التي تسكن في العراء وتتعرض لموجات البرد القارص الذي لا يمكن لاي بشر ان يتحمله مهما كان عمره، لاسيما وان الخيم التي يسكنها النازحون تتهاوي بين الحين والاخر بفعل الرياح القوية التي تضرب تلك الاماكن والتي ترافقها الامطار بصورة مستمرة".
وذكرت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في تقرير سابق، أن "هؤلاء النازحين البالغ عددهم 2,1 مليون نسمة يواجهون صعوبة في تحمل صقيع الشتاء وكانوا قد نزحوا عن ديارهم في موجات عنف متتالية، بدأت مطلع 2014 وتزايدت وتيرتها منذ الهجوم الذي شنته الجماعات المسلحة مطلع حزيران ".
واشارت البعثة الأممية إلى أن "آلافا آخرين يواصلون الفرار من ديارهم، ولا سيما في منطقة كركوك"،
مؤكدة أن هناك حاجة ملحة إلى مزيد من المنظمات الانسانية لمساعدة النازحين في كركوك".
وقالت الأمم المتحدة في التقرير إن "الثلج بدأ يتساقط في بعض مناطق محافظة دهوك في شمال غربي الاقليم، حيث العدد الأكبر من النازحين"، وحذرت من "تداعيات خطيرة على صحة النازحين خلال فصل الشتاء بسبب نقص الملاجئ المناسبة والعزل الحراري".