مدارات

الهند.. المؤتمر 21 للشيوعي "الماركسي" ينهي أعماله

رشيد غويلب
انتهت يوم الاحد الفائت، 18 نيسان الجاري في مدينة فيساخاباتنام الهندية اعمال المؤتمر الحادي والعشرين للحزب الشيوعي (الماركسي) بانتخاب سيتارام يتشوري سكرتيرا عاما جديدا للحزب.
ويبلغ السكرتير الجديد من العمر 62 عاما، وعلى الرغم من ذلك يعد من القيادات الشابة على الساحة السياسية في عموم الهند، بعد تصويت اللجنة المركزية بالإجماع لصالحه، وهو السكرتير العام الخامس للحزب الشيوعي (الماركسي)، الذي تأسس في العام 1964 على اثر انشقاق في الحزب الشيوعي الهندي.
ويخلف سيتارام يتشوري السكرتير العام السابق براكاش كارات، الذي لم يرشح نفسه مجددا بعد بعد عشر سنوات، وثلاث دورات، أمضاها في قيادة الحزب.
وكانت موضوعة المؤتمر المركزية في المؤتمر الذي استمر ستة أيام هي سبل تعزيز دور الحزب، الذي خسر في انتخابات 2014 سبعة مقاعد من المقاعد الستة عشر التي كان يشغلها في البرلمان الهندي. ويشغل الحزب حاليا 9 مقاعد في مجلس الشيوخ والبرلمان الهندي، والتي يبلغ مجموع مقاعدها 545 و245 مقعد على التوالي.
وبدأ السكرتير الجديد حياته السياسية عام 1974 في الحركة الطلابية اليسارية، ودرس العلوم الإقصادية في جامعة جواهر لال نهرو الشهيرة في العاصمة الهندية نيودلهي. وانتمى في عام 1975 الى الحزب. ومنذ عام 2005 يشغل مقعده في مجلس الشيوخ الهندي، ويحظى باحترام جميع القوى السياسية الممثلة فيه.
وتواجه الزعيم الجديد مهمات صعبة منها: عودة الحزب لقيادة معقله الاحمر في البنغال الغربية، التي خسرها في انتخابات 2011 لصالح حزب محلي يحمل اسم Trinamool Congress بقيادة ماماتا بانيرجي. وكذلك مهم جدا تعزيز دور الحزب في ما يسمى بالحزام الهندي في ولايات اوتار براديش وبيهار الشمالية الاتحادية، حيث تهيمن الاحزاب المحلية وحزب الشعب الهندي الهندوسي العنصري (حزب بهاراتيا جاناتا) الحاكم في الهند، والذي يسجل تقدما في هذه المناطق.
ما عدا ذلك هناك ضرورة لتجديد شباب حزب اليسار الأكبر في الهند، والذي يضم أكثر من مليون عضو حيث تبلغ نسبة الفئة العمرية اصغر من 31 سنة فيه، في الوقت الحاضر، 6.5 في المائة فقط.
وتبرز الحاجة ايضا لتعزيز دور الحزب في وسائل الإعلام الاجتماعية، حيث حزب بهاراتيا جاناتا اليميني هو الأكثر شعبية. والملف الرئيسي الآخر هو سياسة التحالفات، وهو ملف هام لعموم قوى اليسار في الهند، ففي ولاية تريبورا تواصل حكومة جبهة اليسار نجاحها منذ عقود، وكذلك التحالفات مفيدة مع قوى الوسط مثل حزب المؤتمر الهندي. وهناك تنسيق مع الأحزاب الصغيرة كتحالف احزاب جاناتا حديث التأسيس، وحزب «الرجل الصغير»، او احزاب محلية اخرى، وزعيم الحزب المنتخب توا يبدي انفتاحا في هذا المجال.
وفي أول تصريح له بعد انتخابه وصف السكرتير العام الجديد للحزب المؤتمر الحادي والعشرين بـأنه «مؤتمر مستقبل الحزب والهند ووحدة اليسار، وسيبدأ العمل السياسي بزخم جديد مبني على القتاعة باننا سننتصر، عندما نناضل».
وحدد الزعيم الشيوعي الخصوم السياسيين بحكومة رئيس الوزراء الهندي الحالي ناريندرا مودي المتبنية لنهج الليبرالية الجديدة، وهدم الديمقراطية، واعتماد سياسة عنصرية توظف التنوع الديني القائم في الهند لتحقيق مصالح سياسية، وهذا يتعارض مع علمانية الدولة التي يضمنها دستور البلاد، وكذلك التعامل المتساوي مع جميع المعتقدات من قبل الدولة.