مدارات

الولايات المتحدة.. حراك الشبيبة يتواصل يساراً

رشيد غويلب
لا يزال المرشح اليساري بيرني ساندرز يشكل مفاجأة الانتخابات التمهيدية في الحزب الديمقراطي، فقد حصل السيناتور البالغ من العمل 74 عاما على 49,6 في المائة في انتخابات ولاية ايوا ، مقابل 49,8 في المائة لصاحبة الحظ الأوفر في تمثيل الحزب الديمقراطي، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، وزوجة الرئيس الأمريكي الأسبق بل كلينتون، هيلاري كلينتون. وعاد ليؤكد مسلسل نجاحاته عندما حصل على 60 في المائة من الأصوات، مقابل 40 لصالح منافسته في ولاية نيو هامبشاير، وفي ولاية نيفادا استطاعت كلينتون ان تحقق فوزا صعبا آخر، إذ حصلت على 52 في المائة، مقابل 48 في المائة لمنافسها اليساري. وكان المتابعون لسير انتخابات الديمقراطيين التمهيدية يعدون الولاية دارا مأمونة لسيدة البيت الأبيض السابقة، ولكن ساندرز حقق في استطلاعات الرأي تقدما واضحا، جعل سلسلة المفاجآت تتواصل وتتحول إلى ظاهرة لا تنحصر تأثيراتها في السباق الانتخابي داخل معسكر أنصار الحزب الديمقراطي، بل تتعداه ليصبح تأثيرها بداية مهمة لخلق حراك في الساحة السياسية الأمريكية لصالح قوى اليسار، فنتائج الانتخابات التمهيدية عكست توجها جليا من قبل الشبيبة نحو التصويت لصالح المرشح اليساري. وهو أمر مهما جدا، اذا نظرنا إليه من زاوية الصراع الاجتماعي في بلد الرأسمالية الأول، حيث بدأ عدد من المحللين السياسيين اليساريين يتحدثون عن بداية مأزق لهيمنة نظام الحزبين السائد هناك. ومن جانب آخر بدأ النقاش يتصاعد في أوساط اليسار الأمريكي بشأن مدى إمكانية تحويل ما يحدث منطلقا لولادة حركة يسارية جديدة. وعلى الرغم من فرص كلينتون الكبيرة في سباق الانتخابات التمهيدية لصالحها، إلا أنها ستكون عاجزة عن وقف التأثيرات المستقبلية لمسار هذه الانتخابات لصالح اليسار.
وبعد انتخابات ولاية نيفادا، انتقد ساندرز في كلمته مجددا الفساد الذي يرافق الحملات الانتخابية، ونظام التبرعات المعمول به من قبل الحزبين. وهو واقع يسعى إلى تغييره. وأكد انه سيستعد للأول من اذار حيث ستجري الانتخابات التمهيدية في14 ولاية. من جانبها شكرت كلينتون الناخبين وفريق حملتها الانتخابية قائلة: "المعركة مستمرة، والمستقبل الذي نريد في متناول أيدينا".
وفي ولاية نيفادا الواقعة في غرب الولايات المتحدة الامريكية، والمعروفة بمدينة اللهو والقمار في لاس فيغاس ورينو ، حيث لعبت اوراق اللعب، حسب تقارير اعلامية دورا في حسم التعادل الذي ساد في بعض دوائر الولاية الانتخابية. ، وحسب تقرير "وول ستريت جورنال"، كانت الورقة الأكبر من نصيب كلينتون في دائرتين انتخابيتين. وكانت الانتخابات التمهيدية في ولاية ايوا قد شهدت اوائل شباط الحالي كسرا للتعادل في بعض دوائر الولاية الانتخابية ، باستخدام قطعة نقود معدنية.
وكان استطلاع للرأي قد أجراه تلفزيون "فوكس نيوز" القريب من المحافظين، والذي ينظر إلى النتائج التي يعلنها بحذر من المراقبين، قد تنبأ ، قبل إجراء انتخابات نيفادا، بإمكانية فوز ساندرز، وهو أمر لم يكن في حسبان فريق كلينتون الانتخابي. وبموجب الاستطلاع حصل ساندرز على 47 في المائة، مقابل 44 في المائة لمنافسته، بعد ان حقق، مقارنة في استطلاعات الرأي في كانون الثاني الفائت، زيادة قدرها 10 في المائة، مقابل خسارة لكلينتون مقدارها 5 في المائة. وفي حال خوض ساندرز سباق انتخابات الرئاسية ضد المرشح الجمهوري دونالد ترامب، فان استطلاع الرأي المذكور يعطيه تقدما واضحا.