- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الإثنين, 25 كانون2/يناير 2016 19:48
رشيد غويلب
بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لانطلاقه، انتهت في الثالث والعشرين من الشهر الحالي في مدينة التأسيس بورتو أليغري، عاصمة ولاية ريو غراندي دو سول جنوبي البرازيل، الدورة الاستثنائية للمنتدى الاجتماعي العالمي. وتحت شعار "من اجل السلام والعدالة الاجتماعية والتضامن" شارك في مسيرة الافتتاح الرسمي 20 ألف ناشط من 60 بلدا. ويمثل المشاركون طيفا واسعا من الحركات الاجتماعية يرفض الرأسمالية كنموذج للنظام المجتمعي المهيمن.
وكانت الموضوعات الرئيسة في مناقشات المشاركين "السلام، الديمقراطية، وحقوق الشعوب والكوكب". وستعقد الدورة النظامية للمنتدى، لأول مرة في النصف الشمالي للكرة الأرضية، في الفترة 9 – 14 آب 2016 في مدينة مونتريال الكندية.
ومثلت هذه الدورة أيضا محطة أخرى للحوار بين الحركات الاجتماعية وقوى اليسار السياسية، لتعميق المناقشات ضد العنصرية والتمييز الديني والاجتماعي. وأكدوا التزامهم بالنضال من اجل توزيع أكثر عدالة للثروة والسلام بين الشعوب، ودمقرطة وسائل الإعلام، ومن أجل الحفاظ على جميع أشكال الحياة. ودعم الناس الذين يناضلون ليحصل الجميع على الخدمات الصحية ومكافحة إساءة استعمال الطب النفسي، من أجل الحق في التعليم، ونظام نقل عام جيد، و حماية البيئة. وشكلت مناقشات الدورة الاستثنائية مقدمة وتهيئة لمناقشات الدورة القادمة في مونتريال.
وقد تم تنظيم المنتدى نفسه باعتباره شكلا من الأشكال الحقيقية لقوة مضادة للسلطة السائدة. وشهد 470 من الأنشطة التي تحدد بحرية كاملة، ومناقشات مكثفة في الطاولات المستديرة، وفي الجلسات الجماعية، فضلا عن المنابر التقليدية والحلقات الدراسية. بالإضافة إلى ذلك، شهدت هذه الدورة تنظيم المنتدى الاجتماعي للطفولة، الذي تضمن، بين امور أخرى الدراما ، ورواية القصص وورش العمل لبناء اللعب والآلات الموسيقية.
وفي سعيها إلى إيجاد وسائل جديدة لمناهضة الرأسمالية، واجهت الحركات الاجتماعية تحديات جديدة ، فالعالم تغيير خلال الـ 15 سنة الأخيرة. واسهمت الأزمة الاقتصادية العالمية، ومحاور القوى الجديدة، وتصاعد مشكلة اللاجئين على خلفية العنف والحروب المتسعة والمتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط، وقد انعكست كل هذه التحديات في القضايا التي عولجت في بورتو أليغري.
ويرى ماوري كروز احد منظمي المنتدى، إن المنتدى يرى مهمته، منذ البداية، في تحويل الأحلام إلى تجارب ملموسة، وان سنوات عمر المنتدى اثبتت "ان عالما آخر ممكن". فالى جانب المنظمات التقليدية، والنقابات، يشارك اليوم عدد كبير من المنظمات الصغيرة. ونتلمس اكثر من اي وقت مضى تأثير النساء ومنظمات الهنود الحمر، والسود والملونين، والمدافعين عن خصوصية الحريات الفردية.
وطالب احد البلاغات الصادرة عن المنتدى بـ "باستعداد ووحدة اكثر في النضال ضد التراجعات الحضارية". ويرى عالم الاجتماع البرتغالي بوافينتورا دي سوزا سانتوس، الذي اسهم في المنتدى العالمي للتعليم، والذي نظم بموازاة اعمال المنتدى الاجتماعي العالمي، ان على اليسار العالمي مواجهة الليبرالية الجديدة بروحية هجومية "ان آمالنا تكمن في ديمقراطية أكثر كثافة وأكثر جذرية.
ويمتاز المنتدى الاجتماعي العالمي منذ انطلاقته لأول مرة، في مدينة بورتو أليغري البرازيلية في نهاية كانون الثاني عام 2001، بمشاركة متميزة لمنظمات بلدان أمريكا اللاتينية و الجنوبية . وقد انعقد ت الدورة الأولى تحت شعار" دافوس هي الماضي و بورتو أليغري هي المستقبل" إشارة إلى إن المنتدى يمثل رد الحركة المضادة للعولمة الرأسمالية على قمة الرأسمال الاقتصادية في دافوس السويسرية والتي تنظم في نفس الفترة تقريبا، وقد اعتبر الكثير من المراقبين المنتدى الاجتماعي العالمي القطب المواجه لصعود الليبرالية الجديدة حينها، فقد رأت" النيويورك تايمز"، في عام 2003 وقبيل غزو العراق، المنتدى القوة الثانية المؤثرة في الراي العام العالمي الى جانب الولايات المتحدة الأمريكية..