- التفاصيل
-
نشر بتاريخ السبت, 23 كانون2/يناير 2016 18:59
طريق الشعب
أكد ممثل المرجعية الدينية في كربلاء أحمد الصافي، أمس الأول الجمعة، أن "أصواتهم قد بحت من دون جدوى" من تكرار دعوة السياسيين إلى رعاية التعايش السلمي، وقال أن هذا الشعب يستحق من المتصدين لإدارة البلد "غير الذي يقومون به".
وقال الصافي خلال خطبة صلاة الجمعة في العتبة الحسينية وتابعتها "طريق الشعب" إن "أصواتنا قد بحت بلا جدوى من تكرار دعوة الأطراف المعنية من مختلف المكونات إلى رعاية السلم الأهلي والتعايش السلمي بين أبناء الوطن وحصر السلاح بيد الدولة، ودعوة المسؤولين والقوى السياسية إلى أن يعوا حجم المسؤولية الملقاة على عواتقهم، وينبذوا الخلافات التي ليس من ورائها إلا المصالح الشخصية والفئوية والمناطقية، ويجمعوا كلمتهم على إدارة البلد بما يحقق السعادة والتقدم".
وأضاف الصافي، أن "هذا الشعب الكريم الذي أعطى وضحى وقدم أبناءه البررة كل ما أمكنهم من مال ودماء للدفاع عن كرامة العراق وأرضه ومقدساته وسطروا ملاحم البطولة، مندفعا بكل شجاعة وبسالة في محاربة الإرهاب، يستحق من المتصدين لإدارة البلد غير الذي يقومون به".
وأكد إن "العراق يمتلك مقومات الدولة القوية اقتصادياً ومالياً بما يمتلك من إمكانات واسعة سواء من عقول وسواعد أبنائه أو الثروات الطبيعية في باطن الأرض وظاهرها".
وأضاف الصافي، أن "الحكومات المتعاقبة على البلد منذ عقود لم تعمل على تسخير هذه الإمكانات لخدمة الشعب وتوفير الحياة الكريمة، بل أهدرت معظم موارده المالية في الحروب المتتالية والنزوات الوقتية للحكام المستبدين"، مؤكداً أن "قيام الحكومات المنتخبة لم يغير الأوضاع نحو الأحسن في كثير من المجالات".
وأشار ممثل السيستاني، أن "معاناة الشعب ازدادت من جوانب عديدة في ظل الحكومات المنتخبة بسبب سوء الإدارة والحجم الواسع للفساد المالي والإداري من جهة، والأوضاع الأمنية المتردية من جهة أخرى"، عاداً ذلك "مانعاً لاستغلال إمكانات البلد وموارده المالية في سبيل خدمة أبنائه وسعادتهم".
وتابع الصافي، أن "العراق يعاني اليوم، مشاكل حقيقية وتحديات كبيرة تضاف إلى التحدي الأكبر في محاربة داعش، والتحديات الأمنية الناتجة من احتضان البعض للإرهابيين ودعمهم لهم في الفتك بإخوانهم وشركائهم بالوطن بالأحزمة والسيارات، واعتداء البعض من حاملي السلاح خارج إطار الدولة على المواطنين الآمنين والتعدي على أموالهم وممتلكاتهم".
ولفت الصافي، إلى أن "تلك المشاكل والتحديات تتمثل في التحدي الاقتصادي والمالي الذي يهدد بانهيار الأوضاع المعيشية نتيجة لانخفاض أسعار النفط في الآونة الأخيرة، وغياب الخطط الاقتصادية المناسبة وعدم مكافحة الفساد بخطوات جدية".