مدارات

الانتخابات التمهيدية الأمريكية :ثلاثة انتصارات ملفتة لـ بيرني ساندرز

رشيد غويلب
تحولت جولات تحديد مرشح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة القادمة إلى حافز ومنطلق لتحقيق حراك مهم في ساحة اليسار الأمريكي.
وعلى الرغم من إن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلري كلينتون هي الأوفر حظا في نهاية المطاف لتمثيل الحزب الديمقراطي في معركة انتخابات الرئاسة، إلا أن استمرار حيوية وإصرار منافسها اليساري بيرني ساندرز، والنتائج الملفتة التي حققها في الجولات الانتخابية التي شهدتها السبت الماضي ولايات ألاسكا، وواشنطن، وهواي قد قللت الفارق بين المتنافسين، وفتحت آفاقا جديدة لساندرز في تحقيق حلمه في مواجهة مرشح الحزب الجمهوري في معركة انتخابات الرئاسة الفاصلة، وبالتالي احداث تغيير كبيير في مفاصل مهمة في السياسة الأمريكية، وخصوصا تلك التي تتعلق بقضايا الحرب والسلام، وملف السياسات الاجتماعية.
لقد حصل ساندرز في ألاسكا على 81,6 في المئة مقابل 18,4 لكلينتون، وفي واشنطن على 72,7 في المئة، مقابل 27,1 في المئة، وفي هاواي على 69,8 في المئة مقابل 30 في المئة لمنافسته. وللتأهل كمرشح للحزب الديمقراطي يحتاج الفائز إلى 2383 صوتا من مجموع اصوات المندوبين البالغ 4765 ، وبموجب المعلومات المتوفرة حصلت كلينتون حتى الآن على 1733 صوتا مقابل 1039 لساندرز. واعتبر بيرني ساندرز فوزه في الانتخابات التمهيدية التي جرت في الولايات الثلاث عاملا قد يغير في موقف بعض قادة الحزب الديمقراطي لصالح ترشيحه عوضا عن هيلاري كلينتون. وتكشف أحدث تصريحاته عن خطته لتقليص التقدم الذي تتمتع به كلينتون في عدد المندوبين اللازم للفوز بترشيح الحزب. وذكر ساندرز في أحاديث لوسائل إعلام أميركية، إن" كبار المندوبين" الديمقراطيين قد يحتشدون خلفه لأن بعض استطلاعات الرأي تشير إلى إن فرصته أفضل من كلينتون في القدرة على هزيمة المرشح الجمهوري المحتمل. وأضاف في تصريح له لوكالة رويترز: ان "قوة الدفع معنا. والكثير من هؤلاء المندوبين الكبار قد يعيدون النظر في موقفهم اتجاه هيلاري كلينتون"،
وسيتم اختيار مرشح الحزب لانتخابات الرئاسة في المؤتمر الوطني الديمقراطي الذي سيعقد في الفترة من 25 إلى 28 من تموز المقبل في فلادليفيا. وتحسم الانتخابات التمهيدية للولايات قرابة 85 في المئة من الأصوات خلال مؤتمر فيلادلفيا، في حين أن 15 في المئة المتبقية تترك لكبار الأعضاء في الحزب الديمقراطي الذين لهم مطلق الحرية في التصويت ، ما يعني أنهم قد يرجحون، في نهاية المطاف، كفة الفائز في الترشيح في السباق الساخن.
وإذا ما استطاع ساندرز الأستمرار في انتصاراته التي حققها السبت الفائت، رغم الخسائر هنا او هناك، فان ذلك سيمكنه من حسم معركة الترشيح لصالحه. لقد فاز ساندرز السبت الفائت في ولايات قليلة السكان نسبيا، وهناك الكثير مثل هذه الولايات، ففي الخامس من نيسان ستجري الانتخابات في ولاية وسكونسن، وفي التاسع والرابع عشر منه في وايومنغ، وهي فرص لساندرز لتقليل الفارق بينه وبين منافسته. وفي التاسع عشر من نيسان ستجري الانتخابات في ولاية نيويورك (247 مندوبا)، حيث حظوظ كلينتون هي الأوفر لانها كانت احد ممثلي الولاية في مجلس الشيوخ. وتعطيها استطلاعات الرأي تقدما على منافسها يتراوح بين 20 – 50 في المئة. واذا ما تحققت هذه التوقعات فان ساندرز سيواجه مشكلة. وفي حال نجاح ساندرز في توظيف انتصارات السبت الفائت والبناء عليها، وتحقيق نتيجة مقبولة في انتخابات نيويورك، فان أبواب الانتصار ستتسع أمامه، وخصوصا وان امكانية حسم جولات الاسبوع اللاحق لانتخابات نيويورك في كل من بنسلفانيا وميريلاند تبدو سهلة جدا. والسؤال هل سيشهد صيف 2016 تحولا كبيرا في الساحة السياسية الأمريكية عموما، وفي أوساط الحزب الديمقراطي على وجه الخصوص؟