شهدت محافظات إقليم كردستان، أمس السبت توجه مئات الآلاف من الناخبين للإدلاء بأصواتهم في انتخابات برلمان كردستان. ويبلغ عدد الناخبين بحسب مفوضية الانتخابات، نحو مليون و195 ألف ناخب في السليمانية، و991 ألف ناخب في أربيل، و615 ألف ناخب في دهوك. ويتنافس 1138 مرشحاً في 31 قائمة على 111 مقعداً برلمانياً.
الانتخابات تسير بشكل جيد
وقالت فيان الشيخ علي رئيسة منظمة تموز للتمنية الاجتماعية المشرفة على الانتخابات في إقليم كردستان لـ"طريق الشعب" أمس السبت، إن "العملية الانتخابية في الإقليم في مجملها تسير بشكل جيد".
ولفتت الشيخ علي إلى أن "نسبة المشاركة في الاقتراع تراوحت بين 45 و 49 بالمئة"، مبينة أنه "لا توجد هنالك أية مشاكل أو خروقات. وما يشاع حول تزوير الانتخابات ما هو إلا دعاية إعلامية".
وأشرت وجود بعض "المشاكل بين الأحزاب، فضلاً عن مشاجرات بين الوكلاء والمرشحين"، مردفة بالقول أن "العملية جيدة حتى الآن".
وحملت الشيخ علي المفوضية مسؤولية عدم تحديث سجلات الناخبين، الامر الذي تسبب في تظاهر العديد من المواطنين في السليمانية، بسبب عدم وجود أسمائهم في السجل، "بالرغم من تحديثهم لمعلوماتهم في السجل الخاص بهم ولكن عندما ذهبوا للمراكز للإدلاء بأصواتهم لم يجدوا أسماءهم".
وتظاهر المئات من الناخبين الذين لم يعثروا على أسمائهم في سجلات الناخبين، أمام مكتب المفوضية في السليمانية، مطالبين بإيجاد حل كي لا يصادر حقهم في التصويت.
وأكدت الشيخ علي "أننا نحمّل في الغالب الذنب للمواطن لأنه لم يراجع سجل الناخبين، لكن في العديد من المرات يظهر أن المواطن قد حدّث السجل الخاص به، كما حدث في الانتخابات السابقة التي حدثت في بغداد".
حكومة ومعارضة
فيما أكد القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني شوان محمد طه أن "المفروض بالكتل المشاركة في العملية الانتخابية ان تتشارك في تكوين الحكومة المقبلة، ولكن هناك معارضة تجعل العمل على المشاركة في تشكيل الحكومة امرا صعبا".
واستدرك طه أمس في تصريح لـ"طريق الشعب" بالقول: "لكن سيتم تشكيل الحكومة بمشاركة جميع الإطراف من الكتل السياسية الكردستانية"، لافتا إلى أنه "ليس بإمكان أية قوة سياسية موجودة في الإقليم تشكيل الحكومة بالكتل الفائزة وإنما سوف تشكل عبر المشاركة بين جميع الكتل".
وأكد انه "لا يمكن اعتماد الأغلبية السياسية، ولكن سيتم اعتماد أغلبية المشاركين في العملية السياسية".
تمنيات بنتائج نزيهة
واعتبر نائب السكرتير العام للاتحاد الوطني الكردستاني برهم احمد صالح، أمس السبت، أن انتخابات برلمان إقليم كردستان، حدث مشهود في ظل ما تمر به المنطقة من صراعات سياسية ودموية، مبينا أن على السياسيين تقبل ما يقرره الشعب في الإقليم.
جاء ذلك أثناء إدلائه بصوته في إعدادية شيرين في السليمانية، بحضور مراسلي القنوات العربية والأجنبية والمحلية.
وقال صالح في حديث للصحفيين عقب الإدلاء بصوته ترافقه عقيلته، إنه "في الأيام الماضية استمع جماهير الشعب إلى برامج القوائم المتنافسة ومرشحيهم، وقد آن الأوان كي تستمع تلك القوائم إلى رأي الشعب"، مبينا أن "اليوم هو اكبر انتصار للشعب الكردي وللديمقراطية في البلاد والتجربة الديمقراطية في الإقليم".
وطلب صالح من جميع أبناء الشعب المشاركة في يوم الفرح الكردستاني، معربا عن تمنيه بأن "نسمع نتائج انتخابات نزيهة ونعمل ما بعد الانتخابات أيضا على رص الصفوف من اجل تعميق التجربة الديمقراطية ونعمل معا".
وأشار صالح الى أن "هذا يوم مشهود في تاريخ شعبنا والحركة الديمقراطية في العراق وكردستان وربما على صعيد الشرق الأوسط أيضا"، مضيفا أنه "نتمنى على جميع الإطراف السياسية أن تعي بأننا خلال الأسابيع الماضية كنا نبلغ رسالتنا إلى الناس، واليوم هو يوم الانتظار لنسمع من الشعب الكردي قراره وان نحترم هذا القرار".
تجديد الديمقراطية
وأكد نيجرفان بارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، أمس السبت، أن الانتخابات تعد خطوة لتجديد الديمقراطية في الإقليم، مؤكداً أن الفائز الأول في انتخابات الإقليم هو الشعب الكردي. وقال بارزاني خلال مؤتمر صحفي عقده، صباح أمس، في فندق روتانا وسط أربيل وتابعته "طريق الشعب"، عقب الإدلاء بصوته في انتخابات برلمان الإقليم إن "الفائز الأول في انتخابات برلمان إقليم كردستان هو الشعب الكردي"، معتبراً أن "هذا اليوم هو يوم تاريخي في كردستان".
وأضاف رئيس حكومة الإقليم أن "الانتخابات هي خطوة لتجديد الديمقراطية داخل الإقليم وبث دماء جديدة في العملية السياسية للأكراد"، متمنياً أن "تستمر الانتخابات بدون مشاكل وأن تكون نسبة المشاركة فيها كبيرة". وبدأت في إقليم كردستان، صباح أمس السبت، عملية الاقتراع العام لانتخابات برلمان إقليم كردستان، حيث فتحت المراكز الانتخابية أبوابها منذ الساعة السابعة صباحاً، وشهدت إقبالاً ملحوظاً من قبل الناخبين منذ بدء عملية التصويت.