- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الإثنين, 29 شباط/فبراير 2016 19:40
رشيد غويلب
الناخبون الايرلنديون عاقبوا حكومة اليمين على إيغالها في تنفيذ سياسة التقشف القاسية. واعترف رئيس الوزراء إندا كيني بهزيمة تحالف يمين الوسط الذي يقوده.لقد بينت نتائج الانتخابات "بوضوح" ان الناخبين لم يجددوا ثقتهم في تحالف حزب "فاين غيل" اليمني، وحزب العمال (وسط) . وتحدث عن "خيبة امل الناخبين التي " ادت إلى "اتخاذ الناخبين هذا القرار الواضح". وتشير المعطيات المعلنة عن نتائج الانتخابات، حتى ساعة اعداد هذا التقرير، إلى ان حزب رئيس الوزراء قد تراجع من 36,1 في المئة في انتخابات 2011 إلى 24,8 -- 26,1 في المئة في انتخابات الجمعة، في حين كانت وخسارة حليفه حزب العمال اكبر ، فقد حصل على 7,4 – 7,8 في المئة، بدلا من 19,5 في الانتخابات السابقة.
اكبر الفائزين هو حزب شين فين الجمهوري بقيادة جيري آدم ، الذي بني برنامجه الانتخابي، في إطار تحالف "الحق في التغيير"،على رفض سياسة التقشف واملاءات المراكز المالية العالمية، التي عمقت استغلال وإفقار أكثرية السكان.واستطاع تحالف "الحق في التغيير" قبيل الانتخابات تعبئة 20 الف محتج ضد الرسوم الجديدة المفروضة على المياه و ما يسمى بالخطة الاجتماعية التي أعلنتها حكومة اليمين. ووفقا لـ "تايمز الأيرلندية" فقد حصل حزب شين فين على 14 - 16 في المئة ،وهي نتيجة جيدة حملت معها زيادة تتراوح ما بين 5 – 7 في المئة مقارنة بانتخابات 2011 . وحصلا حزبا "الحركة الاشتراكية ضد التقشف" على 4 في المئة تقريبا، والخضر حصلوا على 2,7 في المئة فقط، وبهذا سيحتلون مقعدا واحدا في البرلمان الجديد. وأعلن قادة حزبا "الحركة الاشتراكية ضد التقشف"، استعدادهما لدعم "جيري آدم "كرئيس وزراء بديل"، اذا ما تحققت أكثرية لتشكيل حكومة يسارية. وهذا السيناريو يرفضه اتحاد الصناعيين، وقوى اليمين السياسية، التقليدية والمتشددة.
وفي إجابة لرئيس الوزراء الحالي على سؤال حول السيناريو المحتمل لتشكيل الحكومة الجديدة، اكد ضرورة انتظار النتائج النهائية بعد فرز كل الأصوات، والتي ستتأخر قليلا بفعل نظام الانتخابات المعقد المعتمد في البلاد. وحسب وكالة الأنباء الألمانية، فان كيني الذي احتفظ حزبه بالموقع الأول، على الرغم من هزيمته القاسية، يسعى إلى تشكيل الحكومة المقبلة" ان مهمتي ومسؤوليتي هي التعامل مع قرار الشعب، لتشكيل حكومة مستقرة"،جاء ذلك في تصريح له في العاصمة دبلن، مساء السبت الفائت.
أحزاب التحالف الحاكم ستحصل مجتمعة على ما بين 55 – 68 مقعدا، وبهذا يفتقر التحالف للأكثرية المطلوبة (80 مقعدا) من مجموع مقاعد البرلمان البالغة 158 مقعدا.وحزب "فيانا فيل" المحافظ، الذي حكم ايرلندا لسنوات طويلة، وخسر السلطة في عام 2011 ، بسبب سياسته لمعالجة الأزمة المالية، استطاع ان يضيف إلى رصيده ما يقارب 5,5 في المئة بعد ان حصل على 21,8 – 22,9 في المئة. وجميع احزاب اليمين ترفض التحالف مع حزب شين فين لرفضه القاطع لسياسة التقشف.
وتمحورت الحملة الانتخابية حول سياسة تقليص النفقات التي تتبناها حكومة اليمين، والتطورات في مجمل مناحي الحياة بعد الأزمة الاقتصادية - والمالية العالمية. وحاول رئيس الوزراء المنتهية ولايته، خلال الحملة الانتخابية، التركيز على النمو الاقتصادي الراهن، والبالغ 7 في المئة، والذي يمثل اعلي نسبة نمو في بلدان الإتحاد الأوربي. وقد تحقق هذا النمو بفعل الاعتماد على سلطة التقشف وعلى حساب الملايين من سكان ايرلندا، حيث بلغ نسبة الايرلنديين المعدمين 30 في المئة، الذين يعيشون دون مستوى خط الفقر. وترى قوى اليسار المعارضة للتقشف ان هذا النمو الشكلي يمثل وجه الميدالية الثاني، اما وجهها الأول فهو إفقار الملايين.