مدارات

رئيسة كتلة حزب اليسار في البرلمان الالماني: السياسة الخارجية تقوي الإرهاب

طريق الشعب
اتهمت الرئيس المشارك لكتلة حزب اليسار الألماني البرلمانية، سارة فاغنكنشت، في تصريح لها لوكالة الأنباء الألمانية في برلين، الحكومة بتحمل جزء من مسؤولية تقوية الإرهاب قائلة: نحن بحاجة إلى الحديث عن أسباب هذا التراكم في هجمات الإرهابيين في ألمانيا، أوربا، وبلدان الشرق الأوسط.
وتساءلت فاغنكنشت: "ما هي مسؤولية السياسة الخارجية الغربية، وخصوصا الأمريكية، وكذلك الألمانية عن تقوية داعش، والعصابات الإرهابية الأخرى؟". وأضافت "منذ خمسة عشر عاما تشن ما يسمى بالحرب ضد الإرهاب، في البداية في أفغانستان، وبعدها في العراق أيضا، وفي ليبيا وسوريا، ومحصلة هذه الحروب جميعا، هي ان الإرهاب لم يضعف، بل أصبح أكثر قوة.. ومن خلال مشاركة الجيش الألماني أصبحت ألمانيا ذاتها، في هذه الأثناء، هدفا للإرهاب".
وأكدت القيادية اليسارية "علينا تقديم دعم مدني، والإنهاء الفوري لجميع المشاركات ، التي يصبح فيها الجيش الألماني مسؤولا عن قتل الناس".
وقالت: أمر سيئ ان تقصف المستشفيات والمدارس في سوريا من قبل الروس أو قوات النظام السوري، ولكن خلال هجمات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية يحدث أمر مماثل، ويتسبب القصف في قتل الكثير من المدنيين، كما يجري الآن في الرقة والموصل. إن ذلك يؤدي إلى نشر وتعميق الكراهية، ويؤكد تصورات مسبقة، في ان حياة الناس في العالم الإسلامي لا قيمة لها عند الغرب، وإن هناك عدم مصداقية عميقة في ان تدين روسيا، وتمارس فعلا مماثلا.
وأكدت إنه يجب على ألمانيا ان لا تستمر في الخضوع لهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية. فبعد انتخاب دونالد ترامب، أصبح فك الارتباط من سياسة جر الحبل الأمريكية أمر عاجل. لقد حولت الولايات المتحدة الأمريكية الناتو إلى حلف للتدخل الخارجي. ويجب أن يستبدل بنظام امن جماعي يضم روسيا. والمستشارة أنغيلا ميركل من الاتحاد الديمقراطي المسيحي، تتبع بما هو أساسي إرادة واشنطن إلى حد كبير. والرئيس الأمريكي المرتقب دونالد ترامب أرسل رسائل مختلفة. والرسائل فيما يخص الصين والشرق الأوسط مقلقة، ولكن عندما لا يبحث عن مواجهة مع روسيا سيكون ذلك امرا ايجابيا.
وشددت على أنه يجب ان تكون لأوربا مصلحة كبيرة في السلام والتعاون مع روسيا. إن تقاليد الانفراج تكمن في سياسة التنسيق والأمن المشترك، التي تبعد خطر النزاع مع موسكو إلى حد كبير. إن المستشار الألماني الأسبق فيلي برانت، من الحزب الاجتماعي الديمقراطي، كان ناقدا للسياسة الروسية، وعلى الرغم من ذلك كان ساعيا إلى خلق الانفراج معها. وينبغي لنا البناء على أساس هذه التقاليد. وهذا يعني تجنب كل ما يمكن أن يفهم على أنه استفزاز لروسيا. إن المطالبة بمنطقة حظر طيران في سوريا، وهذا ما طرحه حزب الخضر، ستكون من وجهة نظرها، دون نزاع عسكري مع روسيا غير ممكنة، لهذا فان هذه المطالبات غير مسؤولة.
ومعلوم إن حزب اليسار الألماني الذي يحتل المرتبة الثالثة في البرلمان الاتحادي، ويقود المعارضة فيه الآن، هو الحزب الوحيد الذي يرفض الحرب كأداة لحل النزاعات العسكرية في البرلمان وخارجه. وهو موقف لا خلاف عليه بين قوى اليسار السياسية والاجتماعية في البلاد.